الغيرة من المولود الجديد كيف يستثمرها الأهل لصالح الطفلين معاً ؟

Cover

ميدار.نت - دبي

تعتبر غيرة الطفل من المولود الجديد في الأسرة من أكثر ما يدخل في اعتبار الأهل لدى تخطيطهم لإنجاب الطفل الثاني أو الثالث، وهو سلوك طبيعي لا ينبغي أن يكون مقلقاً، بل يعبر عن ازدياد وعي الطفل الأكبر بذاته، فيبدأ شعوره بالنقص والدونية بعد أن كان محط الاهتمام الأول. وبينما تعد الغيرة من المولود الجديد مثار تندر وذكريات طريفة لاحقة، إلا أنها قد تؤدي إلى مشاعر سلبية وسلوكيات عدوانية خطيرة ما لم يتعاطَ الأبوين معها بحكمة ودون انفعال.

 

أسباب الغيرة من المولود الجديد

من الطبيعي أن يتحول جزء من اهتمام الأبوين إلى المولود الجديد الذي يحتاج رعاية خاصة، إلا أن ذلك يجب أن يتم بالتوازي مع اهتمام متطور بالإبن الأكبر، الذي سيبدأ بالغيرة من المولود الجديد بما قد يتطور إلى كراهية له ولأهله، وقد يبدأ الأمر منذ حمل الأم بالمولود وملاحظة الأخ الأكبر لتعب أمه وحرصها على صحتها، إلى درجة عدم حمله واللعب معه وتدليله كالسابق. وربما تتخذ هذه المشاعر شكل صدمة يتفاوت التعبير عنها بين طفل وآخر.

 

علامات الغيرة من المولود الجديد

تكشف الغيرة من المولود الجديد عن نفسها بسهولة، فالطفل لا يمكنه إخفاء مشاعره حتى وإن كبتها، فستظهر علاماتها على وجهه وفي سلوكيات أبرزها:

_ تقليد المولود الجديد في حركاته وحاجاته، كالحاجة إلى الرضاعة أو ارتداء الحفاضات، أو حتى النوم في سرير الرضيع.

_ يصبح أكثر ميلاً إلى التمرد على العادات التي تعلمها، كتناول طعامه بنفسه أو النوم في غرفته الخاصة، أو حتى الذهاب إلى المدرسة، وذلك كنوع من لفت الانتباه إلى رغبته في تلقي الرعاية.

_ قد تتضمن محاولاته للفت الانتباه إثارة الضجيج لأقل سبب، والصراخ وتخريب الأشياء، وصولاً إلى ضرب المولود الجديد أو إزعاجه بشكل ما.

_ يتشتت عن اللعب والتسالي التي يحبها وينشغل بمراقبة المولود الجديد، ومتابعة عناية الأم به خصوصاً، ويمكن أن يمارس هذه العناية بطرق تؤذي أخيه، بدافع الشعور بذاته وأهمية وجوده وتأثيره في المحيط.

_ قد يتعرض لاضطرابات التبول والنوم والشهية بسبب قلقه الدائم نتيجة الظرف الجديد.

 

 كيف يتعامل الأهل مع الغيرة من المولود الجديد؟

يخطئ الأهل أحياناً في أسلوب التعاطي مع الغيرة من المولود الجديد، إذ يعتبرون أن الأخ الأكبر قادر على فهم واستيعاب التغير العميق الحاصل، فيطالبونه بمراعاة الظرف وعدم تحميل الأم أكثر من طاقتها، وأنه لا يجب ان يتوقع منها عناية كالسابق، ويبلغ خطأ الأهل ذروته عند توبيخ الطفل أو ضربه بسبب التحرش بأخيه أو لقيامه بأي سلوك بدافع من الغيرة. بدلاً من ذلك، لا بد من تطبيق النصائح التالية حتى في فترة التمهيد لقدوم المولود، لمصلحة الأسرة كلها:

_ معرفة أن خوف الطفل من فقدان الاهتمام طبيعي ولا علاقة له بسوء التربية، لذا من الضروري مواجهة سلوكياته النابعة من الخوف بمزيد من الاحتواء، كالعناق والتقبيل، وإشعاره بأهميته لأنه سيساعد أمه في العناية بالمولود الجديد والغناء له وقص الحكايات عليه وأخذ رأيه فيما يرتديه الصغير، فمن شأن ذلك أن يلهي الطفل ويشغله عن المراقبة السلبية لأخيه وطقوس الاهتمام به.

_ محاولة تجاهل التصرفات الخاطئة التي يقوم بها الأخ الأكبر لأنه يفعلها للفت الانتباه لا أكثر، عندها من الضروري إشعاره باهتمام ما من خلال طلب أداء مهمة يحبها أو احتضانه أو مدحه لأي سبب.

_ عدم إهمال طقوس التسلية التي اعتاد الوالدان تخصيصها للإبن الأكبر، والتخفيف من الاهتمام بالمولود أمامه، وتنبيه الضيوف إلى ذلك.

_ إشعار الأخ الأكبر بأن المولود الجديد سيكون صديقاً له، ولفت نظره إلى أن المولود يحبه ويضحك على حركاته وأغنياته، وأن كليهما سيحتاجان بعضهما في المستقبل.

 

أخبار قد تهمك:

طفلي أناني... كيف أجعله يشعر بحاجات الآخرين؟
 

طفلك يحب أباه أكثر منك فما الحل؟
&nbs