لا مفر من الإجهاد العصبي... وهكذا تنتصر عليه

ميدار.نت - دبي 01 ديسمبر 2022
Cover

ميدار.نت - دبي
يعاني جميعنا من الإجهاد العصبي في الحياة اليومية، قد نكتفي لمعالجته بالراحة في أيام العطلة الأسبوعية، لكن تراكم الإجهاد المزمن يؤثر على صحتنا بشكل خطير، في حين أنه يمكن لمجموعة من التقنيات البسيطة أن تساعد في تقليله، ومنعه من إنهاكنا على المدى البعيد.


الشعور بالتهديد أبرز مسببات الإجهاد العصبي
عند شعورك بتهديد ما، إزاء مشكلة في العمل أو وضع صحي في العائلة أو أي عامل آخر، يبدأ نظام الإنذار الفطري لديك بالعمل، حيث يطلق جسمك هرمونات مثل الكورتيزول والأدرينالين في مجرى الدم، فيتسرع تنفسك ودقات قلبك ويزيد تدفق الدم إلى ذراعيك وقدميك لتساعدك على الهرب أو الاستجابة الفورية لما يحدث، وإذا كان جسمك يطلق هذا الإنذار الداخلي عشرات المرات في اليوم، فإنه يمهد الطريق لمرض القلب.
يشبّه الأطباء ردة الفعل الفيزيولوجية هذه باستجابة الإنسان القديم الفطرية لهجمات الحيوانات المفترسة، فهذه الاستجابة المسماة (إضرب أو أهرب) ساعدت رجال الكهوف على النجاة من الخطر المحدق، وفي حين يبدو هذا المصير سعيداً لوهلة، فإن تكراره بشكل مزمن يصيب بالإجهاد العصبي التراكمي، وصولاً إلى مرض القلب التاجي.


الإجهاد العصبي والنوبة القلبية
يسرع الإجهاد العصبي من ترسب المواد الدهنية في الشرايين، ويمكن أن يجعلها تتقلص ما يخفض تدفق الدم إلى القلب. وقد يسبب ما يسمى بنزف الترسبات الدهنية، أي تمزق بطانة الشرايين الذي يودي بدوره إلى الانسداد، كما يمكن للإجهاد أن يجعل الدم يتخثر بسرعة أكبر، وكلها عوامل تمهد لحدوث النوبة القلبية.


تمرين الإرخاء للتخفيف من الإجهاد العصبي
أظهرت تقنيات تخفيف الإجهاد العصبي والبدني كاليوغا والتأمل فاعليتها في تخفيض معدلات تسرع القلب والتنفس، وتبطئ الموجات الدماغية وتمنع زيادة ضغط الدم. فيما يلي تقنية مشابهة تسمى الإرخاء التصاعدي:

  • خذ وضعاً مريحاً، كالجلوس منتصباً أو الاستلقاء.
  • أغمض عينيك.
  • استنشق الهواء بهدوء مع ضم قبضة اليد اليمنى لنحو 5 إلى 7 ثوان، ثم ازفر الهواء بهدوء أيضاً.
  • استرح لمدة 40 ثانية تقريباً، وأعد الكرة مع اليد اليسرى.
  • يمكن تكرار التمرين بشد وإرخاء عضلات الزندين، وحتى عضلات الوجه، والفخذين والساقين.

 

إطلاق المشاعر يكبح الإجهاد العصبي

لا مجال لتجنب الإجهاد العصبي مهما حاولت، لذا تعلّم التأقلم معه بما يفيد قلبك. يرى الخبراء أن تأثير الإجهاد العاطفي له علاقة بسيطة بمسبباته الفعلية، بينما له علاقة أكبر بالكيفية التي نتعامل بها معه، لذا نلاحظ وجود أناس يختبرون إجهاداً في حدوده الدنيا وينهارون، فيما يواجه آخرون إجهاداً خطيراً ويصمدون إزاءه ولا يخرجون بخسائر كبيرة.
إليك نصائح فعالة في هذا السياق:

  • التنفس العميق:

ينصح الأطباء عموماً بالتنفس العميق، فالتنفس انعكاس للحالة العقلية، ويمكن استخدامه لتغيير الحالة النفسية، فالقلق يجهل التنفس ضعيفاً وسريعاً، ولكن إذا تنفست بعمق وبطء ووعي، سيساعد ذلك في التخفيف من الإجهاد العصبي حتماً.

  • التمارين الهوائية:

تساعد التمارين الهوائية كالمشي السريع في تخفيف كمية الهرمونات المسببة للإجهاد العصبي، ويكفي لذلك القيام بهذا التمرين ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع.

  • لا تشتت نفسك:

نظم وقتك بعناية، ولا تحمل العديد من البطيخات معاً، فذلك مسبب أساسي للإجهاد العصبي.

  • إقلب الوضع المجهد إلى حالة تحدٍ

إذا طلب مديرك تقريراً خلال ساعتين، قد تعتبر ذلك إجحافاً منه أو تتوقع أن تقصيرك سيودي بك إلى الطرد من العمل، لكن التفكير هكذا سيحرر حالة من الخوف أو الغضب، بينما يمكنك بدلاً من ذلك التفكير بالأمر كتحدٍ حقيقي، وتقول "لنر ما يمكنني إنجازه في ساعتين"، فينقلب الإجهاد العصبي من حالته السلبية إلى الإيجابية.