هكذا يدمر الإغراق التجاري اقتصاد الدول المستوردة ويحطم المنافسين

Cover

ميدار. نت - دبي

يحدث الإغراق التجاري عندما تقوم شركة أو دولة بتصدير منتجاتها بسعر أقل من سعرها المحلي، ما يؤدي إلى تنافس مع البضائع المحلية في البلد المستورد.

يقود الإغراق التجاري في كثير من الأحيان إلى عواقب اقتصادية وخيمة في البلدان التي تغرق ببضائع دول أخرى، ومن هذه العواقب، تراجع الأسواق المحلية وازدياد البطالة.

 

كيف يحدث الإغراق التجاري؟

تمارس العديد من الشركات الإغراق التجاري من خلال تسهيل تدفق بضائعها إلى الدول الأخرى بأسعار أقل من أسعار البضائع المماثلة في البلد المستورد، وذلك بعد دراسة مستفيضة لواقع الأسعار في هذا البلد، على سبيل المثال، يباع مسحوق الغسيل في الصين بأقل من خُمس سعره في الولايات المتحدة الأميركية، لذا يمكن للشركة الصينية تصدير أطنان منه إلى الولايات المتحدة بسعر أعلى من سعره في الصين، بحيث يبقى أقل سعراً بالنسبة للأميركيين، فيقبلون على شرائه، بالتالي، لا تخسر الشركة المصدّرة أي أموال جراء السعر المنخفض.

 

أنواع الإغراق التجاري

يميز خبراء الاقتصاد بين أربعة أنواع الأنواع الأربعة للإغراق التجاري:

_ الإغراق المتقطع أو العارض، وفيه تتخلص الشركات من المخزونات الزائدة غير المباعة، حيث يتم اللجوء إلى تدمير الإمدادات الفائضة أو تصديرها إلى سوق خارجي.

_ الإغراق المفترس، وهو مناقض لسابقه، إذ يتضمن بيع البضائع في سوق أجنبي بسعر أقل من السوق المحلية، ويهدف بشكل مباشر إلى الوصول إلى السوق الخارجية والقضاء على المنافسة، ويخلق احتكارًا في السوق.

_ الإغراق المستمر، أي عندما تبيع دولة ما المنتجات بسعر أقل في السوق الأجنبية من الأسعار المحلية، ويحدث ذلك عندما يكون هناك طلب مستمر على المنتج في السوق الخارجية.

_ الإغراق العكسي، ويحدث عندما يكون الطلب على المنتج في السوق الأجنبية أقل مرونة. هذا يعني أن تغيرات الأسعار لا تؤثر على الطلب. لذلك، يمكن للشركة أن تفرض سعرًا أعلى في السوق الخارجية وسعرًا أقل في السوق المحلي.

 

هل هناك فوائد للإغراق التجاري؟

يرى الاقتصاديون أن الإغراق التجاري يمكّن المستهلكين في البلد المستورد من الوصول إلى السلع بأسعار معقولة، وبفضله، يتلقى المصدرون إعانات من حكومتهم لأنهم يبيعون المنتجات الوطنية بأسعار منخفضة في الخارج ما يسهم في الترويج لها. كما يمكّن الإغراق البلد المصدر من توليد فرص عمل وتعزيز قدرته الصناعية. بهذا يبدو أن مزايا الإغراق تعود بالفائدة على بلد المنشأ فحسب.

 

مساوئ الإغراق التجاري

للإغراق التجاري تأثير سلبي على اقتصاد الدول، يتمثل في:

_ تكلفته العالية بالنسبة لبلد المنشأ نفسه، إذ سيستغرق الأمر سنوات للتمكن من تصريف المنتجات في السوق الأجنبية والتغلب على المنافسين.

_ تدمير السوق المحلي للبلد المستورد، ما قد يؤدي إلى تسريح العمال وإغلاق الشركات.

 

إجراءات دولية للحد من الإغراق التجاري

تحارب منظمة التجارة العالمية الإغراق التجاري من خلال فرض ضرائب على الشركات المصدرة، شرط تقديم دليل كاف على حدوث الإغراق والتأثر السلبي للسوق المحلي به، إضافة إلى إثبات أن سعر الإغراق أقل بكثير من السعر المحلي للمصدّر. وفي حالة إدانة الشركة المغرِقة، يمكن لها الموافقة على البيع بسعر أدنى، وإلا يتم فرض رسوم على السلعة المستوردة.

 

أخبار قد تهمك:

مراحل دورة الاقتصاد وكيف تحمي نفسك من تقلباتها

على ماذا يدل الميزان التجاري للدولة وكيف تتم مواجهة العجز