كيف ربط الاقتصاد الأخضر بين التنمية والبيئة وما هي مبادئه الخمسة

Cover

ميدار.نت – دبي

ظهرت الحاجة إلى ما يسمى بالاقتصاد الأخضر انطلاقاً من ضرورة ربط الاقتصاد والبيئة، فهو بالتالي يعبر عن مفهوم يصحح النظر إلى الاقتصاد، ويعترف بأن تحسين البيئة شرط لا بد منه لاقتصاد صحي مستدام، يوائم بين متطلبات التنمية والربح وبين الحفاظ على البيئة كمورد طبيعي أساسي لا غنى عنه.

بهذا المفهوم للاقتصاد الأخضر، بات العالم أكثر إدراكاً لعدم منطقية الاختيار بين البطالة والتلوث على سبيل المثال، فالمجتمعات تحتاج إلى الاقتصاد والبيئة السليمة معاً.

 

أسباب ظهور الاقتصاد الأخضر

في ظل التركيز على الصناعات الثقيلة وسريعة الربح، أصيبت البيئة بتدمير تدريجي راح يتمثل في خسارات مكلفة على صعيد الطبيعة والزراعة والمياه، ما حدا بالعديد من خبراء الاقتصاد والبيئة إلى التحذير من تغير المناخ وندرة الموارد، والفقدان الهائل للتنوع البيولوجي، وصولاً إلى ربط الاقتصاد المستدام بالبيئة، ودفع العالم إلى الإقرار بأن تغير المناخ والتدهور البيئي يهددان ازدهار البشرية.

وبينما نشأ الاقتصاد الأخضر من دوافع بيئية محضة، إلا أن دوافعه تطورت إلى الطموح نحو فتح المجال أمام نمو ووظائف لا حصر لها.

 

مبادئ الاقتصاد الأخضر

تمت صياغة مصطلح الاقتصاد الأخضر لأول مرة في تقرير اقتصادي بيئي لمسؤولين حكوميين بريطانيين عام 1989، تحت عنوان "خطة عمل لاقتصاد أخضر، تبعته خطة عمل خضعت لصياغات عديدة على مدى عقود، وأرست اقتصاداً يقوم على مبادئ خمسة رئيسية:

_ مبدأ الرفاه، إذ يهدف الاقتصاد الأخضر تحقيق رخاء وازدهار البشرية، بالتركيز على مراكمة الثروات التي لا تتمثل بالمال فحسب، بل تشمل رؤوس الأموال البشرية والاجتماعية والمادية والطبيعية.

_ مبدأ العدالة، والذي من خلاله تتحقق المساواة داخل المجتمعات دون تمييز، فالجميع يشارك في صنع القرار والفوائد والتكاليف بشكل عادل يمنع تشكيل نخب، ويدعم بشكل خاص تمكين المرأة.

_ مبدأ الحدود البيئية، ويعني الاهتمام بالطبيعة واستثمارها وتغذيتها، مع الأخذ بالاعتبار القيم الوظيفية التي توفر السلع والخدمات، والقيم الثقافية والبيئية التي تحول دون خرق حدود الطبيعة.

_ مبدأ الكفاءة والكفاية، أي أن الاقتصاد الأخضر موجه لدعم الاستهلاك والإنتاج المستدامين، من خلال خفض الكربون وحماية الموارد وتقليل ما يسمى بقمم الاستهلاك، ويتبنى نماذج جديدة للتنمية الاقتصادية بهدف خلق ازدهار شامل.

_ مبدأ الحكم الرشيد، الذي يعني الاعتماد على مؤسسات متكاملة كفؤة خاضعة للمساءلة، متعددة التخصصات، تنشر العلوم والاقتصاد السليمين بعيداً عن الأولويات الربحية.

 

فوائد الاقتصاد الأخضر

يعطي الاقتصاد الأخضر الأولوية للاستثمار والوصول إلى النظم الطبيعية المستدامة والبنية التحتية والمعرفة والتعليم اللازم لجميع الناس بهدف الازدهار. ورغم أن المسار ما زال طويلاً قبل تحقيق أهداف الاقتصاد الأخضر، إلا أنه يمكن لمس العديد مما حققه من فوائد في بعض الدول، تمثلت في:

_ توفير فرص عمل لائقة تتعلق بالبيئة، وتقوم على مبدأ العمل الجماعي.

_ تعزيز التوزيع العادل للفرص وتقليل التفاوت بين الناس، مع توفير مساحة كافية للحياة البرية والبرية.

_ زيادة التثقيف بوسائل تحقيق الثروة ومعالجة الفقر والظلم.

_ إرساء ثقافة التضامن والعدالة الاجتماعية ودعم حقوق الإنسان والعمال خصوصاً، والشعوب الأصلية والأقليات، والحق في التنمية المستدامة.

_ تمكين المشروعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، والمؤسسات الاجتماعية، وسبل العيش المستدامة.

_ حماية وتنمية واستعادة التنوع البيولوجي والتربة والمياه والهواء والأنظمة الطبيعية.

_ مواءمة الأسعار والإعانات والحوافز مع التكاليف الحقيقية التي يتكبدها المجتمع.

_ استخدام أكثر كفاءة للطاقة المتجددة، كطاقة الشمس والرياح والماء.

_ التصنيع الأكثر اخضرارًا والذي يتميز بالكفاءة في استخدام الموارد ولا يستخدم الكيماويات السامة.

 

أخبار قد تهمك:

بحثاً عن المياه والزراعة.. مجموعة من البشر تؤسس موطناً جديداً

19 دولة عربية تشكو ندرة الماء.. فكيف تنجو الزراعة؟