كيف ظهر الاقتصاد الزراعي وما تأثيره في قطاعات التنمية المختلفة

ميدار.نت - دبي
الزراعة
الاقتصاد
خبراء الاقتصاد
09 أبريل 2023
Cover

ميدار.نت - دبي

يعرف الاقتصاد الزراعي بأنه علم دراسة استثمار الموارد الزراعية، بهدف تعزيز الإنتاج والاكتفاء الغذائي الذاتي للمجتمعات. وهو من أبرز المجالات المؤثرة في اقتصاديات التنمية، لا سيما في الدول التي تفتقر إلى الموارد، والتي يتعين على أغلب سكانها الاعتماد على الزراعة كمصدر دخل أساسي.

 

كيف ظهر علم الاقتصاد الزراعي؟

ظهرت الحاجة إلى دراسة الزراعة كعلم اقتصادي حديث في أواخر القرن التاسع عشر، استناداً إلى ما ثبت من دور الزراعة في إمداد فئات العمال المختلفة بالغذاء، وبالتالي تهيئة بنية تحتية غذائية تحتاجها قطاعات التنمية الأخرى. ويُعدّ الاقتصادي الأميركي هنري تايلور أهم مؤسسي الاقتصاد الزراعي كعلم يدرس في الجامعات، إذ بدأ تدريسه عام 1909 في ولاية ويسكونسن، ثم تحول في السنوات التالية إلى اختصاص متكامل يطال إدارة المزارع والتنمية والتسويق والتغذية واقتصادات الموارد والبيئة والتمويل والتسعير.

يرى خبراء الاقتصاد الزراعي أنه من الأفضل لأي بلد يسعى إلى تنمية اقتصاده إعطاء أولوية كبيرة للزراعة، كما أظهرت التجربة في البلدان النامية أنه يمكن جعل الزراعة أكثر إنتاجية من خلال الاستثمار المناسب في أنظمة الري والبحوث والأسمدة والمبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب، ما عزز بالتالي أهمية هذا العلم.

 

تخصصات الاقتصاد الزراعي

يعنى الاقتصاد الزراعي بدراسة التخصصات والمجالات التالية:

_ الغذاء واقتصاد المستهلك، ويتضمن هذا التخصص دراسة العلاقة بين الدخل والاستهلاك الغذائي، ومدى تأثير جودة المنتج الزراعي على تغيير السلوك الاستهلاكي. يفيد هذا التخصص في معرفة المعايير التي تتبعها الأسرة في شراء الطعام بناء على الدخل المتاح، وكيفية تسعير الأغذية بناء على ذلك، إضافة إلى تحديد خط الفقر.

_ اقتصاد الإنتاج وإدارة المزارع، ويعنى هذا التخصص بكيفية إدارة الأعمال الزراعية باستخدام التكنولوجيا في البلدان المتقدمة والنامية، ويفيد في تفسير تناقص العائدات، ومعرفة إمكانيات تحقيق الاكتفاء الغذائي للسكان في ظروف الفقر وشح المياه وغيرها من العوامل.

_ البيئة الزراعية والموارد الطبيعية، ويتناول هذا التخصص ابتكار الوسائل التي تساعد في التحكم بالظروف البيئية السيئة، وأدى على مدى عقود طويلة إلى وضع حلول لمشكلات تلوث الماء والتربة والآفات الزراعية وأمراض الحيوانات.

_ اقتصاديات التنمية، ويهتم بالنهوض بمستويات المعيشة في البلدان النامية، التي تحتل الزراعة فيها مكانة أساسية.

 

أهداف تدريس الاقتصاد الزراعي

كأي مجال حيوي، لعبت الزراعة دوراً أساسياً في بلوغ التطور الاقتصادي مراحل متقدمة في مختلف العصور وحتى اليوم، فبالنظر إلى تاريخ البلدان الأكثر تطوراً صناعياً وتجارياً، لا يمكن فصل الزراعة عن العوامل التي ساقت إلى هذا التطور، خصوصاً من ناحية تأمين الغذاء للعمال غير الزراعيين، والذين استطاعوا الارتقاء بجوانب التنمية الأخرى، وهو ما يحاول الاقتصاد الزراعي تحقيقه على المدى البعيد، ومن ثم يمكن إيجاز أهدافه بما يلي:

_ تعزيز قدرة الموارد البشرية العاملة في مجال الزراعة على مواجهة جميع التحديات التي تعيق العمل، لا سيما في ظل الاحتباس الحراري والتغيرات البيئية المصاحبة له.

_ المساهمة في التنمية الزراعية المستدامة.

_ الاستفادة من فهم أنماط الاستهلاك البشري المتغيرة، وتجيير القطاع الزراعي لمواكبتها.

_ إجراء بحوث علمية زراعية مفيدة على المدى البعيد ومجدية اقتصادياً، لا سيما في مجالات التسويق الزراعي ومكافحة الآفات وتعزيز الربح الناتج من الزراعة.

_ تحقيق الأمن الغذائي.

_ إعداد خبراء للقيام بمهمات التأهيل المستدام فيما يخص الأعمال الزراعية.

 

أخبار قد تهمك:

دور البنية التحتية الاقتصادية في تنمية الزراعة وجذب الاستثمارات

الفاو: تراجع أسعار الغذائيات... وهذه توقعات إنتاج القمح العالمي