ميدار.نت - دبي

يشير قانون تناقص الغلة عموماً إلى فكرة أنه كلما زاد استخدامك لشيء ما، كلما قلت القيمة التي تحصل عليها منه، كأي نوع تحبه من الطعام، يتناقص شعورك باللذة كلما أكلت منه أكثر.

ماذا يعني تناقص الغلة في الاقتصاد؟

يعد قانون تناقص الغلة أحد مبادئ الاقتصاد التي توصل إليها الخبراء بعد تراكم التجارب، إذ لاحظوا أن أي نظام إنتاجي يزيد كمية أحد عناصره أو مدخلاته، مع ثبات باقي العناصر، يؤدي إلى تحسين الإنتاج بصورة مؤقتة في مرحلة تسمى "النتيجة المثلى"، ليبدأ بعدها تراجع المستوى، وتناقص العائدات، أو الغلة بمعنى آخر.

ما هي "النتيجة المثلى" التي تسبق تناقص الغلة؟

عند زيادة أحد مدخلات الإنتاج دون الاهتمام بالمدخلات الأخرى، تكون النتيجة إدراراً للمكاسب في البداية، فتتجسد النتيجة المثلى مؤقتاً، لكن تكون هناك نقطة في منحنى الإنتاج تبدأ عندها العائدات بالتناقص. وحتى إذا ظل حجم الإنتاج جيداً، فإن الكفاءة تتراجع، ويتجسد حينها تناقص الغلة.

مثال على قانون تناقص الغلة

لنتخيل متجراً مليئاً بالمتسوقين، مع عدد أقل من الموظفين. يشعر المتسوق بالضيق لعدم وجود عدد كاف من الموظفين لتلبية حاجاته، عندها يقوم المتجر بزيادة عدد موظفيه بأجور محددة. قد يحل ذلك المشكلة من ناحية عدم ترك الزبائن يتجولون وحيدين دون وجود من يساعدهم، لكن حجم مبيعات كل موظف يكون صغيراً في المحصلة النهائية، وقد يبدو أن ثمة عدداً فائضاً من الموظفين قياساً إلى حجم العمل. ويبدأ قانون تناقص الغلة بفرض نفسه في هذه المرحلة، فالناتج الكلي سيتزايد حتى نقطة معينة، ثم يبدأ هذا التزايد بالثبات عند حد معين، ومن ثم الانخفاض جراء عدم الاهتمام بوحدات الإنتاج الأخرى.

كيف تتم مواجهة تناقص الغلة؟

يشير خبراء الاقتصاد إلى أن اهتمام المنتج أو التاجر بزيادة عناصر إنتاجية محددة دون أخرى لا يجعل جميع العناصر تعمل بكفاءتها القصوى، فاستناداً إلى المثال السابق، عندما يلاحظ المنتج وجود عدد فائض من المندوبين أو الموظفين الذين لا يفعلون شيئاً ذا قيمة، يجب أن يقوم بتوسيع العمل ككل لتفعيل طاقات الجميع، كأن يفتتح فروعاً أو اختصاصات جديدة، أو جلب سلع جديدة، وإلا من الأفضل الاستغناء عن الموظفين الأقل كفاءة.

هل تحد التكنولوجيا من تناقص الغلة الزراعية؟

تاريخيًا، كان خبراء الاقتصاد قلقين من أن تناقص الغلة، سواء على الصعيد الزراعي أو الصناعي، سيؤدي إلى بؤس عالمي، إذ أشاروا إلى أن عدد السكان سيستمر في النمو بينما ستتقلص مساحة الأراضي الصالحة للزراعة. وهذا يعني أنه عند نقطة معينة ستصل جميع الأراضي الزراعية المتاحة إلى النتيجة المثلى، وسينتج كل شخص جديد كميات أقل وأقل من الغذاء لإطعام نفسه.

عند هذا الحد، انقسم الاقتصاديون في تقييم دور التكنولوجيا في الحد من تناقص الغلة في الزراعة، ففي حين رأى بعضهم أن التحسينات التقنية الزراعية ستؤدي جنبا إلى جنب مع العمال ورأس المال إلى زيادة الغلة، أشار بعضهم إلى أن زيادة الغلة ستواكبها دوماً زيادة سكانية، مؤكدين بالتالي أن الحل الوحيد هو اكتشاف أراض زراعية جديدة، ومن ثم تخديمها بشبكات الطرق ووسائل التكنولوجيا الفعالة.

أخبار قد تهمك:

كيف ربط الاقتصاد الأخضر بين التنمية والبيئة وما هي مبادئه الخمسة

كيف ظهر الاقتصاد الزراعي وما تأثيره في قطاعات التنمية المختلفة

شارك الخبر