Cover

ميدار.نت - دبي

يعبر الكساد الاقتصادي عن حالة انخفاض قدرة المستهلك على الشراء بالمقارنة مع الكم الكبير من الإنتاج، ما يؤدي إلى تراكم المنتجات دون أن تجد لها رواجاً أو تصريفاً. ويأتي هذا الاضطراب بعد فترة طويلة من انخفاض الناتج المحلي الإجمالي للدولة.

هناك فرق بين الكساد الاقتصادي وكل من الركود والانكماش، ففي حين تدل المصطلحات الثلاثة على التراجع الاقتصادي، يشير الانكماش إلى زيادة القوة الشرائية مقابل انخفاض الأسعار، ما يؤدي إلى انكماش الإنتاج، بينما يدل الركود على تراجع نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال ربعين متتاليين أو أكثر في العام الواحد، وقد يستمر لعامين، أما الكساد فهو محصلة كل ما سبق، إذ تفوق آثاره السلبية تداعيات الانكماش والركود معاً، وقد تستمر عقوداً، كما يصعب التعافي منه.

ويعد الكساد الاقتصادي العظيم الذي بدأ في الولايات المتحدة الأميركية عام 1929 أشهر حادثة كساد على الإطلاق، إذ انهار السوق المالي في بورصة وول ستريت ما أدى إلى عقد من الإفلاس والبطالة وانعدام آفاق النمو، ووصل معدل البطالة في الدولة إلى 25٪ وتدنت الأجور بنسبة 42٪، ما انعكس سلباً على عشرات البلدان ذات الاقتصادات القوية والمتوسطة.

 

أسباب وعوامل الكساد الاقتصادي

تؤدي الاضطرابات الاقتصادية إلى تدهور ثقة المستهلكين بما يقود إلى انخفاض الطلب على السلع، وتوقف الشركات والمصانع عن عملها أو على الأقل الاستغناء عن عدد كبير من العمال بسبب عجزها عن دفع أجورهم. مثل هذه الظروف تتسبب على المدى الطويل بكساد اقتصادي، إلى جانب عوامل أخرى عميقة تقود مجتمعة إلى النتيجة ذاتها، وأهم هذه العوامل:

_ انهيار سوق الأسهم التي يمتلكها المستثمرون في الشركات، نتيجة لتراجع ثقتهم في الاقتصاد.

_ تراجع الطلب على التصنيع.

_ تحكم الحكومة بالأسعار والأجور، ما يضطر بعض الشركات إلى الاستغناء عن عدد من الموظفين لضمان استمرارها.

_ الانكماش الاقتصادي المتمثل في انخفاض الأسعار مقابل ازدياد القوة الشرائية.

_ زيادة أسعار النفط ومشتقاته، والتي تدخل على خط الإنتاج وترفع من أسعاره إلى درجة تربك السوق.

 

مؤشرات الكساد الاقتصادي الوشيك

ثمة مؤشرات وعلامات تدق ناقوس الخطر من كساد اقتصادي وشيك، لا بد من ملاحظتها لاتخاذ إجراءات علاجية ووقائية من الأسوأ، وهذه المؤشرات هي:

_ ازدياد البطالة، والتي تقود إلى ضعف القوة الشرائية وتراجع الطلب على السلع، ما يؤدي إلى تراكمها وكسادها.

_ زيادة معدلات التضخم، ففي حالة التضخم المفرط، سيحجم المستهلكون عن الطلب لعدم قدرتهم على مجاراة ارتفاع الأسعار.

_ تراجع حركة بيع العقارات، بسبب ضعف الثقة بالاقتصاد وباستقرار العملة المحلية.

 

مخاطر الكساد الاقتصادي

ينطوي الكساد الاقتصادي على مخاطر جسيمة تطال جميع مناحي الحياة سياسياً واجتماعياً، ومن أهمها:

_ إفلاس المصارف أو نقص المدخرات فيها، بسبب انعدام الثقة بهذه المؤسسات.

_ تخلف الدولة عن سداد ديونها للخارج.

_ هبوط قيمة العملة المحلية.

_ تقلص الإنتاج.

_ انخفاض منسوب التجارة الداخلية والخارجية.

 

كيف يمكن تجنب الكساد الاقتصادي؟

منذ الخروج من الكساد الاقتصادي العظيم في بداية أربعينات القرن الماضي، اقترح خبراء الاقتصاد مجموعة سياسات لتجنب أزمة جديدة على هذا المستوى، وتتمثل الاقتراحات في:

_ خفض أسعار الفائدة لتشجيع الاستثمار والاقتراض، وتسمى بالسياسة النقدية التوسعية.

_ زيادة الإنفاق الحكومي أو خفض الضرائب، أو القيام بالأمرين معاً، ما يوفر المزيد من الدخل للناس ويشجعهم على الإنفاق.

_ تعهد الحكومة بضمان الودائع المصرفية، بما يعزز مصداقية المصارف ويعيد الثقة بها.

 

أخبار قد تهمك:

كيف يحدث الانكماش الاقتصادي وهل له إيجابيات

ما أهمية الأسواق المالية وما تأثيرها على الاقتصاد