طفلك يحب أباه أكثر منك فما الحل؟

Cover

ميدار.نت - دبي

تشكو بعض الأمهات من عدم طاعة أطفالهن لهن، مقابل تعبيرهم عن حب الأب بطريقة تثير استياء الأم ودهشتها. فماذا لو كان طفلك يحب أباه أكثر منك؟ كيف تفسرين الأمر كأم، وكيف تتصرفين لعلاج المشكلة؟

 

طفلك يحب أباه أكثر منك ... لماذا؟

عندما تلاحظين أن طفلك يحب أباه أكثر منك، ويعبر عن ذلك في عدة مناسبات خلال اليوم، من الطبيعي أن تتساءلي عن سبب عدم معاملته لك بالمثل، وأنت الشخص الأكثر عطاءً وقرباً منه. لا تسيئي فهم طفلك، فالأمر يعود إلى واحد أو أكثر من هذه الأسباب:

_ تدليلك الزائد كأم لطفلك، بحيث يشعر أنك تلبين له كل رغباته، فلا يسمع منك كلمات مثل (لا) و(ممنوع)، بذلك يعتقد أن بوسعه الحصول على ما يريد منك دون حاجة إلى التعبير لك عن حبه واحترامه.

_ سبب ثانٍ يناقض الأول، فقد تكونين أماً كثيرة الانتقاد والصرامة، فلا يتذكر لك الطفل إلا ذلك، وكونه يرى أباه أقل منك ويلقى منه معاملة خاصة نتيجة قلة رؤيته له، فسيميل غالباً إلى التماس شيء من التساهل والتسامح والتدليل من الأب.

_ رغبة الطفل في الاستقلال بنفسه، وخاصة بعد سن الثالثة، حيث يزداد وعيه بذاته وشعوره بأنه كائن منفصل عنك، ويميل إلى التعبير عن هذا الانفصال بالتحرر من الرابطة التي اعتاد عليها، ويكون الأب هو الطرف الطبيعي البديل.

_ شعوره اللاواعي بأن حبه لك تحصيل حاصل، فأنتما تلازمان بعضكما بعضاً معظم الوقت، بينما يرى أباه أقل بكثير، لذا قد تلاحظين ميل طفلك إلى تعويض هذا الغياب بمزيد من التقرب إلى الأب ومحاولة لفت انتباهه.

_ قدرة معظم الآباء على أداء مهمات قد لا تستطيع الأم فعلها، كإصلاح الألعاب المعقدة، أو سرير الطفل المكسور، أو غرز مسمار في الحائط لتعليق صورة محببة في غرفة الطفل، فضلاً عن حمله على ظهره وأكتافه وأرجحته يميناً وشمالاً، كل هذا يجعل الأب شخصاً جذاباً بالنسبة إلى طفلك، وأشبه ببطل.

 

ما الحل إذا كان طفلك يحب أباه أكثر منك؟

ينصح أطباء علم نفس الأسرة بعدة خطوات قد تفيد في التخفيف من شعورك السلبي بأن طفلك يحب أباه أكثر منك، ومنها:

_ تغيير أسلوب معاملتك لإبنك، بحيث تكلمينه بلطف كشخص ناضج ومسؤول عن تصرفاته، وتكلفينه بمهام صغيرة، ما يجعله أكثر شعوراً بذاته، وبأنه يستمد هذا الشعور وهذه الثقة منك.

_ إذا كنت أماً شديدة التسامح، فلا بد من تغيير طريقتك، وأن تبدأي بوضع القوانين الحازمة لا الصارمة، بحيث يحفظ لك طفلك قدراً من الهيبة، ويحسب لك حساباً أكثر ويهتم بمعرفة رأيك فيما يفعل. في المقابل، لا تفرطي في وضع الضوابط والقواعد، أو تسرفي في توبيخ طفلك في كل ما يفعل، لأنه سيبدأ بالبحث عن مهرب منك حتماً.

_ إحرصي على إخفاء شعورك السلبي عن طفلك، فلا يجب أن يشعر أن لعبه مع أبيه يزعجك. يمكنك تشجيعه عندما يبدي رغبته باللعب معه، وبوسعك الاستفادة من ذلك بقدر من الاسترخاء وشحن الطاقة في غرفة مجاورة، أو حتى أن تشاركيهما اللعب. كما يفضل ألا تشعري زوجك بسلبية أحاسيسك، فقريباً سيكبر الطفل ويعلم أنك والأب ملاذه الأول وربما الأخير.

_ تذكري أن الطفل يعول عليك في أشياء لا يتفرغ لها الأب كثيراً، كتحضير الطعام والاستحمام والنوم، فاستثمري هذه الطقوس ومارسي مهماتك بحب. قد يكون الأب قادراً على رفع الطفل وإشعاره بشعور الطيران، لكنك الأفضل حتماً في رواية قصص ما قبل النوم، وتحضير الوجبات التي يحبها طفلك.

 

أخبار قد تهمك:

-  كيف تساعد طفلك على التحكم بمشاعره؟


-  طفلي أناني... كيف أجعله يشعر بحاجات الآخرين؟
&nbs