ميدار.نت – دبي

يعبر اقتصاد الظل عن القطاع الاقتصادي غير الرسمي في أي دولة، ويمثل النشاطات الاقتصادية غير المعلن عنها، والتي لا يدفع أصحابها ضرائب للدولة. نما حجم اقتصاد الظل بشكل كبير في بعض البلدان، النامية خصوصاً، لأسباب سنتعرف إليها في هذا المقال.

ففي البلدان الغنية، يمثل اقتصاد الظل ما بين 10 ٪ و25 ٪ من إجمالي الدخل، بحسب إحصاء عالمي، بينما في بعض الاقتصادات الناشئة، مثل أوغندا، يمثل 94 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي.

كيف يعمل اقتصاد الظل؟

يُعرف اقتصاد الظل أيضاً بالاقتصاد الأسود، أو السري، أو الرمادي، ويتم من خلاله إنتاج وبيع سلع ليس بالضرورة أن تكون غير مشروعة، بل يمكن أن ينتج العاملون فيه سلعاً تنتجها المؤسسات الرسمية والمرخصة عموماً، لكن المنتجين في اقتصاد الظل يفضلون عدم الإعلان أو الترخيص لأنشطتهم كي لا يدفعوا ضرائب أو يلتزموا بالقوانين واللوائح الاقتصادية، علماً أن مؤسسات اقتصاد الظل تضم أعلى نسبة توظيف غير رسمية في العالم.

مجالات اقتصاد الظل

تشمل نشاطات اقتصاد الظل سلعاً وخدمات شرعية وأخرى ليست كذلك، يمكن إيجاز أبرزها بالمجالات التالية:

_ البناء غير المرخص.

_ البيع غير القانوني للمواد الغذائية.

_ تشغيل الأطفال في بعض المتاجر مقابل أجر يومي زهيد.

_ العمل اليدوي داخل المنزل، كتصميم المنسوجات أو الطهي.

_ تقديم الموسيقا في الأماكن العامة.

_ البستنة.

_ خدمات التنظيف.

_ تجارة المخدرات.

_ تجارة المشروبات الروحية.

_ الإجهاض غير القانوني.

لماذا يظهر اقتصاد الظل؟

تلعب العوامل الاقتصادية دوراً بارزاً في لجوء الكثيرين إلى الاشتغال في واحد أو أكثر من مجالات اقتصاد الظل، وتتمثل هذه العوامل في:

_ ثقل العبء الضريبي، ما يدفع الناس إلى التهرب من دفع الضرائب.

_ قلة فرص العمل المشروعة وانعدام تكافئها بين الأفراد، خاصة في الدول النامية التي لا يتلقى مواطنوها أي مساعدة من الدولة.

_ الرغبة في زيادة الربح مقابل تقليل الإنفاق، ما يدفع للجوء إلى عمل خفي لا يضطر صاحبه إلى دفع ضريبة.

_ ركود اقتصاد الدولة. مثلاً، منذ الركود الكبير الذي أعقب الأزمة المالية العالمية عام 2007، تم دفع نسبة متزايدة من القوى العاملة الأمريكية إلى اقتصاد الظل.

_ قيام الحكومات بحظر منتجات أو نشاطات معينة يرغب بها كثيرون، ما يفسر نمو اقتصادات الظل بشكل كبير في الدول ذات النظام الشيوعي سابقاً.

_ اكتفاء معظم نشاطات اقتصاد الظل بنطاق ضيق للعمل، كي لا تنكشف، بالتالي تتحرك عمليات البيع والشراء بوتيرة أسرع.

_ لا تتطلب معظم أعمال اقتصاد الظل كفاءات أو مهارات أكاديمية.

الآثار السلبية لاقتصاد الظل

يؤدي نشاط اقتصاد الظل في بلد ما إلى قلة الضرائب المدفوعة للحكومة، ما يجعل الحكومة عاجزة عن تحسين الخدمات العامة، فتعمد بالتالي إلى رفع الضرائب. إليك مزيداً من الآثار السلبية لهذا الاقتصاد:

_ صعوبة حساب الناتج المحلي الإجمالي في الدولة التي لديها اقتصاد ظل قوي، بسبب وجود ملايين العمال غير الشرعيين وغير المسجلين رسمياً.

_ بسبب صعوبة قياس مؤشرات اقتصاد الظل وحجم نموه، يصعب على خبراء الاقتصاد التوصل إلى حلول ناجعة للحد منه.

_ قلة مزايا الأمان الوظيفي أو انعدامها في فرص العمل المتاحة في اقتصاد الظل، نظراً لعدم خضوعها لأي قانون.

_ عندما يكون اقتصاد الظل قوياً، يقود ذلك إلى إبطاء الاقتصاد ككل، بسبب تقلص الإيرادات والنفقات وقلة فاعلية المؤسسات العامة.

_ هناك علاقة مباشرة بين حجم اقتصاد الظل ومؤشرات الفساد في الدوائر الحكومية، فكلما زاد احترام الحكومة ومواطنيها للقوانين والنزاهة، كلما ضعف دور اقتصاد الظل.

أخبار قد تهمك:

ما هو التهرب الضريبي وما الفرق بينه وبين التجنب

ما هو الاقتصاد الموجه وما علاقته بتطور السوق السوداء

شارك الخبر