انفصال الأبوين وكيف نجنب الطفل آثاره السلبية

Cover

ميدار.نت - دبي

يعتبر انفصال الأبوين ظرفاً مفصلياً في حياة الأبناء، لاسيما إذا كانوا أطفالاً، إذ يلحق هذا الانفصال بهم ضرراً عنيفاً في حال شابته خلافات مستمرة وتجاذبات يشهدها الطفل ويكون جزءاً منها ومادة لها. فكيف يتم تجنيب الطفل الآثار السلبية لانفصال الأبوين؟

 

هل انفصال الأبوين ضروري؟

كثيراً ما يسأل الأبوين اللذين يفكران بالانفصال ما إذا كان هذا القرار لصالح الطفل أم لا، فيختار بعض الآباء والأمهات البقاء معاً وتجنب الاحتكاكات، لصالح الأطفال، بينما يكون انفصال الأبوين بنظر البعض الآخر حلاً أضمن لصحة الطفل النفسية. والحقيقة أن الإجابة على السؤال رهن بطبيعة الخلاف بين الأبوين، وطباع كل منهما، ومدى استعداده لإنقاذ العلاقة من خلال الحوار العميق وتحليل أسباب الخلاف، وطرق كل الأبواب الممكنة قبل اتخاذ قرار الانفصال، كالاعتماد على أخصائيين اجتماعيين ونفسيين، أو توسيط شخص حكيم يثق فيه الطرفان.

 

كيف يتأثر الطفل بانفصال الأبوين؟

إذا كان الطفل في عامه الثالث فما فوق، أي سن ما بعد الوعي بذاته وبطبيعة علاقته بوالديه، فسيتأثر ويشعر حتماً بتبعات انفصال الأبوين، لا سيما إذا لم يتلق أي دعم نفسي، ويتجلى ذلك في علامات مثل:

_ الاحساس بالفقدان، فركن أساسي من أركان المنزل لم يعد موجوداً.

_ قلق دائم من فقدان الطرف الآخر، سواء كان الأب أو الأم.

_ الغضب حيال والديه أو أحدهما، وتحميله مسؤولية تشتت الأسرة.

_ الشعور بالنقص أمام أقرانه الذين يعيشون في كنف والدين متفاهمين.

_ الإحساس بالحيرة والتشتت بين الوالدين، خاصة إذا حاول كل منهما جذبه إلى ناحيته على نحو كيدي.

 

كيف تجنب الطفل آثار انفصال الأبوين؟

يمكن لانفصال الأبوين ألا يلحق بالطفل ضرراً نفسياً كبيراً أو صغيراً، ويعتمد الأمر على الطريقة التي تعالج بها المشكلة. وينصح الأخصائيون الاجتماعيون الوالدين باتباع هذه الخطوات:

_ ضرورة إطلاع الطفل فوراً على قرار الانفصال، وإفهامه بلطف أن ذلك لن يعني إطلاقاً التقليل من اهتمامهما به ورؤيتهما له، وتمضية وقت كاف معه.

_ التركيز على التوضيح للطفل بأن الأمر لا علاقة له بوجود طرف مخطئ وآخر مصيب، حتى لو كان كل من الأب والأم يعتقد بأنه على حق وأن الوم يقع على الطرف الآخر.

_ إيجاد كلمات مناسبة لجعل الطفل يشعر بالارتياح، كالقول إن من مصلحة الأسرة أن يعيش الأب والأم كل في بيت مستقل، وأن ذلك لن يغيرهما ولن يسيء إلى حياة الطفل.

_ في حال كان الطفل صغيراً، يمكن إطلاعه بصورة ملطفة عن سبب الشجار، والإيضاح له أن الخلاف ليس عيباً أو أمراً يدعو للخزي، أما إذا كان الطفل كبيراً وواعياً، فلا بد من إطلاعه على المشكلة بطريقة أكثر عمقاً، شرط أن يحاول الوالدان التعبير عن الأمر بموضوعية، ودون إلقاء اللوم على أحد.

_ ضرورة ترتيب رؤية الطفل لأبويه المنفصلين على نحو مريح ومنطقي، يمكن مثلاً اختيار وقت في نهاية الأسبوع لاجتماع عائلي، أو لنزهة يقوم بها أحد الأبوين البعيدين مع الطفل إلى مكان يحبه، علماً أنه من الخطأ تقسيم الوقت بحيث يمضي الطفل ستة أشهر مع أحد الأبوين وستة أشهر أخرى مع الطرف الثاني، فهذا يعرقل حياته الدراسية ومن شأنه إشعار الطفل بالتشتت والفوضوية والعشوائية في تنظيم حياته.

 

أخبار قد تهمك:

طفلك يحب أباه أكثر منك فما الحل؟

كيف تساعد طفلك على التحكم بمشاعره؟
&nbs