أضرار الزيوت المهدرجة وكيف نتجنبها

Cover

ميدار.نت - دبي

قد تشعر أن تناول قطعة من البسكويت يومياً مع فنجان القهوة أو الشاي يشعرك بالشبع فترة طويلة، وربما تقرأ عبارة (زيوت مهدرجة) على غلاف ما تأكله دون أن تستوقفك مطولاً، إلا أن بدء يومك بهذا النوع من الأغذية يحمل إليك ضرراً تدريجياً وأمراضاً تجبرك على الاحتياط الغذائي لبقية حياتك. فما هي الزيوت المهدرجة، وما أضرارها؟

 

ما هي الزيوت المهدرجة؟

تعد الزيوت المهدرجة، والمسماة أيضاً الدهون المتحولية أو التقابلية (ترانسفات)، تطويراً صناعياً لأحد أنواع الدهون الطبيعية التي نتناولها في الغذاء، وتنقسم الدهون عموماً إلى:

_ الدهون المشبعة، التي تكون جامدة في الحرارة العادية كالزبدة، ولها دور في زيادة نسبة الكوليسترول في الدم، بالتالي قد تزيد احتمال الإصابة بأمراض القلب.

_ الدهون غير المشبعة الأحادية، وتكون سائلة في الحرارة العادية، وتصبح سميكة بعض الشيء إذا وضعت في الثلاجة، وعندها يتغير لونها من الصفاء إلى الغباش، مثل زيت الزيتون.

_ الدهون غير المشبعة المتعددة، التي تحافظ على سيولتها في الحرارة العادية والبراد، كزيت السمك.

وتنتمي الزيوت المهدرجة إلى فئة الدهون المشبعة، وبوجه عام، لا تعد هذه الدهون سيئة صحياً، لكن عندما تتم هدرجتها تصبح مصدراً لأضرار لا يستهان بها.

 

كيف تصنع الزيوت المهدرجة؟

الهدرجة هي تحويل الزيت النباتي السائل إلى دهون مشبعة جزئياً عن طريق إضافة الهيدروجين، وبينما يتواجد هذا النوع من الدهون بشكل طبيعي وكميات صغيرة في بعض الأغذية كالحليب واللحم، إلا أن النسبة الكبرى منه يجري تحضيرها صناعياً في المخابر لتزيد من صلاحية الأطعمة المعلبة والمغلفة، فنجد الزيوت المهدرجة في الأغذية المصنعة كالبسكويت وألواح الشوكولا والكيك المغلف والمحمصات والوجبات السريعة ومحليات الطعام كالكريما، إضافة إلى السمن الصناعي.

وتتضمن مراحل هدرجة الزيوت تسخينها إلى درجة عالية، وعند وصوله إلى الغليان تتم إضافة الهيدروجين، وتدريجياً يتحول الزيت من الحالة السائلة إلى حالة من الصلابة والتماسك، هي ذاتها التي تتراكم فوق شرايين الأشخاص الذين يكثرون من تناول الزيوت المهدرجة.

 

مخاطر وأضرار الزيوت المهدرجة

تم رصد مخاطر الزيوت المهدرجة في وقت مبكر نسبياً، حيث أثبتت أبحاث شهيرة في جامعة هارفارد الأميركية عام 1993 أن لتناول هذه الزيوت أثر أسوأ من أي أثر قد تخلفه في أجسامنا الدهون المشبعة الطبيعية كالزبدة أو السمن، ولنا أن نستغرب كيف لقطعة من البسكويت أن تبقى فترة طويلة على رف ما دون أن يتغير شكلها أو طعمها. إذن لا بد أن المادة المستخدمة لحفظها قوية جداً، وبينما تبقى القطعة محافظة على شكلها بفضل الزيوت المهدرجة، تحدث لجسمنا تغييرات جسيمة ضارة، ويمكن تلخيص هذه الأضرار بما يلي:

_ زيادة الكوليسترول الضار (إل دي إل)، وتقليل الكوليسترول الجيد في المقابل (إتش دي إل)، ما يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والجلطات.

_ يجعل الهيدروجين المعالج من هذه الأطعمة صعبة الهضم، فتتراكم في أجزاء معينة من الجسم مسببة زيادة الوزن وتصلب الشرايين.

_ التعرض لمرض مقاومة هرمون الإنسولين، أي تراكم زيادة السكر في الدم إلى درجة رفض الخلايا امتصاص هذا الهرمون المسؤول عن ضبط نسبة السكر، ما يقود إلى الإصابة بالسكري والأمراض المرتبطة به كالالتهابات المتنوعة والزهايمر.

_ تؤدي صعوبة هضم الزيوت المهدرجة إلى أضرار كبيرة في الجهاز الهضمي، منها قرحة المعدة والتهابات الأمعاء وتشنج القولون وينعكس ذلك على امتصاص الطعام المفيد، ما يجعل الضرر يطال جميع الوظائف الحيوية بالجسم، وهو أمر يمكن ملاحظة عواقبه خصوصا في سوء حالة البشرة وتساقط الشعر.

 

كيف تتجنب الزيوت المهدرجة؟

تنتج التأثيرات الضارة للزيوت المهدرجة عن استهلاك مقادير منخفضة جداً منها، أي حوالي 20 إلى 60 سعرة حرارية منها للشخص الذي يستهلك 2000 سعرة في اليوم. ويمكن تجنب مخاطر وأضرار الزيوت المهدرجة من خلال الإجراءات الآتية:

_ قراءة قائمة المكونات في كل طعام صناعي تأكله، فإذا قرأت عن وجود زيوت نباتية مهدرجة جزئيا او كليا من الأفضل تجنب الأكل.

_ قد يشار إلى هذه الزيوت في ذيل القائمة، على اعتبار أن نسبتها الإجمالية منخفضة، لكن إذا وجدتها في المرتبة الثالثة أو الرابعة فهذا يعني استخدامها بنسبة عالية وأكثر ضرراً.


 

أخبار قد تهمك:
-  الشحوم الثلاثية ضرورة للحياة... وارتفاعها ينذر بالأسوأ

 

-  ما هي فوائد خل التفاح؟

&nb