كيف تساعد طفلك على التحكم بمشاعره؟

Cover

ميدار.نت - دبي

يمر الطفل بالكثير من المواقف التي تجعل مشاعره تتقلب بسرعة بين الفرح والحزن والغضب والخوف، ويلعب الأبوان الدور الأبرز في فهم مشاعر الطفل، وتدريبه على فهم هذه المشاعر بدوره والسيطرة عليها، وعدم السماح للشعور السلبي بجرفه بعيداً إلى حد التدمير النفسي. يستعرض هذا المقال أساليب تساعد طفلك على التحكم بمشاعره على نحو سليم.

 

كيف تساعد طفلك على التحكم بمشاعر الحزن؟

عندما يكون الطفل سعيداً، يعبر عن ذلك بالقفز فرحاً أو معانقة أبويه وما إلى ذلك من الأفعال، وعلى الأبوين تعليمه أن شعور السعادة هذا ناجم عن فعل شيء يحبه ويسعد الآخرين، كي يتعلم أن بمقدوره إسعاد نفسه. أما عندما تنتاب الطفل مشاعر الحزن، يبدأ بالبكاء وتختلج شفتاه وقد ترتفع درجة حرارته إذا تم إجباره على ترك مكان يحبه أو إنهاء اللعب وتوديع رفاقه، ما قد يترافق بتوبيخ الأبوين للطفل إذا عارضهما. من المفيد أن تساعد طفلك على التحكم بمشاعره كما يلي:

_ تنبيه الطفل إلى أن الجميع يشعرون بالحزن أحياناً، وأن هذا طبيعي، لأن الحياة لا تسير دائماً كما نرغب، وأن هناك وسائل تساعدنا على إنهاء مشاعر الحزن هذه. من شأن توعية طفلك بأن ثمة مشاعر سلبية طبيعية أن يزيد وعيه بشخصيته، ويتعلم أن حزنه ليس خللاً أو دليلاً على غبائه أو جبنه.

_ يمكن أن تساعد طفلك في التحكم في مشاعر الحزن برفع معنوياته من خلال معانقته أو تشجيعه، أو الوعد بأخذه في اليوم التالي إلى مكان يحبه أو ملاقاة الأصدقاء أنفسهم أو إحضار شيء يتوق إليه، علماً أنه من الضروري إطلاق وعد يمكن الوفاء به حتى يثق الطفل بكلامك مستقبلاً.

 

كيف تساعد طفلك على التحكم بمشاعر الغضب؟

يعبر الأطفال عن غضبهم بأشكال متفاوتة، فبعضهم يصرخ وآخرون يرمون بأنفسهم على الأرض أو يتعمدون الإيذاء، وقد يعبر أطفال عن غضبهم بكتم أنفاسهم حتى يزرق لونهم، وفي هذا مؤشر خطير لأنه قد يؤدي إلى الوفاة. ويمكن أن تساعد طفلك على التحكم بمشاعره هذه من خلال:

_ عدم الضغط عليه، إذ لا بد من فهم أن مشاعر الغضب عند الطفل لا تنبع من أنانية بقدر رغبته في لفت الانتباه، بسبب تراكم شعوره بالإحباط، كونه لا يمتلك كل القدرة الجسدية والكلامية لتنفيذ ما يريد.

_ إذا كان الطفل يقبل بملامسته، يمكن للأم احتضانه وتقبيله لاحتواء غضبه أو منعه من إيذاء ما حوله، وإذا كان من النوع الذي يرفض أن يلمسه أحد، على الأم ترك مسافة بينها وبينه، مع استمرار مراقبته والتدخل في الوقت اللازم بفعل شيء مناسب يساعد في التحكم بمشاعره.

_ عدم مجادلة الطفل في حالته هذه يفيد في التحكم بمشاعره أيضاً، على أن يعقب ذلك حديث هادئ معه حول إيجاد حلول للسيطرة على نفسه.

_ يمكن الاتفاق مع الطفل على تخصيص لعبة معينة، يصرخ عليها وينفس غضبه فيها كلما شعر بالغضب، أو أن يلجأ إلى زاوية معينة يعبر فيها عن غضبه، من شأن هذا السلوك التوجيهي أن يساعد طفلك على التحكم في مشاعره.

 

كيف تساعد طفلك على التحكم بمشاعر الخوف؟

تنتاب الطفل مشاعر الخوف والقلق عند تجربة شيء جديد غير مألوف أو مقابلة شخص غريب، ويتجلى ذلك خصوصاً عند صعود المصعد لأول مرة أو السباحة لأول مرة. فيما يلي بعض ما يمكن أن تقوم به كي تساعد طفلك على التحكم بمشاعره هذه:

_ توعيته بأن ما يشعر به ليس إلا نتيجة لتجربة جديدة.

_ رواية مواقف معينة مررت بها وشعرت بالخوف من شيء لا يخيف، كوحش أما أو غول وما شابه.

_ التذكير بمواقف أظهر طفلك فيها شجاعته، لتعزيز ثقته بنفسه وقدرته على تجاوز الأمر.

 

كيف تساعد طفلك على التحكم بمشاعر الغيرة؟

أول ما يغار الأطفال من أحد أبويهم بسبب علاقته بالآخر، وبعد سن الرابعة قد ينقلب الأمر وقد يتعزز، لا بد في هذه الحال من تعزيز تعبير الأم والأب عن حبهما للطفل بالاحتضان والحوار، والحرص على عدم نبذ الطفل في أي مرحلة، وإذا كانت علاقة الطفل متوترة مع أبيه مثلاً بسبب الغيرة منه على الأم، يجب على الأم تشجيعهما على تمضية الوقت معاً وتعزيز علاقتهما، وتوجيه الطفل إلى شكر أبيه عندما يحضر له شيئاً يحبه، والأمر ذاته ينطبق في حالة غيرة الطفل من الأم على الأب، فمن شأن هذه السلوكيات أن تساعد طفلك على التحكم بمشاعره السلبية.


 

أخبار قد تهمك:

_  طفلي أناني... كيف أجعله يشعر بحاجات الآخرين؟
 

_  تأخر النطق عند الأطفال.. أسبابه ومتى يكون مشكلة تستدعي القلق؟
&nbs