الأغذية المعدلة جينياً... فوائد وأضرار

ميدار.نت - دبي 05 ديسمبر 2022
Cover

ميدار.نت - دبي
كثيراً ما نشاهد على عبوات المواد الغذائية عبارة (خالٍ من المواد المعدلة جينياً)، ويكون ذلك علامة على منتج أكثر أماناً للاستهلاك البشري، خاصة للمستهلكين المشككين الحريصين على تناول كل ما هو طبيعي. فما الذي يجعل الأغذية المعدلة جينياً مريبة؟ وهل من فوائد لها؟
متى ظهرت الأغذية المعدلة جينياً؟
سمح تطور الهندسة الوراثية خلال العقود القليلة الماضية بتعديل جينات بعض الأطعمة، أي التلاعب بتركيبة الحمض النووي لها، وصولاً إلى إكسابها خصائص غذائية جديدة، دون أن يعني ذلك زيادة قيمتها الصحية.
تم تسويق الأغذية المعدلة جينياً لأول مرة في الولايات المتحدة الأميركية عام 1994، من خلال طرح نوع من الطماطم خضع لتعديل وراثي، وذلك بعد سنوات من الأبحاث التي هدفت إلى تحسين الزراعة وطرقها عبر استخدام نباتات مقاومة للحشرات، ولا تتأثر بالمبيدات الكيماوية، وقابلة للنمو الجيد في ظل ظروف الزراعة الصعبة. حالياً تمتد الزراعات المعدلة جينياً في مساحة تتجاوز الـ50 مليون هكتار موزعة على عدة دول.
التأكد من سلامة الأغذية المعدلة جينياً
تتعامل الدول بحذر من الأغذية المعدلة جينياً، فهي في النهاية غير طبيعية، حيث تخضع الأغذية المستخرجة من النباتات المعدلة جينياً لاختبارات للتأكد من سلامتها، ويتم مقارنة الأعضاء المعدلة جينياً مع منتج طبيعي موجود مسبقاً لم يسبب أي عواقب صحية أو غذائية مضرة، كمقارنة الذرة المعدلة جينياً مع الذرة المزروعة بالطرق التقليدية.
تقوم الدراسات الأولية بتقييم كثافة المواد المغذية في هذه الأطعمة، كالبروتينات والدهون والسكريات والمعادن والأحماض الدهنية، إلى جانب كثافة العوامل السمية، ثم تتم المقارنة مع المنتجات التقليدية الآمنة، ويجري تقدير خطر الحساسية عبر عدد من المؤشرات الدالة على قدرة البروتين المسبب للحساسية، وفي حال أثبتت الدراسة عيوباً، لا يتم طرح الأغذية في الأسواق، ويقوم الباحثون أحياناً بإعادة التعديل الجيني لتلافي الأضرار، كما فعل اليابانيون حين أنتجوا أرزاً يحتوي على جين يكبح عمل أحد البروتينات المسببة للحساسية.
هل من قيمة صحية للأغذية المعدلة جينياً؟
يهدف التعديل الجيني أساساً إلى تطوير خصائص جديدة، وليس إلى زيادة القيمة الغذائية، إذ يتناول فقط الخصائص الزراعية لمقاومة الأمراض وعوامل الطبيعة، بالتالي تبقى القيمة الغذائية للنبات على حالها، وفي بعض الحالات، يتم إدخال المواد المعدلة جينياً بهدف تغيير التكوين الغذائي.
زيت الصويا على سبيل المثال، حساس للغاية للحرارة، ويتأكسد بسرعة لاحتوائه على الحوامض الدهنية غير المشبعة، في حين أن الزيت المدعم بحمض الأولييك الأحادي غير المشبع، والمستخرج من الصويا المعدل جينياً، هو أكثر قابلية للاستخدام في عملية الخبز والقلي. علاوة على ذلك، تم إنتاج نباتات مدعمة بالفيتامينات والبروتينات الضرورية للتوازن الغذائي، كالأرز الذهبي، الذي أُنتج بعد تعديل ثلاث جينات مسؤولة عن تركيب البيتاكاروتين الذي يتحول إلى فيتامين A، بالتالي صار ممكناً تجنب مرض فقدان النظر الناجم عن نقص فيتامين A، وهو نقص يصيب نحو 125 مليون طفل في العالم. في المحصلة، ما زالت الدراسات جارية على العديد من الأغذية المعدلة جينياً لمعرفة مدى فائدتها وعدم ضررها.
فوائد ومخاطر الأغذية المعدلة جينياً
توجد عشرات الأغذية المعدلة جينياً اليوم، منها الطماطم والشمام والصويا والشمندر والذرة والكانولا والفستق والبطاطا ودوار الشمس، كما يوجد أكثر من ثلاثين بلداً يعتمد على التعديل الجيني لمحصوله الزراعي، وما زال الأوروبيون حذرين إزاءها رغم اعتمادها من بعض الدول في القارة العجوز، فبينما يجري الترويج لفوائد هذه الأغذية في محاربة انتشار الأوبئة الزرعية وتحمل مبيدات الحشرات ومقاومة الجفاف، أشارت دراسات عدة إلى أن غبار الطلع الذي يخرج من الذرة المعدلة جينياً يقتل الكثير من الفراشات، ما يعني أنه لا يقتل الحشرات الضارة فقط بل النافعة أيضاً.
كما أجريت دراسات حول الهرمونات المضافة إلى الحليب البقري عند تعديله جينياً، وكانت النتائج أنها زادت خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
وأشارت بعض الأبحاث إلى أن الفيروسات قد تندمج مع الجينات المضافة إلى النباتات خلال التعديل الجيني، بالتالي تزداد هذه الفيروسات بعد أسابيع ويصاب المستهلكون بمخاطر عدة منها التهاب الكبد B .
وتعد هذه الأطعمة باهظة الثمن، ولا يستطيع مزارعو دول ما يسمى بالعالم الثالث شراء بذورها المكلفة.