ميدار.نت - دبي
الكركم نبات عشبي معمر، عُرف في موطنه الأصلي باسم الأصابع الصفر بسبب شكله الطولاني، ينمو في البيئات شبه الرطبة في المناطق الدافئة والحارة، ويزرع بمساحات واسعة في الهند، لذا يعود الفضل للهنود القدماء في اكتشاف فوائد الكركم التي ما زالت تخضع للدراسة إلى هذا اليوم. يتم الاستفادة من جذوره وساقه وطحنها، وعند غليانها ينتج اللون الأصفر الشهير في تلوين الطعام، ما يفسر لون بهارات الكاري.
تعود فوائد الكركم إلى تركيبه الكيميائي، إذ يحتوي على مركبات الكركمين والزنجبرين والفيلاندرين المفيدة للهضم، إضافة إلى النشاء والزيت العطري ذي الرائحة الكافورية، كما يحتوي على مركب البورنبول الذي يستخدم في تركيب الأدوية الفاتحة للشهية، ومادة دهنية تعرف باسم آر- تورميرون، وتضفي على الكركم لونه ونكهته.
فوائد الكركم في محاربة التهاب المفاصل
لعل التهاب المفاصل أول ما جعل الهنود القدماء يلاحظون فوائد الكركم، حتى بدؤوا دراسته في سبعينات القرن الماضي ليثبتوا أن الأمر لم يكن مجرد خرافة. وفقاً للدراسات، يمتلك مركب الكركمين خصائص مضادة للالتهابات، ومن أبرز ما نُشر في هذا السياق دراسة مجلة (فيتوثيرابي ريسيرتش) الأوروبية عام 2014، والتي بينت أن تناول الأشخاص المصابين بالتهاب المفصل التنكسي لما يُقارب 1500 مليغراماً من الكركمين على ثلاث جرعات يومياً لشهر ونصف، خفف من أعراض مرضهم، إضافة إلى دراسة أخرى شملت مصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي (الروماتيزم) ممن تناولوا مكمل الكركمين بمقدار 50 ميلليغرام يومياً لشهرين، وشهدوا تحسناً كبيراً مقارنة بآخرين خضعوا للعلاج بالكورتيزون للقضاء على الروماتيزم.
فوائد الكركم في تخفيض الأنسولين والكوليسترول
بفضل خصائصه المضادة للالتهابات، تنسحب فوائد الكركم على علاجه للحالات الالتهابية الشديدة الناتجة عن الإصابة بمرض السكري. كما بينت العديد من الدراسات على الفئران البدينة المصابة بالنوع الثاني من السكري أن تناول مكملات الكركمين ساعدت في خفض مستويات الأنسولين في الدم بعد 16 أسبوعاً.
كما توصلت دراسة خاصة بالكوليسترول إلى أن الكركم يُساعد على حماية القلب والأوعية الدموية، من خلال تقليل مستويات الكوليسترول، والبروتين منخفض الكثافة، ومنع تجلط الصفائح الدموية.
فوائد الكركم للوقاية من الزهايمر والاكتئاب
يعمل التورميرون الذي يحتويه الكركم على تجدد وتكاثر الخلايا الجذعية، والتي يعد تلفها المشكلة الأساسية في الأمراض العصبية مثل مرض الزهايمر، ومن جهة أخرى، تعززت شعبية فوائد الكركم إثر إثبات فعاليته في تبديد الاكتئاب، إذ تتشابه تأثيراته مع تأثيرات الأدوية المضادة للاكتئاب.
فوائد الكركم في منع تطور السرطانات
بينت الأبحاث الطبية قدرة الكركم على تحديد الخلايا السرطانية المحتملة، ما يحفز التدمير الذاتي لهذه الخلايا الضارة، إلا أن فوائد الكركم غير مضمونة في هذه الحالة  دائما، فعندما يؤخذ الكركم عن طريق الفم كمركب دوائي، يفقد بعضاً من مكوناته وتأثيراته العلاجية وخاصة مركب الكركمين، حيث لا يمكن امتصاص هذا المركب جيدًا في الجسم، ويتم استقلابه بسرعة كبيرة، وبذلك لا يؤدي دوره بفاعلية كمركب مضاد للسرطان.
ولزيادة فاعلية مركب الكركمين، استخدم الباحثون الطباعة ثلاثية الأبعاد، لبناء هياكل لتغليف وحفظ هذا المركب، والإفراج عنه تدريجيًا داخل الجسم. ووجد الباحثون أن هذه الطريقة، حالت دون نمو خلايا ساركوما العظام الخبيثة المسببة لسرطان العظام بنسبة 96% بعد 11 يومًا من تناول الأدوية، مقارنة بأدوية الكركمين التقليدية، كما عزز النظام الجديد نمو خلايا العظام الصحية.
كيفية الحصول على فوائد الكركم
يُنصح عموماً بتناول ملعقة صغيرة يومياً من مسحوق الكركم مع كوب من الماء المغلي، ويمكن إضافة الليمون إليه، مع ضرورة الانتباه إلى أن غلي الكركم على حرارة عالية أو طبخه في طنجرة الضغط يقلل من فعالية مركب الكركمين.
ولاستخدامه في معالجة الحكة، ينصح بمزج ملعقة صغيرة منه مع زيت الزيتون وفرك المناطق المتهيجة به، حيث يساعد الزيت على امتصاص المادة بفعالية.
في المقابل، يشير العلماء إلى أن تناول كميات كبيرة من الكركم قد يؤدي إلى نقص الحديد، كما يسبب بعض مشاكل تخثر الدم. وأثناء الحمل يجب تجنب تناول الكركم بجرعات كبيرة، فقد يحفز الكركم نزيف الرحم.