التنفس من البطن: عودة إلى الطبيعة تغير حياتك إلى الأفضل

ميدار.نت _ دبي
الصحة
الطب
05 يناير 2023
Cover

ميدار.نت - دبي

يفرض علينا الإيقاع السريع للحياة العصرية إهمالاً لضرورة الاسترخاء، أو الاعتقاد بأن مجرد التمدد أو النوم يكفي للتعويض عن التعب. ويضطر كل منا إلى التنفس بسرعة أو عمق بعد جهد أو سباق أو ضغط نفسي، لأن الجسم حينها يطلب مزيداً من الأوكسجين، وسرعان ما تنتابنا الراحة. فماذا لو بات التنفس العميق سلوكاً آلياً في حياتنا؟

يتصل الدماغ بالبطن بواسطة العصب المبهم، المعروف بالعصب الرئوي المعوي، وهو ينطلق من الجمجمة ويجتاز العنق والصدر ليدخل في البطن، عابراً أجهزة التنفس والهضم والدوران، ومزوداً الغدد والأعضاء بالأعصاب.

ويضفي العصب المبهم في الجهاز التنفسي حساسية على الأغشية المخاطية الخاصة بمجاري التنفس، المتمثلة بالبلعوم والحنجرة والمريء والقصبات الهوائية والرئتين، وينقل وتيرة التنفس وقوته وسرعته، وينعكس ذلك على جميع الوظائف الحيوية في الجسم.

يستعرض المقال آليات وفوائد التنفس من البطن، الذي غيّر حياة الكثيرين نحو الأفضل.

 

لماذا نفقد القدرة الغريزية على التنفس من البطن؟

كأطفال رضع، كنا نتنفس من البطن غريزياً، وساعد ذلك على بناء دفاعات أجسامنا الأولى، لكن ما أن بلغ كل منا عامه الثاني، حتى دخل عالم الضغط النفسي والخوف والخجل، أي عالم الانفعالات، فتسارعت وتيرة أنفاسنا وأصبحت جزئية وسطحية، وحلت محل التنفس التلقائي الطبيعي العميق الذي بدأنا به حياتنا.

يتميز التنفس السطحي الجزئي بتشغيل الرئتين والشعب الرئوية فقط، فتنخفض كمية الهواء الداخلة للجسم إلى النصف، ويتعرض البطن لنقص الأكسجة، فتبدأ اضطرابات عصبية ونفسية وتشنجات مؤلمة، ويختل امتصاص الجهاز الهضمي للعناصر الغذائية، وشيئاً فشيئاً، تنخفض المناعة بشكل نلمسه في انفعالاتنا واضطراب أوزاننا ومشاكلنا الجنسية وغيرها.

لهذا تكثر النصائح بالعودة إلى التنفس الطبيعي، فهو الوظيفة الفيزيولوجية الوحيدة التي يمكننا تنشيطها بشكل إرادي واعٍ.

 

كيف نتعلم التنفس من البطن؟

في مرحلة التعلم، لا بد من التمدد للتمرن على التنفس من البطن، ثم القيام بالخطوات التالية بتركيز:

_ الشهيق العميق والبطيء بحيث يدخل الهواء إلى البطن ويؤدي إلى انتفاخه، وذلك دون تحريك الكتفين.

_ زفر الهواء ببطء، بحيث تلاحظ انخفاض بطنك.

_ القيام بذلك خمس مرات في الساعة أو ثلاثاً على الأقل، فبالتكرار ستتحرر عضلة الحجاب الحاجز التي تقود عملية التنفس، وحالما تستعيد مرونتها سيغدو التنفس من البطن تصرفاً آلياً.

_ تكرار العملية بمعدل 40 إلى 50 مرة يومياً، فهذا يزود الدم بالأوكسجين بمقدار ما يفعله المشي لعشرة كيلومترات.

 

ما الذي يحدث عند التنفس من البطن؟

إذا كنتَ في مرحلة التمرين على التنفس من البطن، قد ينتابك شعور غير مألوف ربما يسبب لك بعض الضيق، لكنها مجرد أعراض أولية تشبه ما تشعر به في الأيام الأولى من التمارين الرياضية التي تمارسها بعد طول انقطاع. إليك ما ستشعر به:

_ دوار بسيط ناتج عن زيادة كمية الأوكسجين التي قد تسرع نبضات القلب.

_ إجهاد خفيف في منطقة الصدر والبطن ناتج عن ضغط الهواء الداخل في هذا المجرى الحيوي.

_ الشعور باسترخاء عصبي، ما يعني تحقيق التناغم بين الدماغ والبطن عبر العصب المبهم.

 

فوائد سحرية للتنفس من البطن

يحصي الأطباء فوائد جمة غير متوقعة للتنفس من البطن، كما يروي العديد من المجربين كيف تحسن أداء أعضائهم وقويت مناعتهم بفضله. فما الفوائد التي ستلمسها إذا مارسته بكفاءة؟ هذه بعض الفوائد المثبتة:

_ تؤدي حركة البطن صعوداً ونزولاً أثناء التنفس إلى تدليك طبيعي للمرارة والكبد البنكرياس والطحال والأمعاء، فتتحسن وظائف الهضم والإطراح بشكل ملموس.

     _ يساعد التنفس من البطن وتدفق الأوكسجين إلى الدماغ عبر العصب المبهم بتنشيط الغدة النخامية أسفل الدماغ، فتفرز كمية أكبر من الأندروفين، وهو هرمون الراحة والسعادة الذي يعد حليفاً ممتازاً لمقاومة الضغط النفسي، علماً أن ثانية ونصف من الشهيق الإضافي كافية لزيادة إفراز الأندروفين.

_ زيادة الخلايا المناعية في الجسم بفضل الإفراز الإضافي لهرمون الأندروفين، لا سيما أنه يساعد على تحمل الألم والضغط، ما يفسر قدرة الرياضيين على الصمود في المباريات الطويلة.

_ تحسين حالات العديد من المصابين بالسرطان، وإيقاف تطور المرض، ما أثبتته تجارب الطبيب الأميركي جون سيسكيفيتش من جامعة كارولينا الشمالية، والذي درب 18 ألف مريض سرطان على التنفس من البطن، حيث تحسنت حالات أغلبهم ولم يصلوا إلى مرحلة الخضوع للعناية الفائقة.

 

أخبار قد تهمك:

لا مفر من الإجهاد العصبي... وهكذا تنتصر عليه

غازات البطن... أسبابها وعلاجها