ميدار. نت - دبي

الكبت النفسي آلية دفاعية، يستخدمها الإنسان لاستبعاد الذكريات المؤلمة، ووسيلة للهرب من المشاعر السلبية الناتجة عن دوافع عدوانية أو جنسية أو صدمات نفسية، أو انصياعاً إلى خلفية تربوية قاسية، وإبقائها في عمق الذات، ما يؤدي إلى الإصابة بالقلق والشد العصبي.

كيف يحدث الكبت النفسي؟

نصت نظرية التحليل النفسي التي وضعها العالم النمساوي فرويد على أن الكبت النفسي هو نقل المشاعر والذكريات المؤلمة من دائرة الشعور إلى اللاشعور، ومن الوعي إلى اللاوعي، فمن خلال الكبت النفسي يمنع الشخص نفسه من استحضار الذكريات والأفكار السلبية إلى دائرة الوعي، في حين تعمل دائرة اللاوعي بتغذية الأفكار غير المقبولة، وتفرض الأنا العليا القوانين الأخلاقية على السلوك، ما يخلق منافسة بين اللاوعي والأنا العليا، فيدفع هذا الشخص إلى الشعور بالقلق والخوف والاضطراب النفسي.

أسباب الكبت النفسي

تختلف أسباب الكبت النفسي بين نفسية واجتماعية، نذكر أهمها:

_أفكار تربوية قاسية، تُزرع في عقل الإنسان منذ الصغر، فتسيطر على تفاصيل حياته، كإقناعه بأن البكاء للضعفاء، فينشأ الطفل في بيئة غير متوازنة مشبعاً بأفكار تقمع حرية التعبير، والخوف من الخطأ، ما يؤثر سلباً على شخصيته ومستقبله.

_تفخيم الصورة المجتمعية، والمبالغة بالاعتداد بالنفس وحب الذات، ما يعرض الشخص للإصابة بالكبت النفسي الناتج عن الخوف من التعبير عن مكنوناته، والسعي نحو الكمال، والتمسك بالمعايير المجتمعية والصورة المثالية الخالية من العفوية والبساطة.

_التقليل من شأن المشاعر والمكنونات الإنسانية، والاهتمام بالعمل والأمور المادية، والتجاهل المؤذي للأحاسيس والتعبير عن المشاعر.

_التجارب السلبية والصدمات التي تدفع الإنسان إلى الكبت خوفاً من تكرار المشاعر المزعجة، وانعدام الثقة بالآخرين.

أعراض الكبت النفسي

أكد فرويد خطورة الكبت النفسي وكظم الرغبات، إذ تنتج عنه أعراض خطيرة قد تؤدي إلى الامراض العقلية والنفسية والهستيريا، ومن أهم الاعراض:

_القلق الاجتماعي.

_تجنب مواجهة الآخرين، بسبب الإحساس بالذنب او الخوف من خسارتهم.

_الخوف من البعد والهجر.

_الغضب بسبب أمور تافهة.

_الانغلاق على النفس، وعدم السماح للآخرين باختراق الخصوصيات.

_عدم الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية.

_الشعور بالحرج من الحزن أو البكاء، أو التعبير عن المشاعر.

_أمراض جسدية مزمنة، كمرض السكري، وارتفاع ضغط الدم.

_إدمان السلوكيات القهرية، كالتسوق والتدخين والمخدرات والكحول.

علاج الكبت النفسي

يعتبر الكبت النفسي مهماً في رحلة علاج الأمراض النفسية والاضطرابات العقلية، حيث يستعان به لفهم كيفية حدوث المشاكل النفسية، ويساعد المعالجين في التحليل العميق لشخصية المريض وأفكاره وسلوكه، حتى يصبح على علم بكل ما هو مكبوت في داخله، ما يسمح له بمواجهة الصراع الذي بداخله حتى يختفي المرض. يستخدم الأطباء النفسيون أيضاً التنويم المغناطيسي لمساعدة المريض على تذكر حوادث معينة، كالاعتداء الجنسي.

أخبار قد تهمك:

التربية السلبية.. 8 أساليب تفسد حياة الطفل بدل تصويبها

ما هو التنويم المغناطيسي وهل يعالج الأمراض النفسية فعلا

شارك الخبر