هل ما زال مرض التيفوئيد مميتاً ولماذا يعد أخطر على الأطفال

Cover

ميدار.نت - دبي

عُرف مرض التيفوئيد، أو الحمى التيفية، باستعصائه على العلاج منذ ما قبل اكتشاف البكتريا المسببة لها في القرن التاسع عشر، ليتم بعد ذلك التوصل إلى المضادات الحيوية العلاجية، والتي ما زالت تخضع للتطوير إلى الآن. وفي حين انحسرت أعداد المصابين بالمرض، لكنه لا يزال مميتاً في المناطق التي تفتقر إلى التقدم الصحي، لا سيما أجزاء من أفريقيا والهند.

فما هو مرض التيفوئيد؟ وما علاقته بتدني مستوى النظافة؟

 

أسباب الإصابة بمرض التيفوئيد

تنتقل عدوى مرض التيفوئيد من خلال الإصابة ببكتيريا السلمونيلا المعوية، عبر هذه القنوات:

_ الماء الملوث، من خلال السباحة فيه وابتلاعه عن طريق الخطأ، أو شربه عمداً. وهو ما يفسر أن أغلب من يصابون بمرض التيفوئيد يسكنون قرب المستنقعات والمسطحات المائية غير النظيفة.

_ الأسطح التي يحتمل تلوثها بهذه البكتريا، لا سيما دورات المياه، حيث قد يعرضك عدم غسل يديك بعد الخروج منها إلى الإصابة.

_ الطعام النيء وغير المنظف، خاصة بعض أنواع الفاكهة التي يحتمل تلوثها بهذه البكتريا.

_ الحليب غير المعقم، والعصائر غير المعالجة من خلال البسترة.

 

كيف تتطور أعراض الإصابة بمرض التيفوئيد؟

يمر المصاب بمرض التيفوئيد بهذه المراحل والأعراض:

_ بعد 48 ساعة تقريباً من دخول عصيات السلمونيلا إلى الجسم، تبدأ مرحلة الإسهال التي تدوم نحو أسبوعين، وهي فترة حضانة العصيات، التي تأخذ بالتكاثر في الغدد النكافية (أمام الأذنين).

_ تبدأ الجرثومة الانتشار في الدم وتسبب تسممه، ويشعر المصاب بالصداع والأرق والنحول، مع ارتفاع درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية. يلاحظ الأطباء في هذه المرحلة تضخماً في الطحال، وابيضاض اللسان.

_ تتناوب حالة المصاب بين الإسهال والإمساك، مع أوجاع البطن وتصلبه وبروزه، حيث تقوم عصيات السلمونيلا بإفراز سموم تثقب المعدة والأمعاء، وتؤدي إلى تقرحها.

_ تنتاب المصابة حالة من الشرود وغياب الإدراك، وهي الحالة التي استمد منها اسم المرض، إذ تعد كلمة تيفوئيد الإغريقية مرادفة للخدر.

 

لماذا يعد مرض التيفوئيد أخطر على الأطفال؟

بسبب عدم اكتمال تطور أجهزتهم المناعية، يسبب مرض التيفوئيد للأطفال مزيداً من المضاعفات التي قد يصاب الطفل بواحد أو اثنين منها على الأقل، مع احتمال ترك آثاراً سيئة حتى بعد الشفاء. ومن أهم هذه المضاعفات:

_ التأثير سلباً على وظائف الجهاز التنفسي.

_ إحداث ضرر طويل الأمد في الجهاز الهضمي.

_ اضطرابات في عدد الكريات البيض والحمر وصفائح الدم.

 

تشخيص مرض التيفوئيد

يعتبر تشخيص مرض التيفوئيد صعباً، فقد لا يتم اكتشاف الإصابة من خلال تحليل الدم وحده، لكن في حال كشف تحليل الدم عن تناقص لعدد الصفائح الدموية، فلا بد من أخذ احتمال الإصابة بالتيفوئيد بالاعتبار، وعندها يتم فحص عينات من البراز لاكتشاف السلمونيلا.

 

علاج مرض التيفوئيد

تتميز البكتريا المسببة لمرض التيفوئيد بقدرة كبيرة على التكيف وتطوير مناعة ضد المضادات الحيوية المستخدمة في معالجتها، لذا يخضع علاج التيفوئيد إلى تحديث دائم في أغلب دول العالم. وآخر مضادين حيويين جرى تطويرهما هما (فلوروكينولون) و(سيفترياكسون)، وعند بدء العلاج، يتناقص احتمال الوفاة ويستغرق التعافي بضعة أسابيع.

وبسبب تدني مستوى الخدمات الصحية في العديد من البلدان، غالباً ما يتم إمدادها باللقاح المضاد لمرض التيفوئيد على سبيل الوقاية، كما يعطى اللقاح إلى الأشخاص المسافرين إلى تلك البلدان.

 

ماذا يجب أن يأكل المصاب بمرض التيفوئيد؟

ينصح الأطباء المصاب بمرض التيفوئيد بتعويض السوائل التي يفقدها جسمه، من خلال شرب 8 كؤوس من الماء النظيف يومياً على الأقل، ويفضل غلي الماء مسبقاً وتبريدها قبل الشرب، في حال لم يكن مصدر المياه موثوقاً. كما تتضمن السوائل المطلوبة اللبن الرائب وعصائر الفواكه المعقمة. وعلى المصاب مراعاة هذه الشروط:

_ تناول المغذيات قدر الإمكان، لا سيما الأغذية شبه الصلبة سهلة الهضم، كالبطاطا والمعكرونة والأرز المطبوخ، إضافة إلى البيض المسلوق.

_ تناول مصادر أوميغا-3، كالسبانخ المغسول بعناية، ومنتجات الألبان المبسترة، والأسماك.

_ التركيز عند تناول الدهون على الزيوت الطبيعية، كزيت الزيتون، وتكفي ملعقة منه يومياً.

 

أخبار قد تهمك:

هكذا قضى العالم على مرض الجدري... وما زال الهاجس مستمراً

أسباب وعلاج سكري الأطفال وما هي الحصص الغذائية المثالية