ميدار.نت - دبي
عادة ما يحب الأطفال كثرة الحديث عند البدء بتعلّم الكلام، لكن في سن الرابعة قد تترسخ هذه العادة، فيتحول الطفل إلى ثرثار، يتحدث عن تفاصيل يومه وكل ما يراه، لدرجة تدفع الأهالي إلى الملل وعدم الاستماع، والمدرسين إلى الشكوى، وقد تستمر هذه العادة حتى بلوغ سن المراهقة، فما هي الأسباب، وكيف نتعامل مع الطفل كثير الكلام؟
توجد عدة أسباب وعوامل تجعل الطفل كثير الكلام، نذكر منها:
_ الشعور بالملل، والذي قد يدل على طفل ذكي، وأن كل ما يتلقاه في سنه أقل من إمكانياته، ما يدفعه إلى الثرثرة لمحاولة الخروج من حالة الملل.
_ جذب الانتباه، للفت أنظار الآخرين إليه وإثارة اهتمامهم، فيلجأ للثرثرة، وخاصة إذا شعر بقلة الاهتمام من والديه.
_ الشعور بعدم الأمان، فتصبح كثرة الكلام وسيلة يتخلص بها الطفل من قلقه، إذ أن الصمت يجعله يفكر في مخاوفه التي لا يقدر على مواجهتها.
_ وسيلة للتباهي، إذ يكتسب الطفل العديد من المهارات والألفاظ خلال اليوم ويرغب بالتباهي بها، فيلجأ لكثرة الكلام لاستعراض ما تعلمه.
_ وجود مشكلة سلوكية، فقد تنتاب الطفل مشاكل، كالإحباط والضعف، فيفقد الثقة بنفسه، ما يؤدي إلى كثرة كلامه، ويمكن تشجيع الطفل في هذه الحالة، حتى يستعيد الثقة بنفسه، ولا تتحول الثرثرة عنده إلى عادة.
قد يكون لدى الطفل كثير الكلام إيجابيات عديدة يستفيد منها الأهل في التعامل معه، وهي:
_ أنه يكون كالكتاب المفتوح، فهو طفل مريح يتحدث بسهولة عن كل ما يحدث معه أو يجول بخاطره، فلا حاجة لتخمين أو افتراض ما يمر به.
_ تعليم الطفل الصراحة والتعبير عن الرأي، إذ يمكن سؤاله عن رأيه في بعض الأمور وسيجيب بكل صراحة.
_ تحفيز خياله الإبداعي، حيث يمكن استغلال ثرثرته بطرح الأسئلة عليه، وإثارة المحادثات، والتفاعل معه.
_ يكون الطفل كثير الكلام اجتماعيا، يسهل انخراطه في النشاطات والاجتماعات، فلديه مخزون من الكلمات تسهل تواصله مع الآخرين.
_ يكون الطفل رفيقا ممتعا لوالديه، سواء في المنزل أو النزهات، ولن يحتاج الأهل إلى تحمل عبء البحث عن مواضيع للتحدث.
من الصعب أن تجد دقيقة من الراحة والهدوء مع الطفل كثير الكلام، إذ سيحاصرك بأسئلته الغريبة أو المحرجة طوال الوقت، وسيصعب عليك الوصول إلى فكرة أساسية بعد الأحداث التي يقوم بسردها، ولن تجد الفرصة لإعطاء رأيك بعد دوامة الأحاديث التي يطرحها، وكلما حاولت إيصال فكرة إليه يقودك كلامه المستمر إلى اتجاه مختلف عن المكان الذي بدأت منه، وربما لن تنال لحظة الاسترخاء إلا في الوقت الذي ينام فيه.
يمكن التعامل مع الطفل كثير الكلام والسيطرة عليه باتباع النصائح التالية:
_ عدم وصفه بالثرثار، إذ سيقلل ذلك من ثقته بنفسه، وتقديره لذاته، بل يُفضل أن يعبر الوالدان عن الامتنان له لمشاركته أفكاره معهما.
_ منحه فرصة للتحدث، ووقتا كافيا كل يوم للتعبير عن مشاعره، ولا يجب منعه من الحديث، إذ أن ذلك سيوقفه عن التحدث مع أهله مستقبلا.
_ وضع حدود له للاحتفاظ بالخصوصية، من خلال تنبيهه إلى أنه لا يجب التحدث عن كل ما يخصه أو يخص المنزل، وأنه يجب الاحتفاظ بالخصوصية لأنفسنا، ويمكن الاتفاق معه على إشارة تقوم بها حين يقول شيئا خاطئا للتوقف عن الحديث.
_ تعليمه حسن الإصغاء وعدم مقاطعة الآخرين، لغرس هذه العادة في الطفل وتعلم آداب الحديث مع الآخرين، ويمكن تدريبه على ذلك في المنزل مع الوالدين والإخوة.
أخبار قد تهمك: