طفلي أناني... كيف أجعله يشعر بحاجات الآخرين؟

ميدار.نت - دبي
الصحة
الطب
09 يناير 2023
Cover

ميدار.نت - دبي

تعتبر الأنانية صفة طبيعية عند الأطفال، خصوصاً حتى سن الخامسة، متمثلة بتمسك الطفل بأشيائه وعدم السماح لأحد بلمسها، لكن يبدأ القلق عندما تستمر هذه الصفة طويلاً، جراء تأخر الأهل عن تصويبها أو سوء معالجتها، فكيف السبيل إلى التعامل مع الطفل الأناني للتخفيف من هذه الصفة؟

 

لماذا يصبح الطفل أنانياً؟

يبدأ الطفل منذ ولادته بتعلم المفاهيم الأساسية عن العالم من حوله، من خلال علاقته بوالديه وإخوته، لكنه في عامه الأول يكون مهتماً بالتعرف إلى المحيط، ثم يبدأ في تكوين تصور عن ذاته، وبأنه كائن مستقل عن أمه، وذلك نتيجة ردود أفعال محيطه على تصرفاته، كأن يضحكوا على ما يفعل، أو يساعدوه على النهوض إذا سقط، أو يوبخوه.

بعد العام الأول، يشعر الطفل بأنه مركز العالم، وأنه يمكنه امتلاك أي شيء يريده، وذلك بسبب ازدياد وعيه بذاته، وهنا قد يرتكب الأهل خطأ بإساءة فهم الطفل وتفسير الأمر على أنه طفل أناني يجب توجيهه فورا، فيبدؤون بتعليمه الإيثار والتعاون في سن مبكرة أكثر من اللازم، كأن يكون في عامه الثاني، أي غير قادر على التخلي عن أشيائه لأنه يعتبرها جزءاً منه.

أما إذا استمرت الأنانية بوضوح بعد العام الثاني، فلا بد من تحليل الأهل للأسباب أولاً، كخطوة نحو العلاج، ويكون السبب واحداً أو أكثر مما يلي:

_ الحنان الزائد الذي قد يسبغه الأهل على الطفل تعويضاً لنقص عاطفي يعانون منه، فهم لا يستطيعون تحمل أن يشعر أولادهم بالحرمان من أي شيء، فينشأ الطفل على فكرة حقه بامتلاك كل شيء، ويقترن سلوكه بالعدوانية لتحقيق ذلك.

_إذا استمر الأهل بإشعار الطفل بأن كل شيء مباح له، قد يعود من المدرسة يوماً ومعه أغراض لا تخصه، دون أن يدرك أنه ارتكب خطأ بأخذها.

_ في محاولة الأهل لتحقيق رغبات الطفل، يقضون على استعداده للاعتماد على ذاته، أو الاقتناع بالقليل.

_ يؤدي نقص الحنان أيضاً إلى أنانية الطفل، لأنه لم يتعلم أن يكون محط حب واهتمام، بالتالي قد يسعى بطرق مؤذية لينال ما يريد، دون إحساس بالتعاطف مع من حوله أو فهم لاحتياجاتهم.

 

كيف يتصرف الطفل الأناني؟

يكشف الطفل الأناني عن نفسه في كثير من السلوكيات، يمكن تلخيصها بالآتي:

_ عدم الرغبة في مشاركة أشيائه مع أحد.

_ اختبار حدود ملكيته للأشياء، حيث يجرب أخذ ممتلكات غيره رافضاً إعادتها لهم.

_ اللجوء إلى العنف للتعبير عن ملكيته للأشياء، فيردد دوماً أنها له، مع شعور بالتهديد والقلق والتنبه إذا اقترب أحد منها.

 

كيفية نتعامل مع الطفل الأناني

من المهم ألا يبكر الأهل في الحكم على ابنهم بأنه طفل أناني، أو يعلموه أن يشارك أشياءه مع الآخرين في عاميه الأولين، فلن يأخذوا منه إلا الاحتجاج، وسيحرمه ذلك من فرصة اكتشاف ذاته وقد يعلمه إهمال حاجاته. فمن الأفضل الصبر حتى يتجاوز عامه الثاني ليفهم معنى المشاركة والحاجة إلى تبادل الأشياء مع أقرانه.

يمكن اتباع الخطوات التالية في هذا السياق:

_ شرح معنى المشاركة للطفل دون استخدام أسلوب الحرمان أو الردع، وتعليمه أن البخل والأنانية وما شابههما صفات غير مستحبة.

_ الثناء على قيام الطفل بالعطاء أو عند تعبيره عن التعاطف مع الضعفاء أو المحتاجين.

_ حث الطفل على الاختلاط والتفاعل مع أقرانه، فسيزيد ذلك من إدراكه لحاجاته الاجتماعية، فيتخلى عن أنانيته حتى لا يسبب الضيق لمن حوله.

_تشجيع الطفل كل عام على منح ملابس لم تعد تناسب حجمه أو لعبة لم تعد تناسب سنه، لطفل آخر.

_ تعليمه أن هناك أشياء تخصه، عليه المحافظة عليها وأنه سيحاسب إذا أهملها، وأن هناك ممتلكات خاصة بشقيقه عليه أيضاً الحفاظ عليها، لأن شقيقه قد يسمح له باستخدامها أيضاً.

_ تعويد الطفل على تأجيل تحقيق رغباته، والتعبير عنها بهدوء، وإذا لم يتم الاستجابة لها فعليه انتظار دوره وعدم الخوف من التعبير عن رأيه فيما يحدث.

 

مواضيع قد تهمك:


&nbs