ميدار.نت - دبي
يتجادل أطباء التغذية باستمرار بشأن الحل الأفضل لمشكلة زيادة الوزن، بين مؤيد لنظام الوجبات الصغيرة، ومؤيد لنظام الصيام المتقطع لفترة تصل إلى 16 ساعة يومياً، في حين ترى فئة ثالثة من الأطباء أن الأمر مرهون بطبيعة كل جسم ومدى تقبله لنظام غذائي دون آخر. سنتعرف في هذا المقال على مضار الوجبات الكبيرة، وفوائد نظام الوجبات الصغيرة المدروسة.

الوجبات الصغيرة لا ترهق الجسم
قد تفرض عليك مشاغلك اليومية ألا تأكل إلا حين انتهائك منها، فتختم يومك بوجبة واحدة كبيرة، ما يعد طريقة خاطئة في الأكل، إذ يتعامل الجسم مع الوجبات الصغيرة بفعالية أكبر، حسب مؤيدي هذا النظام الغذائي.
ويرى فريق من أطباء جامعة جورج واشنطن الأميركية أن الجسم البشري خلق ليأكل طعاماً خفيفاً، فكمية الطعام الكبيرة التي تؤكل مرة أو مرتين يومياً تفوق طاقة الجسم على الهضم والتحمل والاستقلاب. من شأن الوجبة الكبيرة أن ترهق الكبد على وجه الخصوص، وهو المسؤول عن تفكيك الدهون والبروتينات، والإفراط في تحميل الكبد عبئاً كهذا سيؤدي في النهاية إلى ترسب الدهون والكوليسترول على الشرايين وسدها تدريجياً.

أربع وجبات صغيرة أفضل من واحدة
وجد الباحثون في تجارب متفرقة ضمن عدة دول أن حيوانات المختبر عانت من ارتفاع الكوليسترول عندما أكلت وجبات كبيرة قليلة العدد، وهي نتيجة أثبتتها تجارب مماثلة على البشر، أظهرت إحداها أن الكوليسترول الإجمالي للأشخاص الذين كانوا يأكلون أربع وجبات أو أكثر في اليوم كان أقل بنحو تسع نقاط منه عند الأشخاص الذين يعتمدون على وجبة أو اثنتين في اليوم، بل أن معدل الكوليسترول السيء LDL كان عند متعددي الوجبات أقل منه عند الآخرين، رغم أن الفئة الأولى كانت تميل إلى استهلاك كميات أكبر من الدهون.

الوجبات الصغيرة وزيادة الأنسولين
عندما طلب باحثون كنديون من 7 أشخاص تناول 17 وجبة صغيرة خفيفة في اليوم، هبط الكوليسترول لديهم بنسبة تراوحت بين 8 و13%، فوضع الباحثون نظرية ترى أن الوجبات الصغيرة أدت بالجسم إلى إنتاج كميات أقل من هرمون الأنسولين، ما أدى إلى نشاط في إفراز الأنزيمات التي يحتاجها الكبد كي يعالج الكوليسترول. وتتعارض هذه النتيجة مع الرأي العلمي القائل إن الاستمرار في تناول الطعام يحفز إنتاج الأنسولين الذي يمنع الإنسان من الشعور بالشبع، ويجعله دائم الإحساس بالجوع والرغبة في تناول الطعام ما يجعل فقدان الوزن مهمة شاقة.

الحل... وجبات صغيرة صحية
يفضل العديد من أطباء التغذية حسم الجدل بتقسيم الأكل اليومي إلى وجبات صغيرة وصحية في الوقت نفسه، بما يمنع الإفراز الزائد للأنسولين، الهرمون المنظم لمستوى السكر في الدم. وينصح بعضهم بتناول وجبة خفيفة بين الوجبات الثلاث الأساسية، ووجبة خفيفة أخرى قبل النوم، فهذا يقدم الكميات نفسها من الوحدات الحرارية لكن مع فعالية أكبر من الناحية الفيزيولوجية، لاسيما إذا خلت هذه الوجبات من الدهون والسكر، وتضمنت كميات معتدلة من الخضروات والفواكه.