Cover

ميدار.نت - دبي

تعتبر دورة الاقتصاد حدثاً طبيعياً في أي دولة، ويطلق هذا المصطلح عموماً على سلسلة الأحداث التي يمر بها الاقتصاد، من فترات توسع تليها فترة من الانكماش، وصولاً إلى فترة الانتعاش. ولا تعتبر هذه الدورات منتظمة زمنياً، كما لا يمكن توقعها.

وتمثل دورة الاقتصاد عادة مصدر قلق لصانعي السياسات، لأن التقلبات المفرطة أو طويلة الأمد يمكن أن تؤدي إلى تضخم مفرط، أو إلى عدم نمو كافٍ، أو بطالة مفرطة.

 

أهمية معرفة دورة الاقتصاد

يستعين الخبراء الاقتصاديون ورجال الأعمال بمعرفة دورة الاقتصاد للأهداف التالية:

_ فهم كيفية عمل الاقتصاد، ونقاط قوته وضعفه.

_ اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.

_ توقيت القرارات المتعلقة بالأعمال والمشاريع المختلفة تبعاً لدورة الاقتصاد. فإذا كنت تعلم أن الركود يلوح في الأفق، قد ترغب في توفير المال أو اللجوء إلى الاستثمارات قصيرة الأجل بدلاً من طويلة الأجل.

 

مراحل دورة الاقتصاد

تتكون دورة الاقتصاد من ست مراحل:

_ مرحلة التوسع، وهي المرحلة الأولى، وتتميز بزيادة النشاط الاقتصادي، وارتفاع الناتج المحلي الإجمالي، وانخفاض البطالة وزيادة الأسعار. وخلال هذه الفترة، تعمل الشركات على زيادة إنتاجها بشكل مطرد والاستثمار في فرص جديدة.

_ مرحلة الذروة، أي النقطة التي يتحول عندها التوسع إلى انكماش. وتُعرف أيضًا بمرحلة ازدهار دورة الاقتصاد، وفيها يصل التوسع إلى الحد الأقصى من النمو، بحيث لم يعد ثمة مجال لمزيد من الاستثمار والإنماء، فتبطئ الشركات والجهات المنتجة وتيرة عملها ما يؤثر على الإنتاج والاستهلاك، أي العرض والطلب، ومن ثم العمالة والأسعار.

_ مرحلة الركود، وفيها يتدهور الاقتصاد لفترة تستمر من ستة أشهر إلى عام، وقد تصل إلى 18 شهراً، حيث تتوقف معظم أنواع النشاط الاقتصادي، ويرتفع معدل البطالة مع تسريح الشركات للعمال، وانخفاض أسعار السلع والخدمات.

_ مرحلة الاكتئاب، قد يبدو الوصف غريباً، إلا أنه ينطبق بشكل كبير على حالة دورة الاقتصاد في هذه المرحلة، وتسمى أيضاً بحوض الركود كونها المرحلة الأدنى في دورة الاقتصاد، وهنا يكون الناتج المحلي الإجمالي والعمالة والإنتاج والاستهلاك والاستثمار والدخل الشخصي وأرباح الأعمال جميعها منخفضة.

_ مرحلة الحوض الصغير، أو القاع، وهو النقيض التام لمرحلة الذروة، حيث يصل الاقتصاد إلى أدنى نقطة له من حيث الناتج المحلي الإجمالي والتوظيف والاستثمار والأسعار.

_ مرحلة الانتعاش، ويبدأ النشاط الاقتصادي هنا في الارتفاع مرة أخرى، وتبدأ الشركات في التوظيف مجدداً، وينتعش الإنتاج، كما تنخفض البطالة وتعاود الأسعار الارتفاع بشكل طفيف. ويمكن أن تستمر هذه الفترة لأشهر أو سنوات حسب المدة التي يستغرقها الاقتصاد للتعافي.

 

ما هي العوامل المؤثرة في دورة الاقتصاد؟

تؤثر العديد من العوامل في توجيه مسار دورة الاقتصاد، ولذا تبدو غير منتظمة أو متوقعة، مثل:

_ صدمات سوق العمل، أي التغيرات التي تؤدي إلى تبدلات في الأجور ومعدل البطالة وقرارات الشركات بشأن التوظيف والاستثمار.

_ الصدمات المتعلقة بالطلب، كإقبال المستهلكين فجأة على إنفاق الأموال أكثر من المعتاد، أو على العكس، إحجامهم عن ذلك، ما يؤثر ذلك على الشركات.

_ الصدمات المتعلقة بالعرض، مثل التغييرات في أسعار موارد الإنتاج، كتكلفة النفط مثلاً، والتي يمكن أن تقلل من تكاليف الإنتاج أو تزيدها، كما تعتبر التغيرات التكنولوجية عوامل مؤثرة في هذا السياق، فإذا سمح التقدم التكنولوجي للشركات بإنتاج سلع وخدمات بتكلفة أقل، فسيؤثر ذلك على الاقتصاد من خلال تعزيز العرض وخفض الأسعار.

 

الأسئلة الشائعة حول دورة الاقتصاد

يتساءل كثيرون في سياق معرفة دورة الاقتصاد عن ماهية أحداثها المختلفة، ومن أبرز هذه التساؤلات:

_ ما هو الفرق بين الركود والكساد؟

الركود هو فترة تدهور اقتصادي تستمر من ستة أشهر إلى عام، بينما الكساد هو فترة أطول من التدهور قد تستمر 18 شهرًا أو أكثر.

_ كيف تؤدي صدمات سوق العمل إلى بدء دورة الاقتصاد؟

تؤثر صدمات سوق العمل على قرارات الشركات بشأن التوظيف والاستثمار. فذا ارتفعت معدلات البطالة، تقوم الشركات بتسريح العمال. وإذا تغيرت الأجور، يؤثر ذلك أيضًا على قرارات الشركات.

_ ما الفرق بين صدمة العرض وصدمة الطلب؟

صدمة العرض هي حدث يغير تكلفة إنتاج السلع أو الخدمات، بينما صدمة الطلب هي حدث يؤثر على مقدار رغبة المستهلكين في الشراء.

_ ما المدة التي يستغرقها الاقتصاد للتعافي من الكساد؟

يعتمد ذلك على شدة الاكتئاب الاقتصادي. ففي بعض الحالات، قد لا يتعافى الاقتصاد بشكل كامل إلا بعد سنوات عديدة.

_ كيف أحمي نفسي من تقلبات دورة الاقتصاد؟

خلال فترة التوسع، قد يكون من المفيد الاستثمار في الأصول طويلة الأجل، أما خلال مرحلة الركود، فيفضل توفير المال أو الاستثمار في الأصول قصيرة الأجل. وعندما يزدهر الاقتصاد وترتفع الأسعار، يكون الوقت مناسبًا لشراء السلع؛ وعندما يكون الاقتصاد ضعيفا لا يكون شراء جميع السلع ضرورياً.

 

أخبار قد تهمك:

كيف يحدث الانكماش الاقتصادي وهل له إيجابيات

الكساد الاقتصادي أسبابه وكيف يمكن الوقاية منه