الطفل المتنمر كيف نتعامل معه ومع ضحاياه

Cover

ميدار.نت - دبي

قبل رواج مصطلح التنمر، وقع كثيرون على مر الأجيال ضحية له، أو مارسوه بأنفسهم على آخرين، إلى درجة الاعتقاد بأن التعايش مفروغ منه مع هذا النوع من العنف. ومع تطور الدراسات النفسية، ازداد فهم طبيعة الشخص المتنمر وكيفية التعامل معه ومع ضحاياه، لا سيما إذا بدأت مشكلته منذ الطفولة، كرد فعل على مواقف معينة. فكيف نفهم الطفل المتنمر وصولاً إلى معرفة التعامل معه؟

 

سلوك الطفل المتنمر

يبرع كثير من الأطفال في مضايقة أقرانهم، إلا أن الأمر لا يعدو كونه أحياناً مزاحاً أو لعباً لا يترك آثاراً نفسية سيئة على الطرف الآخر، لكن بعض هذه المضايقات تكون شديدة الوطأة على من يتعرضون لها، وقد تترك آثاراً سلبية مزمنة ومدمرة. ومن مظاهر سلوك الطفل المتنمر:

_ إلحاق أذى جسدي بالغير.

_ تعمّد الإهانة وإطلاق الألقاب للسخرية.

_ الإكراه للحصول على شيء من الآخر.

_ إطلاق الشائعات المسيئة بحق الآخرين.

 

دوافع الطفل المتنمر

يرى اعلماء النفس أن الشعور بالأهمية والقوة والحماية هي أبرز دوافع الطفل المتنمر للقيام بمضايقة غيره، إذ يبحث الطفل المتنمر عن ضحية يراها أضعف منه، أو لمجرد أنها مختلفة في السلوك أو المظهر.

ويفسر الأطباء وجود هذه الدوافع لدى الطفل المتنمر بسبب تعرضه لتنمر في الصغر، أو ممارسات قهرية لم يستطع التنفيس عن غضبه حيالها، أو نشوئه في بيئة اعتاد أفرادها التعامل مع بعضهم بلصراخ والضرب والتهديد وإطلاق الشتائم والألقاب المهينة، دون أن يخبره أحد أنها سلوكيات سيئة، وصولاً إلى شعوره بانعدام التوازن والأمان، بطريقة يعتقد معها أن العنف هو السبيل لحماية نفسه من التهديد الذي يشعر به.

 

كيف تعرف أن ابنك ضحية لطفل متنمر؟

قد يصعب على الأهل اكتشاف أن أحد أولادهم وقع ضحية لطفل متنمر، إلا إذا أخبرهم بنفسه، أو ظهرت عليه آثار عنف جسدي، لكن يمكن للأبوين ملاحظة هذه العلامات على طفلهم ضحية التنمر:

_ غرابة سلوكه، وإحجامه عن نشاطه المعتاد.

_ شعوره بالقلق والخوف أغلب الوقت.

_ قلة نومه أو سوء تغذيته.

_ سوء مزاجه، إذ يغضب أو يبكي لأي سبب.

_ ادعاء المرض كي يبقى في المنزل ولا يختلط بالآخرين.

 

كيف تتعامل مع الطفل المتنمر؟

يتطلب التعامل مع الطفل المتنمر قدراً من الحزم والهدوء والتعاون بين الأسرة والمدرسة، انطلاقاً من فهم أن هذا الطفل عاجز عن السيطرة على مشاعره السلبية من غضب وحزن وشعور بانعدام الأمان. ومن أبرز أساليب التعامل معه:

_ محاورته حول أسباب ما يفعله، ومحاولة الغوص في نفسه لجعله يشرح دوافعه ويتعرف عليها لمعالجة الأمر.

_ إشعاره بخطورة الأمر، وبأن ثمة ضوابط أخلاقية واجتماعية ترفض سلوكه وتسبب ابتعاد الناس عنه.

_ محاولة إثارة تعاطفه مع ضحاياه، كسؤاله إن كان يرضى أن يعامله أحد بالطريقة نفسها.

_ حرمانه من بعض الامتيازات التي يستخدمها للتنمر على الآخرين، كإيقاف شبكة الإنترنت في المنزل، أو منعه من الاختلاط بأقرانه واللعب معهم، وتوضيح أسباب ذلك له.

_ شجعه على الانخراط في نشاطات يمكن أن يفرغ فيها مشاعره السلبية وطاقته العدوانية، كممارسة الرياضة أو أي هواية مفيدة تملؤه بالرضا.

_ إمدح أي تصرف جيد يصدر عنه، وتحدث عن تصرفه هذا أمام الآخرين كي يشعر بالتحفيز.

_ يمكن اتخاذ خطوة لاحقة، تتضمن دفعه للاختلاط بأطفال مختلفين، لوناً أو بيئة، أو حتى من ذوي الاحتياجات الخاصة، تحت إشراف اجتماعي، إذ يعلمه ذلك معنى الاختلاف وإمكانية تقبل الآخرين كما هم.

 

كيف تساعد إبنك على مواجهة الطفل المتنمر؟

إذا لاحظ الأبوان أن ابنهما عرضة لطفل متنمر، وأنه يخشى أو يخجل من الاعتراف بذلك، لا بد لهما من التعامل مع الأمر بخطوات يتضمن بعضها التلميح إلى الأمر، منعاً لإحراجه أو خوفاً من الطرف المتنمر، ومن هذه الخطوات:

_ سؤاله عن رأيه في تنمر طفل على آخر، من خلال رواية قصة حول ذلك أو مشاهدة موقف مماثل في التلفزيون، قد يجعله ذلك يروي لهما ما يتعرض له بطريقة غير مباشرة.

_ امتداح شجاعته لأنه أخبرهما الحقيقة، والتأكيد له أنه ليس الوحيد الذي يتعرض للتنمر. يمكن رواية مواقف عن ضحايا آخرين للتنمر استطاعوا تجاوز محنتهم.

_ تحريره من الشعور بالمسؤولية عما يحصل له، فالخطأ لا يكمن في ضعفه، بل في سلوك الطفل المتنمر.

_ توجيهه إلى تجنب الطفل المتنمر، وتجاهله له، والبقاء مع أقران يشعر معهم بالحماية ومرافقتهم دوماً لمنع المتنمر من الانفراد به، ففي النهاية سيمل الأخير ويكف عن استهدافه.

_ محاولة عدم إعطاء الطفل شيئاً يغري المتنمر باستهدافه، كمبلغ مالي أو شيئاً مميزاً.

_ تشجيع الطفل على الانخراط في أجواء إيجابية ونشاطات ينمي فيها مواهبه ليستعيد الثقة بنفسه.

 

أخبار قد تهمك:

كيف تساعد ابنك على التفوق في المدرسة

فرط النشاط... خلل هرموني يبرئ الطفل من تهمة الشقاوة