حساسية الفول السوداني نوع من أنواع الحساسية الشائعة، تظهر لدى الفرد في العام الأول من عمره، وتلازمه طوال العمر، وتتراوح شدتها مع الزمن، فتبدأ باستثارة بسيطة، لكنها قد تتحول إلى حالة خطيرة مهددة للحياة.
فما أسباب حساسية الفول السوداني، وأعراضها، وكيف يتم التعايش معها؟
رغم العناصر الغذائية العديدة في الفول السوداني، إلا أن احتواءه على بروتين الليكتين اللزج يجعله عصياً على الهضم، ويؤدي على الأمد الطويل إلى أمراض مناعية، إلا أن حساسية الفول السوداني تنشأ عندما تُحدد بروتيناته بالخطأ عن طريق جهاز المناعة بأنها مواد ضارة، فيفرز أجساما مضادة لهذه البروتينات، وعندما يتناول الشخص الفول السوداني في المرة التالية، تتعرف هذه الأجسام المضادة على البروتينات، وترسل إشارة إلى جهاز المناعة لإفراز مواد كيميائية كالهيستامين في مجرى الدم، فيترجم الجسم هذه العملية بأنها حساسية.
لم تحدد الدراسات بعد أسباب إصابة البعض بحساسية الفول السوداني دوناً عن غيرهم، وهؤلاء هم الأكثر عرضة:
_ التاريخ الوراثي، فمن كان في عائلته إصابة بحساسية تجاه أي نوع من أنواع الطعام، تزداد لديه مخاطر الحساسية.
_ حساسية سابقة، فقد تختفي لدى بعض الأطفال، وتعود عند الكبر.
_ المنطقة، فالأطفال في الريف أقل عرضة للإصابة من أطفال المدن، وذلك لنقاء الجو من الميكروبات والتلوث الذي يضعف جهاز المناعة.
تحدث حساسية الفول السوداني عند التعرض له بإحدى الطرق التالية:
_ التعرض المباشر، ويكون بتناول الفول السوداني أو الأطعمة المحتوية له، وقد تحدث أيضا بملامسة الجلد له.
_ التنفس، وذلك عند تطاير دقيق الفول السوداني في الهواء، أو انتشار رائحة زيته المستخدم في الطهي.
_ الاتصال الخاطئ، ويحدث من خلال تقديمه بشكل غير مقصود، أو التعامل مع منتج غذائي يحتوي عليه، لذلك من المهم تنبيه الأشخاص المتعامل معهم بالحساسية، والاستفسار عن محتويات أي طعام قبل تناوله.
يقوم الجسم برد الفعل في حال حساسية الفول السوداني، خلال عدة دقائق بعد التعرض له، وقد تكون الأعراض بسيطة، أو تصبح حادة لدرجة الوصول إلى مرحلة التأق، وتكون الأعراض البسيطة كما يلي:
_ طفح جلدي.
_ تهيج ووخز حول الفم والحلق.
_ مغص وإسهال.
_ غثيان وتقيؤ.
_ ضيق نفس مع صفير.
_ سيلان الأنف.
أما عن أعراض حساسية الفول السوداني الشديدة والمسماة بالتأق، فيشعر المصاب بسرعة نبض، ودوار، وفقدان للوعي، وانقباض مجرى الهواء، وتورم في الحلق ما يعيق التنفس، وهبوط حاد في ضغط الدم.
يتم إجراء اختبارات لتشخيص حساسية الفول السوداني، وهي كالتالي:
_ اختبار الجلد، إذ يقوم الطبيب بوخز الجلد ببروتينات الفول السوداني، فيظهر تورم في حال الحساسية.
_ اختبار الدم، حيث تؤخذ عينة منه، وتقاس فيها كم الأجسام المضادة للبروتينات، ومدى استجابة الجهاز المناعي لها.
يتم علاج أعراض حساسية الفول السوداني البسيطة بمضادات الهيستامين، أما عند الوصول لمرحلة التأق، فتستخدم حقن الإيبنفرين والدخول إلى المشفى للمراقبة، وقد يوصي الطبيب بحمل المريض لهذه الحقن مدى الحياة، ليتم الحقن بشكل فوري عند بداية ظهور أعراض التأق.
وعن الوقاية من حساسية الفول السوداني، فيجب اتباع التدابير التالية:
_ قراءة محتويات أي طعام قبل تناوله.
_ تنبيه الأشخاص في أي مكان يزوره الطفل بحساسيته، مثل المدرسة أو أماكن العناية بالطفل.
_ ارتداء المصاب قلادة أو سوار بشكل دائم، كتب عليها معلومات بوجود حساسية.
أخبار قد تهمك: