التبول اللاإرادي عند الطفل وكيفية علاجه نفسياً

Cover

ميدار.نت - دبي

يُعرف التبول اللاإرادي عند الطفل بتدفق البول بصورة غير واعية منه، وبينما تعد الحالة طبيعية في مرحلة تخلص الطفل من حفاضاته بين عاميه الثاني والثالث، وحتى قبل السابعة من عمره، إلا أن الأمر قد يمتد إلى ما بعد ذلك، وقد يستمر بعد الثانية عشرة من العمر إذا لم يتم العلاج مبكراً. فلنتعرف على أسباب التبول اللاإرادي عند الطفل وكيفية علاجه.

 

الأسباب الجسدية للتبول اللاإرادي عند الطفل

تعود بعض أسباب التبول اللاإرادي إلى أمراض جسدية، ورغم قلة هذه الحالات نسبياً، إلا أنها مؤشر إلى ضرورة اجراء فحوصات طبية، ومن أهم هذه الأسباب:

_ إصابته بسكري الأطفال الناتج عن العامل الوراثي.

_ إصابته بالدودة الدبوسية التي تزيد من حكته لمنطقة الشرج، خصوصاً في وضعية النوم.

_ التهابات المثانة وما يصاحبها من كثرة التبول.

_ مرض السنسة المشقوقة، وهي عيب خلقي في الأنبوب العصبي ضمن العمود الفقري، بحيث يؤدي الضغط عليه إلى تبول لاإرادي.

– اختلال إفراز الهرمون المضاد لإدرار البول (الفازوبريسين) من الغدة النخامية، والمسؤول عن ضبط كمية الماء التي تطرحها الكلى، وفي حال نقص الهرمون، تزيد كمية البول المنتجة خلال النوم.

_ ضيق المسالك البولية عند الذكور، وهو عيب خلقي يمكن علاجه بالجراحة.

 

الأسباب النفسية للتبول اللاإرادي عند الطفل

تعتبر الأسباب النفسية هي الأكثر شيوعاً في حالات التبول اللاإرادي عند الطفل، ويعتبر الأطباء النفسيين الأسباب ذات المنشأ النفسي شائعة بين الذكور أكثر من الإناث. ومن أهم الأسباب:

_ توتر الطفل، والذي قد ينجم خصوصاً عن ولادة أخ جديد أو تغيير مكان الإقامة أو الابتعاد عن شخص عزيز، لذا يفسر الأطباء انتشار هذه الحالة في دور الأيتام. ويعتبر التبول اللاإرادي نتيجة لحالة العجز والكآبة التي يشعر بها.

_ نشاط الطفل الزائد خلال اليوم، حيث تترافق المناسبات أو الأنشطة الترفيهية والرياضية بمثيرات مختلفة، قد يرتبط بعضها حتى بالغضب.

_ عدم الشعور بالطمأنينة مع الوالدين، إما لتدخلهما الشديد فيه أو لإهمالهما إياه، أو لكثرة شجارهما، وغير ذلك من عوامل عدم الاستقرار الأسري التي تجعل الطفل يختزن رفضاً داخلياً لا شعورياً لتنفيذ الأوامر، ليس فقط الصادرة عن والديه، بل حتى التي يخبره عقله بها.

_ الخوف من المدرسة وما يتخللها من امتحانات ومنافسة، قد تجعل التبول اللاإرادي يحدث نهاراً نتيجة عدم استرخاء المثانة.

 

نتائج التبول اللاإرادي عند الطفل

يؤدي التبول اللاإرادي عند الطفل إلى مزيد من المشاكل، الجسدية والنفسية أيضاً، وأهمها:

_ شعور الطفل بالذنب بسبب ما يعتقد أنه مسؤول عنه، لا سيما عندما توقظه أمه ليلاً وتقوده إلى المرحاض وهو يترنح شاعراً بأنه سبب لانزعاجها ونفاد صبرها.

_ إحساس الطفل باختلافه عن الآخرين الأصحاء وأنه موضع سخريتهم، لا سيما عندما يغير ثيابه كل يوم أو يتم وضع فراشه خارجاً كي يجف في الشمس على مرأى من الجيران، أو عندما تحدد له أمه كمية السوائل التي يتناولها مساءً.

_ الطفح الجلدي في المناطق الحساسة بسبب عدم تغيير الملابس المبللة فوراً.

 

علاج التبول اللاإرادي عند الطفل

من المهم التأكد مما إذا كان سبب التبول اللاإرادي عند الطفل جسدياً، وإجراء تحاليل وصور شعاعية له لتقصي احتمال وجود عيب خلقي أو إصابته بالديدان، ومن ثم العلاج تحت إشراف طبي، إلا أن علاج الأسباب النفسية يحتاج وقتاً أطول وصبراً من الوالدين، ويعتمد على:

_ عدم تعنيف الطفل، فهو لا يتعمد التبول اللاإرادي بل ويعتبر الأمر مخزياً وكارثياً بالنسبة له. على الوالدين إشعار الطفل بأن الأمر لا يدعو للخزي، وأنه جزء من تطوره الجسدي الطبيعي نحو الأفضل، وأن عليه التعاون معهما للتخلص من المشكلة، وأنهما يعرفان كثيراً من الأطفال كانت لديهم مشكلته نفسها، واستطاعوا التغلب عليها.

_ محاولة إعادة ثقته بنفسه في حال كان الأمر ناجماً عن التوتر بسبب قدوم أخ جديد أو شجار الوالدين أو مشاكل الدراسة، ومحاولة إبعاد الطفل عن المشاكل الأسرية كيلا يحس بالعجز.

_ إشغال الطفل بهوايات يحبها كي ينفس عن قلقه، خصوصاً إذا تعلق الأمر بانتقاله إلى مكان جديد لا يشعر فيه بالألفة.

_ عدم الإلحاح المزعج على الطفل بالدخول إلى الحمام قبل النوم أو عدم شرب شيء في الساعات الأخيرة قبل النوم، لأن ذلك سيشعره أنه يُعامل كطفل لا يحسن العناية بنفسه، في حين أنه يحتاج إلى تنمية ثقته بنفسه وقدراته.

_ الثناء على الطفل في كل مرة يستيقظ فيها جافاً، وتخصيص مكافأة له، أو نجمة ذهبية يتم إلصاقها على لوحة خاصة.

_ عرض الطفل على طبيب نفساني إذا شعر الوالدان بعجزهما عن فعل شيء.

 

أخبار قد تهمك:

فرط النشاط... خلل هرموني يبرئ الطفل من تهمة الشقاوة

طفلك يحب أباه أكثر منك فما الحل؟

&nb