ميدار.نت - دبي

ينظم هرمون الإنسولين عملية استقلاب الدهون والكربوهيدرات والبروتينات في الجسم، أي تحويل الغذاء إلى مصدر للطاقة، ما يجعله هرمون البناء الأساسي، لكن ثمة عوامل تؤدي إلى ازدياد إفرازه بشكل يفوق حاجة الجسم، فتقاوم الخلايا امتصاصه نظراً لاكتفائها، ليبدأ الخلل الجسماني المسمى بمرض مقاومة الإنسولين، والذي يعتبر مقدمة للأمراض الأكثر خطراً، وأبرزها السكري والسرطان.

كيف تحدث مقاومة الإنسولين؟

يتم فرز الإنسولين بشكل طبيعي من العضو المسمى (جزر لانغرهانس) في غدة البنكرياس، نسبة إلى العالم الألماني باول لانغرهانس الذي اكتشفها عام 1869، ويعتبر هذا الإفراز استجابة فورية بعد تناول الطعام، إذ يتيح الإنسولين امتصاص الخلايا للغلوكوز (سكر الدم) الذي يعتبر المصدر الأول لطاقة الكائن الحي. وفي حالة الجسم السليم، تتمتع الخلايا بحساسية طبيعية للإنسولين، فتفتح أبوابها له فور الإفراز لاستقبال الغلوكوز وتوليد الطاقة، أما في حالة إصابة الجسم بمرض مقاومة الإنسولين، فتغلق الخلايا أبوابها في وجه الهرمون بسبب كثرة الإفراز وعدم الحاجة إلى مزيد من الإنسولين، ما يجعل من عملية الإفراز وعدم الامتصاص عملية مستمرة تؤدي إلى تراكم الإنسولين خارج الخلايا، ما يخل بوظائف الجسم الحيوية.

أسباب الإصابة بمرض مقاومة الإنسولين

يزداد إفراز الإنسولين بشكل طبيعي مع تناول الأطعمة المحتوية على السكريات والكربوهيدرات خصوصاً، والبروتينات بدرجة أقل، ما يجعل أسباب الإصابة بمقاومة الإنسولين تتمثل في:

_ الإفراط في الأكل غير الصحي المحتوي على الكربوهيدرات والسكريات، فتناول صنف من الحلويات في يوم واحد قد يزيد إفراز الإنسولين بشكل متواصل لساعات طويلة، وتناول أي وجبة أخرى خلال هذه الساعات يعني مزيداً من إفراز الإنسولين.

_ قلة الحركة، فالرياضة والحركة عموماً تزيد من استفادة الجسم من الإنسولين نظراً لاستخدام الخلايا لكامل طاقتها وطلب المزيد من الطاقة، ما يعزز حساسية الجسم للإنسولين ويمنع الإصابة بمقاومة الإنسولين.

_ الإصابة بمتلازمة المبيضات متعددة الكيسات لدى النساء، المترافقة مع اختلال هرموني ينضم إليه الإنسولين.

_ يضاعف التدخين من عوامل الخطورة المؤدية للإصابة بمقاومة الإنسولين.

أعراض الإصابة بمقاومة الإنسولين

من أعراض مقاومة الإنسولين ما يمكن ملاحظته بالنظر، ومنها ما لا يتم اكتشافه إلا بتحليل الدم، ومن أبرز الأعراض:

_ السمنة، لا سيما في منطقة البطن والخصر.

_ بقع داكنة ذات ملمس مخملي في بعض مناطق الجسم، مصحوبة بحب الشباب الأسود (الزؤان).

_ الشعور بالجوع بسرعة، فإفراز الإنسولين يؤخر أو يعطل إفراز هرمون الليبتين الذي ينبه الدماغ إلى الشبع.

_ ارتفاع ضغط الدم.

_ زيادة في مستوى كوليسترول الدم إلى ما بين 40 إلى 50 ملليغرام في كل ديسيليتر.

_ يؤشر تحليل الدم إلى مستوى من الغلوكوز يتجاوز الـ  100 ملليغرام في كل ديسيليتر.

مضاعفات مرض مقاومة الإنسولين

تربط مدارس متعددة في الطب الحديث بين مرض مقاومة الإنسولين والعديد من أمراض العصر الخطيرة التي تؤدي إلى الوفاة، ومن أبرز المضاعفات التي يؤدي إليها المرض:

_ الإصابة بالسرطانات نظراً لتراجع مناعة الخلايا.

_ جلطات القلب.

_ مرض السكري.

_ مرض الزهايمر، الذي تسبقه أعراض عدم التركيز وتشوش الذاكرة تدريجياً.

_ ارتفاع ضغط الدم.

_ اعتلال الكلى السكري.

_ ضعف البصر.

علاج مرض مقاومة الإنسولين

يلجأ الأطباء إلى علاج مرض مقاومة الإنسولين بالأدوية المساعدة، إلا أن تأثيرها لا قيمة له دون اتباع نمط حياة صحي يعتبر السر لبداية الشفاء.

إليك أهم الخطوات التي تعالج مرض مقاومة الإنسولين:

_ إلغاء تناول السكر حتى من الفواكه، باستثناء التوت والفريز والأفوكادو.

_ إلغاء أو تقليل الكربوهيدرات إلى الحد الأدنى، ويفضل أخذها بكميات ضئيلة من الحمص والعدس والأرز، وليس من الخبز ومنتجات القمح.

_ الاعتماد في مصادر الطاقة على كميات معتدلة من البروتينات والدهون، فهي لا تحفز إفراز الإنسولين بكميات كبيرة كما تساعد على الشبع وقتاً طويلاً.

_ ممارسة الرياضة، المشي السريع على الأقل، لنصف ساعة يومياً أو لساعة كل يومين.

_ شرب الماء بمعدل 8 إلى 10 أكواب يومياً.

_ اتباع الصيام المتقطع عن الأكل، بفترة تتراوح بين 14 إلى 16 ساعة، ويفضل أن يبدأ ذلك مساء، بمعنى عدم تناول وجبة ليلية، والاكتفاء بالماء وأي مشروب ساخن مفيد.

_ يساعد مشروب خل التفاح الممدد بالماء، إضافة إلى مشروب القرفة الساخن، في ضبط مستويات الإنسولين في الجسم.

أخبار قد تهمك:

- غذاء مرضى السكري... كيف يضمن التوازن عدم الشعور بالحرمان؟

- خمس استراتيجيات لتجنب أسباب السمنة... تعرّف عليها

شارك الخبر