ميدار.نت - دبي
تحتاج كل حامل إلى اختيار الولادة الأكثر راحة لها، وتميل الكثيرات إلى اختيار الولادة القيصرية أو التخدير بإبرة الظهر تجنباً لآلام الولادة الطبيعية، إلا أن هناك عددًا من الفوائد المهمة التي توفرها الولادة الطبيعية، سنستعرضها في هذا المقال.
يحدث في كثير من الأحيان أن تختار الحوامل التخدير بإبرة الظهر، أو ما يسمى التخدير فوق الجافية، حيث تتفاعل أدوية التخدير هذه مع مسكنات الألم الأخرى وتؤدي إلى التشويش على انقباضات الرحم الطبيعية، ما يؤدي إلى إبطاء الانقباضات وإطالة فترة المخاض. فهذه الأدوية تجعل من الصعب على النساء الشعور بانقباضاتهن، فلا يعرفن بالتالي متى يدفعن بالقوة الكافية في الوقت الصحيح.
نظرًا لأن التخدير فوق الجافية يمكن أن يطيل فترة المخاض، فقد يكون الأطباء أكثر عرضة للتدخل باستخدام أدوية منبهة للرحم، أو استخدام ملقط لتحريك الجنين عبر قناة الولادة، ما قد يؤدي إلى مضاعفات تستدعي إجراء عملية قيصرية، بينما لا تتطلب الولادة الطبيعية مثل هذا التدخل الطبي.
أثبتت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين يتم إنجابهم بولادة طبيعية هم أكثر اهتمامًا بالرضاعة الطبيعية، في حين أن أدوية التخدير وتسكين الألم التي يتم استخدامها في عملية القيصرية والتخدير فوق الجافية تنتقل آثارها إلى الطفل ما قد يعيق سلوك الرضاعة من الأم/ على سبيل المثال يواجه الأطفال الذين يتعرضون لدواء (إيبيدورال) صعوبة في إلصاق الفم ويظهرون استجابة غير منسقة للامتصاص والبلع لساعات أو حتى أيام.
في الولادة المعتمدة على التخدير فوق الجافية، يلجأ الأطباء إلى مواجهة تباطؤ المخاض بإعطاء أدوية لتسريع الانقباضات، فتحدث الانقباضات بقوة وبصورة متكررة يجعل التعافي منها بطيئاً للغاية، ما يترك كمية أقل من الأكسجين للوصول إلى الجنين. تزيد الأدوية فوق الجافية أيضًا من احتمالية الإصابة بالحمى واحتمالية إعطاء المضادات الحيوية أو وصفها. مثل هذه الاحتمالات لا تحدث في الولادة الطبيعية.
بعد الولادة الطبيعية المخطط لها، غالبًا ما تشعر النساء بالرضا بعد فترة قصيرة من ولادة أطفالهن، نتيجة لإفراز الإندورفين في الجسم أثناء المخاض، وهي هرمونات مهدئة ومسكنة ينتجها جسمك بشكل طبيعي عند التعامل مع الألم. تظهر الاختبارات أنه يتم إطلاق عدد أقل من الإندورفين إذا تم استخدام مسكنات الألم. بالإضافة إلى ذلك، ونظرًا لغياب الأدوية المخدرة أو الأنابيب أو الإبر، يمكن للأمهات اللواتي يلدن بشكل طبيعي الاستيقاظ بعد فترة وجيزة من المخاض والمشي أو الاستحمام.
تقلل كثير من الحوامل من أهمية الوعي بتجربة الولادة تفاصيلها المثيرة، ويفضلن الغياب عن الوعي على أن يختبرن الألم، إلا أن الولادة الطبيعية ليست مجرد ألم، بل تجعل الرابط بين الأم وطفلها أقوى بكثير وتوقظ الحواس بشكل يمنح قوة هائلة وقدرة على التحمل، فضلاً عن البهجة التي تشعر بها الأم في لحظة خروج طفلها للحياة. يؤكد العديد من الأطباء حالة عدم الرضا التي تنتاب الأمهات اللواتي لا يكنّ في حالة تأهب تام لأول اتصال مع الطفل.
غالبًا ما تشعر النساء اللواتي يختبرن الولادة الطبيعية بالقوة والثقة الفائقة، فالولادة بشكل طبيعي تعني استنفار طاقة الجسم لمواجهة متطلبات المخاض القصوى يمكن أن تجعل المرأة تشعر بأنها أقوى وأقل خوفًا من التعامل مع التحديات الأخرى في الحياة.
وفقًا لدراسة أجريت على 126 مستشفى في ولاية نيويورك الأميركية، فإن النساء اللواتي يختبرن الولادة الطبيعية يتجاوزن التجربة المؤلمة لجرح الولادة القيصرية، وهذا يعني تعافيًا فورياً وعودة أسرع إلى المنزل، بالإضافة إلى تقليل التكاليف الطبية ومضاعفات الجراحة والالتهابات.
أخبار قد تهمك: