ميدار.نت - دبي

لا تعتبر عادة مص الإصبع عند الطفل قبل بلوغ شهره السابع مقلقة، فهي من توابع ميله الغريزي إلى المص، بدءاً من سلوك الرضاعة من الأم مروراً بقارورة الحليب، إلا أن استمرار العادة بعد هذه السن يستدعي اهتماماً خاصاً، وقد يجد الأهل تعويد الطفل على الإقلاع عن هذه العادة مهمة لا تقل صعوبة عن فطمه عن صدر الأم أو تنظيفه من الحفاضات.

أسباب مص الإصبع عند الطفل

على مدى عقود طويلة، حلل الأطباء عادة مص الإصبع، وكان أولهم طبيب الأطفال والمحلل النفسي الإنكليزي دونالد وودز وينيكات ‏الذي فسر هذا السلوك كتعويض عن غياب الأم. وأرجع معظم الأطباء هذه العادة بعد ذلك إلى دوافع غريزية ونفسية تتلخص في:

_ إشباع غريزتي الامتصاص والجوع، فالطفل قد يلجأ لمص إصبعه أو يده بالكامل تعبيراً عن الجوع، أو بحكم عادة المص التي تشعره بالأمان كونها تمثل بالنسبة له ملاذاً شبيهاً بصدر أمه، ويعد هذا تفسيراً عادة مص الإصبع في الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل.

_ الشعور بالاستقرار النفسي كسلوك دفاعي في وجه مهدد ما، كقدوم طفل جديد أو ظهور منافس من أي نوع، أو لتعرضه إلى عنف أو مشاهدته حادثاً أفقده الشعور بالأمان، وذلك بدءاً من شهره السابع.

_ يرتبط المص بطقس الاسترخاء والنعاس بالنسبة للطفل، لذا تجده يمص إصبعه إذا اقترب وقت النوم أو شعر بالتعب.

_ يحتاج الأطفال أحياناً إلى لفت الانتباه، فيفعلون ما قد يثير حفيظة أهلهم ويدفعهم إلى الاهتمام به، لذلك يتجهون إلى مص الإصبع أو إحداث ضجيج أو تخريب شيء ما، وقد يقترن مص الإصبع بالعبث بالشعر وقد يتجاوز الإصبع إلى وضع أي شيء في فمه كلعبة أو قطعة من الملابس.

مخاطر مص الإصبع عند الطفل

كشف فريق أبحاث من مؤسسة إعادة التأهيل في تشيلي علاقة بين عادة مص الإصبع واضطرابات النطق عند 128 ولداً لم يدخلوا المدرسة، وتتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات، حيث جمع الفريق بيانات من الأهل حول طريقة أكل الأطفال وعادات المص، وتبين أن تأخير موعد شرب الأطفال للحليب من الرضاعات الى ما بعد الشهر التاسع من العمر، قلص من تطوير مشاكل وصعوبات النطق، مقارنة بالأطفال الذين كانوا يمصون أصابعهم أو يستخدم أهلهم المصاصات (اللهايات) لتهدئتهم لأكثر من 3 سنوات. وأعطت هذه الدراسة دليلاً إضافيا على فائدة إطالة فترة الرضاعة من الثدي.

ومن المخاطر الأخرى المثبتة لعادة مص الإصبع:

_ حدوث مشاكل في الأسنان، كخروجها عن الاتساق السليم، وعرقلة نمو عظام الفك، فضلاً عن سوء إطباق الأسنان.

_ التسبب بسوء المضغ، نظراً لسوء حالة الأسنان.

_ دفع اللسان خارج الفم أثناء الحديث.

كيف تحل مشكلة مص الإصبع لدى الطفل؟

في حال عدم تشكل أسنان أئمة لدى الطفل فلا يجوز القلق المبالغ به، ويجدر عم نهر الطفل أو توبيخه باستمرار جراء ذلك، لكن إذا بدأت الأسنان الدائمة بالظهور فينبغي أخذ الأمر بجدية وهدوء، وتجنب الأساليب العنيفة في ردعه عن عادة مص الإصبع.

ومن أهم النصائح في هذا المجال:

_ الحديث مع الطفل وتوعيته بخطورة عادة مص الإصبع، والاتفاق معه على التخفيف منها كبداية، بأن يمارسها في وقت محدد أو مكان محدد وليس دون حساب.

_ لا تعنفيه إذا ضبطته يمص إصبعه، بل نبهيه إلى الأمر بكلمة أو حركة لطيفة، وخاصة إذا كان بين أقرانه أو أقاربه.

_ التعاون مع طبيب الأسنان الذي يكن الطفل له بعض الرهبة، ليوصل له الفكرة بطريقة لطيفة رادعة في الوقت نفسه.

_ إعطاء الطفل طعاماً كفيلاً بإشباع حاجته للمص، كالمصاصات والسكاكر، دون إفراط.

_ التجاهل وترك الأمر للوقت أمر منطقي، لكن يجب أن يترافق مع مديح الطفل عندما لا يمص إصبعه.

_ إلهاؤه بممارسة هوايات معينة كي ينشغل عن هذه العادة.

_ لا بد من فحص أسنان وفك الطفل الذي يمص إصبعه بكثرة لمنع تفاقم الأمر.

_ اللجوء إلى الأساليب التنفيرية هو آخر ما يمكن فعله إذا فشلت الحيل السابقة، ويمكن عندها دهن إصبعه بمادة مرة أو حارة كالقهوة أو الفلفل.

_ استخدام جهاز مانع مص الاصبع حيث يوضع على أسنان الطفل العليا، ما يؤدي إلى التوقف عن العادة خلال فترة وجيزة.

أخبار قد تهمك:

-  طفلي أناني... كيف أجعله يشعر بحاجات الآخرين؟
 

-  تأخر النطق عند الأطفال.. أسبابه ومتى يكون مشكلة تستدعي القلق؟
&nbs