مرض الشقيقة... أسباب متعددة والصداع النصفي واحد

ميدار.نت - دبي 26 ديسمبر 2022
Cover

ميدار.نت - دبي
تعد الشقيقة صداعاً نصفياً متناوباً في أحد شقي الرأس أو كليهما، تفصل بين موجاته فترات استقرار خالية من الأعراض، فيما تتزامن النوبات مع واحد أو أكثر من أعراض ألم الرأس والبطن والغثيان والإقياء. ويستعرض هذا المقال أسباب مرض الشقيقة وأنواعه وعلاجاته.


أسباب مرض الشقيقة أو الصداع النصفي
يجهل الأطباء حتى اليوم أسباب مرض الشقيقة، ويذهب بعضهم إلى الشك بالاستعداد الوراثي للإصابة بسبب عدم ثبات المحركة الوعائية المسؤولة عن ضبط ضغط الدم. رغم ذلك قد تلعب بعض العوامل دوراً في الإصابة، ومنها:
- الهرمونات: إذ تشير الدراسات إلى أن اختلال توازن هرمون السيروتونين المعروف باسم هرمون السعادة يؤدي إلى تغييرات كيماوية في الدماغ، تسبب بدورها نبضات متلاحقة مؤلمة، فيما يرجح العلماء أن يكون العصب الثلاثي التوائم، الواصل بين الوجه والدماغ، الحلقة الأضعف في هذه العملية، حيث يصاب بدوره باضطراب يؤدي إلى الصداع.
- الأطعمة المسببة للحساسية: وتختلف من شخص إلى آخر، ويتفاعل الجهاز المناعي مع هذه المحسسات التي غالباً ما تكون بروتينات غير مهضومة، بشكل يؤدي إلى الإصابة بأمراض أو أعراض متنوعة.
الأضواء الساطعة والأصوات العالية: والتي قد تؤدي إلى إرباك المصاب.


أعراض مرض الشقيقة أو الصداع النصفي
قد يشعر مريض الشقيقة بعلامات تسبق بدء الأعراض، كرؤية ضوء مبهر أو الشعور بحكة شديدة في مكان ما من الجسم، والاضطراب وتلعثم الكلام أحياناً، لتبدأ الأعراض التقليدية للشقيقة بعد دقائق من هذه العلامات، متمثلة في:
أوجاع نبضية في أحد جانبي الرأس أو كليهما.

- غثيان مترافق أحياناً مع إقياء.
نفور من الضوء والضجيج.
- يعاني بعض المصابون الأطفال بألم حاد في البطن يجعلهم يلازمون الفراش لساعات متواصلة وأحياناً لأيام.


أنواع مرض الشقيقة أو الصداع النصفي
ينقسم مرض الشقيقة إلى أنواع بحسب الأسباب المؤدية له، وهي:
- الشقيقة الغذائية: وتعود إلى أطعمة تناولها الشخص فأدت إلى صداع الشقيقة، ويتم الشعور بها عبر هرمون السيروتونين، الناقل العصبي الذي يصل إلى الدماغ، محفزاً أعصاباً معينة ما يؤدي للألم، وباقي أعراض الشقيقة.

- الشقيقة الناتجة عن القلق: وتحدث بسبب تغير الروتين لسبب أو لآخر، كعطلة نهاية الأسبوع، أو مناسبة مفاجئة، وتحصل خلال الليل غالباً، ويحفزها هرمون الأدرينالين.
- الشقيقة المصاحبة للدورة الشهرية: والتي تكون خاضعة للتغيرات الهرمونية المصاحبة للدورة الشهرية.
- الشقيقة المترافقة مع آلام عضلية: حيث تصيب هذه الآلام الكتفين والرأس بشكل يختلف تماماً عن الأوجاع النبضية المعتادة في نوبات الشقيقة، لكن دون ان يعني ذلك تراجع هذه الأوجاع، وأسوأ ما في هذا النوع أنه قد يدوم أياماً، تصل في بعض الحالات إلى 15 يوماً.
ويميل أكثر الأطباء إلى تصنيف الشقيقة إلى صنفين رئيسيين هما الشقيقة التقليدية التي تتميز بأعراض الوجع النبضي والغثيان، والشقيقة من النوع الرابع المصحوب بآلام عضلية.


علاج مرض الشقيقة
تكمن صعوبة العلاج في التعرف على نوع الشقيقة الذي يعانيه المريض، فهو ما سيحدد طبيعة العلاج، وبينما يجهل المريض النوع الذي يصيبه، فقد تنتاب الحيرة الطبيب نفسه في تحديد النوع.
ويعتمد تشخيص مرض الشقيقة على الفحص السريري وتحري القصة المرضية. وغالباً ما يلجأ الأطباء إلى اتباع الإجراءات التالية:
- في حالة الشقيقة الغذائية، يوصى بالابتعاد عن المأكولات التي تزيد إفراز السيروتونين كالشوكولا والكولا واللحوم المتبلة والسمك المدخن، ويصفون للمريض أدوية تقلل من إفراز السيروتونين.
- عند استخدام المرأة المصابة بالشقيقة حبوب مانع الحمل، تنصح باستخدام حبوب تضم مادة البروجسترون فقط، لأن الحبوب الأخرى تحتوي كلاً من البروجسترون والأستروجين، ويُعتقد أن الهرمون الأخير قد يفاقم أعراض الشقيقة، استناداً إلى ما يسببه من صداع خلال الدورة الشهرية.
- يتم علاج الشقيقة الأدرينالينية بتناول أدوية مضادة لإفراز الأدرينالين المفرط، حيث تسهم الأدوية في التأثير على غدتي الكظر المسؤولتين عن إفراز الهرمون.
- غالباً ما تتضمن الوصفة الدوائية مسكنات الألم كالباراسيتامول ومضادات الالتهاب، وتكون ذات تأثير خاص بنوبات الشقيقة دون غيرها.
- قد يصف الأطباء في بعض الحالات مضادات اكتئاب ثلاثية الدورة، تحدث تغييرات في كيمياء الدماغ بما يساعد على تحسين المزاج.