ميدار.نت - دبي

يرتبط عسل النحل بصورة نمطية إيجابية لدى كثيرين، فعدا عن طعمه الحلو وقوامه الذهبي، يتذكره الأطفال كحل أول تلجأ إليه الأمهات عند التهاب الحلق أو احتقان الأنف لديهم، كما تعتبر أمهات أخريات أن ملعقة منه تعادل وجبة فطور للطفل وتمده بالطاقة قبل ذهابه إلى المدرسة، فضلا عن العديد من الفوائد الأخرى التي تحدث عنها الطب الحديث والبديل على السواء، والتي تشوبها المبالغات في بعض الأحيان، كما يتحدث البعض عن فوائد العسل لمرضى السكري.

لنتعرف على أبرز مكونات وفوائد العسل، ومحاذير الإفراط في تناوله.

هذه المكونات تصيغ فوائد العسل

يتكون العسل من السكر والكربوهيدرات والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، ويشكل الماء نسبة 18% منه، وهي نسبة تشير إلى جودة العسل، وتقل الجودة كلما ارتفعت نسبة الماء، كما تحتوي ملعقة من العسل على 65 سعرة حرارية.

نستعرض فيما يلي العناصر التي تشكل فوائد العسل:

_ السكر الطبيعي الأحادي متمثلاً بالفركتوز (سكر الفاكهة) والغلوكوز، ويعد محتواه من الفركتوز عالياً إلى درجة تجعله أكثر حلاوة من السكر المكرر (سكر المائدة).

_ فيتامينات ب1 و2 و3 و5 و6 ذات الأهمية البالغة في تأخير ظهور عوامل الشيخوخة وحماية الأعصاب وتمثيل الكربوهيدرات في الجسم، إلى جانب فيتامينات أ وك وهـ، وجميعها لا تفسد بمرور الوقت، بعكس الفيتامينات الموجودة في الفواكه والتي تفقد جزءاً منها عند التخزين.

_ مضادات أكسدة مهمة، كالأحماض الفينولية والفلافونويد، تساعد في محاربة الجذور الحرة المسببة للأمراض، وبالتالي تقلل من خطر تلف الخلايا أو تَشكّل السرطانات.

_ نسب قليلة من معادن الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والفوسفور والكبريت والكلور والنحاس والحديد والمغنزيوم والزنك.

_ أنزيمات متعددة تسهل الهضم، وأهمها الأنفرتيز، وهو بروتين مسؤول عن تحويل السكر الثنائي المعقد (سكروز) إلى سكريات أحادية (فركتوز وغلوكوز)، كما يعد أساسياً في التفاعلات الكيميائية التي تحول الرحيق إلى عسل.

أبرز فوائد العسل الطبيعي

عُرفت فوائد العسل الطبيعي في الحضارات القديمة، واختلطت الحقائق مع الخرافات بهذا الشأن، لكن الأبحاث الطبية الحديثة أثبتت ما يلي: 

_ من أكثر فوائد العسل شعبية أن محتواه من سكر الفركتوز قابل للادخار في كبد الإنسان بشكل طبيعي دون الحاجة إلى هرمون الأنسولين، وهو معزز للطاقة، عدا عن أن الفركتوز أقل تأثيراً على ارتفاع سكر الدم، ما يوقع مرضى السكري في فخ الإكثار منه.

_ يعالج التهابات الأنف التحسسية والجيوب الأنفية والرشح والسعال.

_ يعد مضادا للعفونة والجراثيم لاحتوائه على حمض الفورميك، ما يجعله وسطاً قاتلاً للبكتريا.

_ تكفي ملعقتان صغيرتان يومياً من العسل لتنشيط الدورة الدموية وتوسيع أوعية القلب ما يزيد ترويته.

_ معالج للإمساك بسبب تأثيره الملين للأمعاء.

_ فعال في التخفيف من التهاب الكبد الفيروسي والتسمم الكبدي.

_ يوصف كمدر للبول عند المصابين بقصور الكلى واحتباس السوائل.

_ بمحتواه من الفلور، يمنع العسل تسوس الأسنان ويطهر الفم ويعالج القلاع سواء بتناول ملعقة منه أو تدليك الأسنان به.

_ تؤدي فعاليته ضد الجراثيم إلى تسريع التئام الجروح، خصوصا بسبب انزيم غالاكتاز، كما أن درجة حموضة العسل تخفف من الوذمات المحيطة بالجروح والتقرحات الجلدية، ويبلغ متوسط ​​درجة حموضة العسل 3.9.

_ تطال فوائد العسل مجال التجميل ما يفسر دخوله في صناعة الشامبو والصابون وأقنعة الوجه، ويشتهر ماسك العسل واللبن الذي يعد منزلياً، ويوضع على الوجه بعد تنظيفه بزيت الزيتون، حيث ينصح بالانتظار ربع ساعة ثم غسل الوجه بماء دافئ.

رغم فوائد العسل... هذه أضرار الإكثار منه

اختصاراً لفوائد العسل، يشير الأطباء إلى أن القيمة الغذائية لكيلوغرام واحد منه تعادل 5 كيلوغرامات من الحليب، أو 26 موزة، أو 50 بيضة أو 12 كيلوغراماً من لحم العجل، أو مثلها من الخضار، ما يعني أن ملعقة أو اثنتين منه كافية يومياً لشخص طبيعي سليم الجسم. أما الإفراط في تناوله فيقود إلى المشكلات التالية:

• زيادة الوزن بشكل غير صحي، فرغم أن الفركتوز يرفع سكر الدم بنسبة أقل من سكر المائدة، إلا أن الإكثار من العسل يؤدي إلى نسبة غير آمنة، لذا يحذر مرضى السكري من الإفراط في استخدامه كبديل تحلية، فهو سيجعلهم يشعرون بالجوع أكثر.
• احتمالات التحسس أو التسمم، في حال تعرض الأزهار التي يؤخذ منها الرحيق لكم كبير من المبيدات الحشرية.
• خطر التسمم السجقي عند الرضع الذين لم يبلغوا العام الأول.

أخبار قد تهمك:

-  غذاء مرضى السكري... كيف يضمن التوازن عدم الشعور بالحرمان؟

-  سكري الشباب... الإرث الثقيل

&nb