فرط النشاط... خلل هرموني يبرئ الطفل من تهمة الشقاوة

ميدار.نت - دبي
الصحة
الطب
01 يناير 2023
Cover

ميدار.نت - دبي

يطلق اسم فرط النشاط على حالة نفسية عصبية تظهر لدى الطفل على هيئة نشاط زائد، مع قلة تركيز وتقلب مزاجي، وبينما يخلط البعض بين كون الطفل نشيطاً بطبيعته وبين إصابته بفرط النشاط، تستوجب الحالة ملاحظة دقيقة لمعرفة ما إذا كان الوضع يتطلب استشارة طبيب، أم أنه قابل للتعامل معه وفق إرشادات سلوكية فحسب.

ومع استمرار البحث لمعرفة الأسباب الفعلية للإصابة، تقدر الإحصاءات معدلات الإصابة بنحو 6% من الأشخاص حول العالم، وهي نسبة تضم ملايين الذكور بنسبة تفوق الإناث، وقد تستمر الأعراض إلى ما بعد البلوغ.

يستعرض المقال هذه الحالة، وكيفية التعامل مع الطفل النشيط عموماً.

 

أسباب فرط النشاط لدى الطفل

ما تزال أسباب الإصابة بفرط النشاط لدى الطفل خاضعة للجدل، ويصفه الأطباء باضطراب في هرمونات المخ يؤدي إلى اختلال نقل المعلومات، مرجحين أن أسباب الإصابة تتعلق بعوامل تؤثر في عمل المخ، وأهمها:

_ العامل الوراثي.

_ ولادة الطفل قبل أوانه قد تسهم في عدم تكوّن المخ أو الجهاز العصبي المركزي بشكل متكامل.

_ عوامل بيئية معينة، كتعرض الحامل لمادة الرصاص السامة، أو تعرض الطفل نفسه لها أثناء لمس بعض أنواع الطلاء للجدران والأنابيب القديمة.

_ تدخين الحامل أو تناولها مشروبات كحولية.

_ تشير بعض الدراسات إلى دور تناول السكريات والمواد الحافظة في تفاقم الحالة.

_ تحذر بعض الأبحاث إلى احتمال أن يؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية واضطرابات طيف التوحد إلى الإصابة بالحالة.

 

أعراض فرط النشاط لدى الطفل

يُلاحظ فرط النشاط لدى الطفل مبكراً، وغالباً ما يتم التشخيص بعد عمر الثلاث سنوات، وفي كثير من الحالات تخف الأعراض بمرور الوقت بحكم الخبرات المكتسبة.

وتظهر على الطفل بعض الأعراض التالية أو جميعها، وتتفاوت شدتها بين طفل وآخر:

_ نشاط مبالغ به، غير واضح الهدف أحياناً.

_ تشتت في التركيز، بحيث لا يفهم الطفل ما يقال له من المرة الأولى، أو يكثر من مقاطعة محدثه، أو ينسى شيئاً حدث قبل قليل، أو يغيب عن ذهنه تماماً إخبار والديه بما عليه من فروض مدرسية.

_ عدم الإحساس بالوقت، ما يؤدي إلى أداء المهمات دون إكمالها.

_ التململ الشديد من أي عمل يتطلب تركيزاً.

_ سهولة التعرض إلى الأذى الجسدي بسبب حركات متهورة غير محسوبة يقوم بها.

_ تؤدي الأعراض السابقة إلى صعوبات في التعليم يواجهها الطفل، وسوء علاقاته مع أقرانه المنزعجين من حركته الزائدة، إضافة إلى إساءة فهمه حتى من الكبار على أنه طفل يتعمد الإزعاج والإيذاء، ما قد يؤدي إلى شعوره بالعصبية والعزلة ونقص في الثقة بالنفس.

 

علاج فرط النشاط لدى الطفل

سواء كان الأمر متعلقاً بفرط النشاط لدى الطفل أو كونه نشيطاً بطبعه، يحتاج الأمر إلى مراعاة هذه الإجراءات:

_ استشارة أخصائي نفسي: يساعد المعالج النفسي في توجيه الوالدين إلى كيفية التعامل مع الطفل مفرط النشاط، وعدم إشعاره بالذنب بسبب حالته. غالباً ما يوجه الأخصائي إلى إحاطة الطفل بالحب وعدم توبيخه، والثناء عليه كلما كان هادئاً أو أنجز مهمة ما بالكامل.

_ إطلاع محيط الطفل على حالته: من الضروري أن يتعرف المحيطون بالطفل إلى حالته كي لا يساء فهمه على أنه شقي أو قليل التربية. من شأن ذلك تحفيز المحيط على التعاون وتقوية العلاقات الاجتماعية بين الطفل وأقرانه.

_ إشراك الطفل في مجموعات الدعم: يتشارك الأطفال ذوي الحالات المشابهة في أنشطة مشتركة تحت إشراف يساعدهم على تبادل المعلومات حول تجاربهم، واكتساب مهارات التواصل التي تسهل عليهم مواجهة المواقف.

_ اصطحاب الطفل إلى أماكن فسيحة للعب لتفريغ طاقته، وتعويده على الاسترخاء كل ربع ساعة مع إغرائه بمكافأة إذا نجح في ذلك.

_ التخفيف من تناول السكريات والأغذية المصنعة.

_ يوصى الكبار الذين تستمر معهم أعراض فرط النشاط بتناول أدوية معينة تحت إشراف الطبيب، تطال تأثيراتها الجهاز العصبي وتعزز توازن السيالات العصبية التي توصل المعلومات إلى المخ.

_ تشير أبحاث الطب البديل إلى فوائد مهدئة لمغلي البابونج، كما تثبت الدراسات مفعولاً مشابهاً لنبات البقدونس.

 

أخبار قد تهمك:

 

&nb