كيف يتحقق الأمن الاقتصادي وهل له علاقة بفقر الدولة أو غناها

Cover

ميدار.نت - دبي

يشار بمصطلح الأمن الاقتصادي إلى كل ما من شأنه تحقيق الضمانات الاجتماعية للحياة في أي دولة، بالتالي يتم تعريفه على أنه درجة توفّر البنية التحتية في مجالات الصحة والتعليم والإسكان والحماية الاجتماعية، فضلاً عن الأمن المرتبط بالعمل.

 

أنواع الأمن الاقتصادي

يميز خبراء الاقتصاد بين ستة أنواع للأمن الاقتصادي:

_ أمن سوق العمل، أي وجود فرص عمل عديدة وكافية لكسب الدخل، مع تكافؤ في الفرص بين الأفراد بناء على مستوياتهم الدراسية وقدراتهم وخبراتهم، إضافة إلى توفر مؤسسات خاصة بالتوظيف لتحسين هذا النوع من الأمن.

_ أمن الدخل، ويشار به إلى الدخل الكافي الفعلي أو المتوقع المتأتي عن العمل ومزايا الضمان الاجتماعي أثناء الحياة العملية وبعد التقاعد، مع كل ما يرافق ذلك من قوانين ذات صلة.

_ أمن التدريب واكتساب المهارات، ويشير إلى حجم إتاحة فرص التطور والتعلم والتدريب المهني واكتساب المؤهلات المطلوبة في مختلف المهن.

_ الأمن الوظيفي، أي مدى الحماية في حالة فقدان الفرد أحد مصادر دخله، كطرق التعويض في حالة الفصل التعسفي أو التأذي بسبب العمل.

_ أمن العمل، وهو وجود منافذ في المنظمات وأسواق العمل توفر للموظفين بعض التحكم في محتوى وظائفهم، إضافة إلى فرص التقدم في حياتهم المهنية، ومتابعة أعمالهم في أماكن أخرى.

_ أمن التمثيل، أي توفر جهات تمثل مصالح الفرد، كالنقابات والاتحادات العمالية وغير ذلك من الهيئات التي يمكنها النطق باسم الفرد والتفاوض على حقوقه.

 

كيف يتحقق الأمن الاقتصادي؟

يستلزم الأمن الاقتصادي القيام بكل ما يمكّن الأفراد من العمل والإنتاج والحياة بكرامة، لذا يحدد الاقتصاديون الشروط التالية التي تكفل هذه الغايات:

_ إنشاء شبكات أمان اجتماعي توفر للمواطنين الحد الأدنى من الحماية.

_ النهوض بمستوى الخدمات العامة التي تعزز تكافؤ الفرص، وأمن الدخل.

_ تعزيز الاستثمارات الاقتصادية بما تنتجه من مؤسسات ملائمة للعمل على المدى الطويل.

 

تحديات تطبيق الأمن الاقتصادي

تتزايد المخاوف من انعدام الأمن الاقتصادي بسبب التهديدات المختلفة المتمثلة بالحروب والأوبئة والتغيرات المناخية، وغيرها من التحولات التي تهدد الحياة وسبل العيش في العالم. ويعتبر الفقراء الأكثر عرضة لهذه التهديدات، بسبب محدودية حصتهم من الأمن الوظيفي والحماية الاجتماعية، أسوة بفئات العمال المتعاقدين والموسميين وما شابههم، وهي الفئات ذاتها التي تعاني في بعض دول العالم من ضعف النقابات التقليدية في تمثيلها.

ويتوقع خبراء الاقتصاد عواقب طويلة الأمد على الأجيال القادمة، بسبب التكاليف المتزايدة للرعاية الصحية والتعليم والإسكان، ما يعد تحدياً أساسياً للأمن الاقتصادي.

 

كيفية قياس الأمن الاقتصادي

لقياس الأمن الاقتصادي في بلد ما، يتم النظر إلى مؤشرات الصدمات الاقتصادية الهبوطية، ومستويات تقلب الدخل والبطالة الناتجة عنها. وفي حين أن الأمن الاقتصادي مرتبط بنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، تظهر الدراسات أن هذا الأمن لا يكون بالضرورة أدنى في الدول الفقيرة، أو أعلى في الدول الغنية، ففي أزمة وباء كوفيد 19، اشتركت البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء في مواجهة الصدمات الصحية والإنفاق الطبي الهائل.

 

أخبار قد تهمك:

التضخم الاقتصادي كيف يؤثر على المستهلكين والشركات

كيف يحدث الانكماش الاقتصادي وهل له إيجابيات