ما أنواع البطالة وكيف تهدد التكنولوجيا فرص العمل

Cover

ميدار.نت - دبي

لا تعرف البطالة بأنها مجرد عدم الحصول على عمل، بل تتعدد أنواعها بحسب الشرائح العمرية والقدرة على العمل، كما تتنوع آثارها السلبية على الأفراد والاقتصاد ككل. فما هي أنواع البطالة وأسبابها؟ وكيف يقيس خبراء الاقتصاد معدلها؟

 

أنواع البطالة

 يُقصد بالبطالة عموماً انعدام قدرة الأشخاص على الحصول على عمل، رغم قدرتهم وبحثهم عنه، وبتعدد حالات البحث عن عمل، تنقسم البطالة إلى الأنواع التالية:

_ بطالة الأشخاص الذين تم تسريحهم مؤقتاً، وينتظرون إعادتهم إلى وظائفهم، وهي حالة انتشرت بشكل خاص خلال الأزمة الاقتصادية العالمية الناتجة عن وباء كوفيد 19.

_ بطالة العمال المحبطين، وهم القادرون عن العمل ممن بحثوا طويلاً عن فرصة مناسبة، ثم تخلوا عن البحث بسبب الإحباط.

_ البطالة الهيكلية، والتي تعد أخطر أنواع البطالة بسبب تهديدها المتواصل لفرص العمل في أنحاء العالم، وتنتج عن الاستعاضة بالتكنولوجيا عن الأفراد في أداء المهام، فتؤدي إلى فقدانهم أعمالهم، وتعتبر الهاجس الأبرز لدى العاملين في أنحاء العالم، لا سيما من تجاوزوا الـ 55 عاماً.

وفقاً لما سبق، لا تتضمن أنواع البطالة أولئك القادرين عن العمل لكنهم تركوا وظائفهم طوعاً لأسباب مرضية أو لعدم الحاجة إليها، أو بسبب التقاعد، كما يستثني الأمر المجندين ونزلاء مشافي الصحة العقلية والسجناء.

 

أنواع البطالة... لماذا تحدث؟

تنتشر أنواع البطالة سابقة الذكر للأسباب التالية:

_ تباطؤ الاقتصاد الوطني، وهو السبب الأكثر شيوعاً تاريخياً، حيث تضطر الشركات إلى خفض التكاليف عن طريق تقليل الرواتب، ثم الاستغناء عن أعداد من الموظفين.

_ الحروب والأوبئة التي تجعل الشركات تتجه أيضاً إلى تقليل التكاليف منعاً لانهيارات اقتصادية متوقعة.

_ دخول التكنولوجيا بما فيها الأتمتة ووسائل الاتصال المختلفة سوق العمل بقوة، ما جعل الشركات ترى جدوى اقتصادية أكبر عند الاستغناء عن بعض الموظفين والاعتماد على الآلات.

 

أنواع البطالة... كيف تقاس معدلاتها؟

على اختلاف أنواع البطالة، تقاس معدلاتها بحساب النسبة المئوية لإجمالي القوى القادرة على العمل، والعاطلة عنه. يجري خبراء الاقتصاد في العديد من الدول مسوحاً أسرية شهرية بهذا الخصوص، ويتم تقسيم الأرقام بحسب الجنس والطبقة الاجتماعية والمنطقة.

 

كيف تضر أنواع البطالة بالاقتصاد؟

تتسبب أنواع البطالة المختلفة بآثار سلبية مدمرة للأفراد، مالياً ونفسياً، إذ تؤدي البطالة طويلة الأجل إلى عدم الاستقرار المالي أو الفقر، وربما إلى مشاكل صحية جسدية وعقلية. أما على المستوى الوطني، فتكون البطالة شديدة الضرر عندما تزيد نسبتها عن 5٪ أو 6٪، حيث يعبر ذلك عن فقدان الاقتصاد أحد محركات النمو الرئيسية، ألا وهو الإنفاق الاستهلاكي، حيث لا توجد وفرة مالية تساعد الناس على الإنفاق، ما يقلل بدوره من عائدات أعمال الشركات المنتجة، التي تضطر بدورها إلى تقليل الرواتب والاستغناء عن عمال، لتبدأ دوامة اقتصادية هبوطية.

 

كيفية علاج أنواع البطالة المختلفة

يوصي خبراء الاقتصاد بالعديد من الحلول العلاجية لأنواع البطالة، منها ما يعتمد على الأفراد، ومنها ما تتكفل به الحكومات، وأهم هذه الحلول التي أثبتت جدواها:

_ حرص الفرد على تثقيف نفسه وصقل مهاراته العامة وخبراته، لا سيما في الاستخدامات التكنولوجية، وكل ما يمكن أن يطور سيرته الذاتية.

_ معرفة الطرق الأفضل للبحث عن عمل، من خلال العلاقات العامة والمواقع الالكترونية والإعلانات ذات الصلة.

_ تطوير المناهج التعليمية باستمرار لمواكبة مستجدات سوق العمل ومتطلباتها المتغيرة، وإيلاء اهتمام أكبر للاختصاصات العملية القائمة على الابتكار وإيجاد الحلول، فخريجو هذه الاختصاصات قادرون أكثر على إنشاء مشاريعهم الفردية الخاصة.

_ التوسع العمراني الذي ينطوي على كم كبير من فرص العمل.

_ إنشاء صناديق لدعم المشاريع الصغيرة.

_ منح الدعم للعاطلين عن العمل، من خلال نظام معونة البطالة، وغير ذلك من مزايا الضمان الاجتماعي.

_ التوسع في برامج التدريب المهني المختلفة في المجالات التي تعاني نقصاً في العمالة.

_ تسهيل تقديم القروض الصغيرة والمتوسطة لدعم الراغبين بإحداث مشاريع فردية.

 

أخبار قد تهمك:

التضخم الاقتصادي كيف يؤثر على المستهلكين والشركات

الكساد الاقتصادي أسبابه وكيف يمكن الوقاية منه