هل تحقق التجارة الحرة الرفاهية دائماً وما علاقتها بالتلوث الصناعي

Cover

ميدار.نت - دبي

تعني التجارة الحرة فعلياً عدم تدخل الحكومة في تدفق الصادرات والواردات من وإلى الدولة، ويستند هذا المفهوم إلى الحجة التي ساقها عالم الاقتصاد الاسكتلندي آدم سميث في القرن 18، حول أن تقسيم العمل بين الدول يعزز الكفاءة والإنتاج في كل منها، ما يعني أن لا داعي لتقييد التجارة بينها.

 

كيف نشأ مفهوم التجارة الحرة؟

جاءت التجارة الحرة كمفهوم يناقض ما يسمى بالحمائية الاقتصادية، والتي طبقتها الكثير من الدول في أوروبا، خصوصاً خلال القرنين 17 و18، بهدف حماية الصناعات المحلية من الواردات المنافسة. لكن القرن العشرين شهد انفتاحاً ملحوظاً في هذا السياق، عندما قامت الدول بشكل متزايد بتخفيض الحواجز الجمركية وقيود العملة على التجارة الدولية، وذلك بعد الحرب العالمية الثانية.

 

فوائد التجارة الحرة

تعني التجارة الحرة أنه يمكن للبلدان استيراد وتصدير البضائع دون أي حواجز جمركية أو غيرها، إضافة إلى تخفيض الأسعار نسبياً أمام المستهلكين، وزيادة الصادرات، وفتح المجال أمام اختيارات غير محدودة للسلع. فيما يلي مزيد من التفاصيل حول المزايا التي دفعت كثيراً من الدول إلى اعتماد التجارة الحرة:

_ نظرية الميزة النسبية، والتي تعني إتاحة التجارة الحرة لتداول كم كبير من السلع المتخصصة المتميزة عن بعضها البعض، بهدف تحقيق الرفاهية لجميع الدول الأطراف في التجارة.

_ تقليل الحواجز الجمركية، ما يخفض تكاليف الإنتاج.

_ إلغاء التعرفات والرسوم نسبياً ما يؤدي إلى انخفاض الأسعار وبالتالي تشجيع الطلب بالنسبة للمستهلكين، لا سيما فيما يخص الغذائيات والألبسة والالكترونيات.

_ زيادة الصادرات في ظل انخفاض تكاليف التصدير، ما يعزز الوظائف والنمو الاقتصادي.

_ زيادة المنافسة للشركات المحلية من شركات مشابهة في الخارج، ما يعني مزيداً من الحوافز لتحسين الإنتاج وخفض التكاليف، وبالتالي منع المنتجين المحليين من احتكار إنتاج سلعة ما ورفع سعرها.

_ زيادة النمو الاقتصادي عموماً.

_ الاستفادة من فائض المواد الخام، فأي دولة غنية بالثروات لن تتمكن من الاستفادة منها كما يجب دون تحرير التجارة.

 

هل هناك مساوئ للتجارة الحرة؟

يعارض العديد من خبراء الاقتصاد حول العالم اعتماد التجارة الحرة في بلدانهم، لا سيما إذا كانت بلداناً نامية تحتاج إلى حماية صناعتها المحلية من المنافسة وتطويرها، وهي الحجة الأولى التي يسوقونها في وجه هذا النوع من الحرية الاقتصادية، إلى جانب ما يؤدي إليه ذلك من إضرار بالاقتصاد، والصناعة خصوصاً، وتناقصاً في الوظائف وفرص العمل داخل الدولة وفقاً لرأيهم.

ثمة وجه آخر سلبي للتجارة الحرة، يتمثل في أن العديد من المصنّعين يلجؤون إلى نقل أعمالهم ومصانعهم إلى دول تطبق هذه التجارة مع ضوابط وقواعد أكثر مرونة، ما يؤدي إلى زيادة التلوث الصناعي في هذه الدول المتساهلة، إلى جانب استخدام العمالة بشكل مخالف لحقوق الإنسان، وفي حالات أخرى، قد تسرق البلدان ذات قوانين الملكية الفكرية الضعيفة التكنولوجيا من الشركات الأجنبية.

 

أخبار قد تهمك:

على ماذا يدل الميزان التجاري للدولة وكيف تتم مواجهة العجز

قانون العرض والطلب كيف يؤثر على أسعار السلع

&nb