كيف يؤثر التسمم بالزئبق على الجهاز العصبي والجنين

Cover

ميدار.نت - دبي

الزئبق هو فلز ثقيل يوجد في الهواء، ومياه الأنهار والينابيع والبحيرات، لذا يصل إلى الثروة السمكية، والتربة والمحاصيل الزراعية، وله تأثير سام على جميع الكائنات الحية، ويحدث التسمم بالزئبق عند التعرض الكبير لهذه المادة، سواء بابتلاع إحدى مركباتها، أو استنشاق الأبخرة التي تحتوي على الزئبق ومركباته، كالمبيدات الحشرية والزراعية والمطهرات.

 

الفئات الأكثر عرضة للتسمم بالزئبق

غالباً ما يتعرض جميع الناس للزئبق بمستويات مختلفة، منها التعرض المزمن على فترات متقطعة بشكل مستمر، أو التعرض المفاجئ لمستوى عال من الزئبق خلال مدة زمنية قصيرة كالإصابة بحادث صناعي، ومن الفئات الأكثر عرضة لتأثير التسمم بالزئبق هي:

_الجنين، وهو الأكثر حساسية للتأثر بالتسمم بالزئبق، ويتعرض له داخل الرحم من خلال استهلاك الأم لكمية كبيرة من الأسماك والمأكولات البحرية خاصة المحار، ما يؤثر سلباً على نمو دماغه وجهازه العصبي، ويضعف قدراته الإدراكية والمعرفية، والحركية والبصرية، وقد يؤدي إلى إعاقات مختلفة كالعمى، والتخلف العقلي، وانعدام التناسق العضلي، والقدرة على الكلام.

_الأشخاص الذين يتعرضون لمستويات عالية من الزئبق، تعرضاً مزمناً، كالصناعيين، والمجتمعات التي تعيش على صيد الكفاف، كسكان بعض المناطق في البرازيل، والصين، وكولومبيا، والسكان المحليين لبعض السواحل الملوثة، والذين يعتمدون على المأكولات البحرية كغذاء رئيسي مثل خليج ميناماتا في اليابان، الذي يحتوي على تركيزات عالية من الزئبق بسبب مخلفات نفايات مصنع لإنتاج حمض الخليك، حيث عانى السكان من حالات التسمم بالزئبق، والتي نتج عنها عدد كبير من إصابات  الشلل الدماغي.

 

أعراض التسمم بالزئبق

للزئبق درجة عالية من السمية، وتؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي، وتختلف درجة التسمم بالزئبق حسب نوع الزئبق المعدني، والجرعة، والعمر، وطريقة التعرض سواء بالابتلاع أو الاستنشاق، أو ملامسته للجلد، وتظهر الأعراض التالية:

_طعم معدني في الفم.

_ضعف العضلات، وصعوبة المشي، والترنح.

_قلة القدرة على التحكم بحركات الجسم.

_التنميل، وفي بعض الحالات عدم الشعور باليدين والوجه والأجزاء الأخرى من الجسم.

_الغثيان والقيء.

_التوتر، والقلق، وتغيير المزاج.

_الاكتئاب.

_ضعف أو فقدان الذاكرة.

_من أعراض التسمم بالزئبق عند الأطفال، مشاكل في التنسيق بين العين واليد، صعوبات تعلم، مشاكل إدراكية وتفكيرية.

 

مضاعفات التسمم بالزئبق

يسبب التعرض لجرعات إضافية من الزئبق ولفترة طويلة، خطر الإصابة بالتسمم بالزئبق، وقد يزداد الامر سوءاً محدثاً لمضاعفات التالية:

_اضطرابات عصبية، كالشلل، وفقدان الذاكرة، وصعوبة النطق، والذهول، وخاصة عند الأطفال.

_اضطرابات تناسلية، كانخفاض الخصوبة، فضلاً عن خطره على الجنين أثناء الحمل.

_اضطرابات هضمية، كالإسهال الشديد وانحطاط الجسم.

_الفشل الكلوي.

_اضطرابات قلبية، فالتسمم بالزئبق يؤدي إلى إحداث ضرر في الخلايا، ما ينتج عنه أمراض قلبية مختلفة.

 

العلاج والوقاية من التسمم بالزئبق

يعتمد علاج التسمم بالزئبق على توقف التعرض لأي مصدر من مصادره، ويتم تحديد درجة التسمم ومضاعفاتها من قبل الطبيب واتخاذ خطة العلاج اللازمة، ومن أهم سبل الوقاية:

_نشر الوعي بخطر التعرض لمصادر الزئبق.

_وقف تعدين الزئبق، واستخدامه في تعدين الذهب والعمليات الصناعية الأخرى، والتخلص تدريجياً من المنتجات غير الأساسية الحاوية عليه.

_تجنب تناول الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق، كسمك القرش، وسمك الماكريل.

_التأكد من مصادر الأسماك قبل شرائها من المحلات التجارية، واختيار الأنواع التي تحتوي على نسبة منخفضة من الزئبق كسمك التونة المعلب، وسمك السلمون.

_تجنب تناول المرأة الحامل الأسماك أكثر من حصتين في الأسبوع، والتأكد من اختيار الأنواع المناسبة بعد استشارة الطبيب.

 

أخبار قد تهمك:

كيف يصيبك التسمم بالرصاص وما خطره على الأطفال

ماهي فوائد تناول السمك وهل هناك مخاطر لكثرة تناوله