ميدار.نت - دبي

قد يكون نبات الشاي الأسود أهم ما صدّره شرق القارة الآسيوية للعالم، إذ يكاد يكون المشروب الأكثر تناولاً على الإطلاق في جميع الفئات الاجتماعية، وبينما يعد فقيراً بالعناصر الغذائية الضرورية، إلا أنه يمتاز بخصائص يكاد ينفرد بها، إلى جانب الشاي الأخضر. ويستعرض هذا المقال فوائد الشاي الأسود ومكوناته، ومحاذير استخدامه.

الثيامين أهم مكونات الشاي الأسود

معروف أن الشاي الأسود من المشروبات المنبهة أسوة بالقهوة، وبينما تشتهر مادة الكافيين في القهوة بأنها المسبب الأساسي للتنبيه في القهوة، فإن هذه المادة تعادل وجود مادة الشايين في الشاي، فهي التي تُحدث الأثر المنبه، وإن كان تأثيرها يأتي بالتدريج في حين يؤثر الكافيين بشكل أسرع. فيما يلي مكونات الشاي الأسود الأخرى:

_ الثيامين:

أو فيتامين ب1، وهو أحد الأحماض الأمينية الأساسية التي ينحصر وجودها في الشاي الأسود والأخضر ونوع نادر من الفطر. وتعد الأحماض الأمينية المكوّن الرئيسي للبروتينات في جسم الإنسان. تأتي أهمية الثيامين من قدرته على تخطي حاجز الدماغ، فعند وصوله إلى الحاجز المحيط بالدماغ والمسؤول عن تنقية المواد القادمة إليه، يحظى الثيامين وحده بشرف العبور إلى الداخل دون الخضوع للتنقية، ما يمنحه مزايا نفسية وعصبية منشطة، إلى درجة لجوء جميع المختبرات في العالم إلى فصل الثيامين واستخدامه كمكمل غذائي نظرا لعدم تسببه بأعراض جانبية خطيرة.

_ الثيوفيلين:

مادة كيميائية عُرفت أيضاً من خلال الشاي الأسود، وتم رصد فائدتها في إدرار للبول، قبل اكتشاف قدرتها على توسيع الشعب الهوائية، وبالتالي استخدامها في علاج حالات الربو والانسداد الرئوي.

_ معادن الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنزيوم والزنك:

ويحتويها الشاي الأسود بنسب قليلة، وهي ضرورية لتكوين سوائل الجسم وأولها الدم، وبالتالي تحسين وظائف القلب والأعصاب ومختلف الوظائف الحيوية.

_ الفلور:

عنصر كيميائي اشتهر في تركيبة معاجين الأسنان، أعطى مزيداً من الشهرة للشاي، لدوره في حماية الأسنان من التسوس.

_ فيتامين ب2:

ويسمى أيضاً الريبوفلافين وهو مضاد أكسدة يحتويه الشاي الأسود بنسبة تكفي لاستخلاصه واستخدامه كمكمل غذائي، لفوائده في دعم عملية الاستقلاب الهضمي، وبالتالي إمداد الجسم بالعناصر الغذائية الضرورية، ومحاربة الجذور الحرة المسببة للسرطان.

_ فيتامين ب3:

أو ما يسمى بالنياسين، وتكمن فائدته في دعم عملية الاستقلاب أيضاً، ويسبب نقصه عسراً في الهضم، ما يفسر ارتياح كثيرين عند شرب الشاي الأسود بعد وجبة ثقيلة.

_ فيتامين ك:

المفيد في تحسين الذاكرة والجهاز العظمي، ويكفي فنجان من الشاي الأسود للحصول على فوائده.

فوائد الشاي الأسود

إضافة إلى فوائد الشاي الأسود التنبيهية، يساعد كذلك في القضاء على العديد من الأعراض الناجمة عن التوتر. ومن هذه الفوائد:

_ المساعدة على الاسترخاء، بفضل مزايا الثيامين التي تحفز مشاط موجات الألفا داخل الدماغ، وهي نوع من الأمواج المرتبطة بحالة الاسترخاء المصاحب للوعي العقلي الكامل. كما يعزز الثيامين في الشاي الأسود إنتاج هرمون السيروتونين المنظم للمزاج الجيد والنوم العميق، أي أن تأثير الشايين فيه يختلف عن تأثير الكافيين في القهوة، فبينما يساعد الأول على النوم الجيد، يساهم الثاني في التنبيه والصحو.

_ المساعدة على الهضم.

_ تخفيف الشعور بالعطش إذا تم تناولها بلا سكر.

_ إدرار البول.

_ تحفيز النشاط الذهني وعمليات التذكر خصوصاً.

_ توسيع القصبات الهوائية.

_ الوقاية من تسوس الأسنان.

_ المساعدة في الحد من الإسهال.

محاذير استخدام الشاي الأسود

يؤدي تناول كميات كبيرة من الشاي الأسود (نحو خمسة إلى عشرة فناجين) إلى تسرع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى الإمساك بسبب قدرة الثيوفيلين على تجفيف السوائل من الطعام في الأمعاء. كما يؤدي إلى سرعة التنفس بسبب توسيعه للقصبات الهوائية. ومن محاذير الإكثار من الشاي الأسود أيضا:

_ ترتبط مضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأسود مع الحديد، فتمنع الجسم من امتصاصه في الغذاء، لذا ينصح بعدم تناول الشاي الأسود والأخضر بعد الطعام مباشرة، خصوصاً إذا احتوى الطعام على عنصر الحديد بكثرة كالسبانخ والسلق. يحسن تناول الشاي بعد الأكل بنصف ساعة على الأقل.

_ ليست للشاي الأسود قدرة الشاي الأخضر على تخفيض نسبة الكوليسترول الضار في الدم ومنع تصلب الشرايين.

_ تؤدي تحلية الشاي الأسود بالسكر إلى الأضرار التي يسببها السكر عادة، كزيادة الوزن والإصابة بمرض مقاومة الأنسولين.

_ من الخطورة غلي أوراق الشاي لفترة طويلة، لأن الشايين والثيامين يسببان في حال تعرضهما إلزائد للحرارة في تهييج الغشاء المخاطي في الفم والأمعاء والمعدة، ما يؤدي إلى سوء الهضم.

أخبار قد تهمك:

-  فوائد القهوة... ما سر تحسّن المزاج؟

-  الشاي أفضل مشروب لمرضى السكري
&nbs