ميدار. نت - دبي
تعد شفة الأرنب من أشهر العيوب الخلقية في العالم، وتؤثر على شكل الشخص وبعض وظائفه الحيوية، وقد تترافق مع شق في سقف الحنك. وفي حين كان الطفل المصاب بهذا التشوه مضطراً للتعايش معه طوال حياته، أتاح التطور الطبي وعمليات التجميل إصلاح هذا المظهر وتحسينه.
سنتعرف في هذا المقال على الأسباب المؤدية لحدوث شفة الأرنب، والأعراض، وكيفية العلاج.
تمثل شفة الأرنب انفصالاً في الشفاه العلوية، يجعلها تبدو منقسمة لنصفين، ويمتد الانفصال على شكل فجوة تتصل باللثة العليا أو الأنف، ويطلق عليها هذا الاسم لتشابهها مع شفة حيوان الأرنب المشقوقة. أما الحنك المشقوق، فهو انشقاق في سقف الحلق، الفاصل بين تجويف الفم والأنف.
وتصل نسبة الإصابة بتشوه شفة الأرنب إلى حالة كل ٧٥٠ ولادة، وتصيب الذكور أكثر من الإناث بمقدار الضعف.
لتشوه شفة الأرنب والحنك المشقوق عدة أنواع، هي:
_ انشقاق في الشفة العليا في جهة واحدة، أو في كلتا الجهتين.
_ امتداد الشق من أعلى الشفة إلى اللثة وأعلى الحنك، وقد يصل لأسفل الأنف ليصبح تجويف الأنف والفم مفتوحين على بعضهما.
_ انشقاق سقف الحنك دون عيوب خلقية ظاهرة.
_ شق في الجهة الخلفية المبطنة لتجويف الفم الداخلي.
ينجم تشوه شفة الأرنب والحنك المشقوق عن فشل اندماج في أنسجة الوجه المركزية بشكل جزئي أو كلي، ويرجع العلماء السبب لمشكلة وراثية، أو لعوامل حدثت أثناء الحمل، منها:
_ تعاطي الحامل الكحول، أو المخدرات، أو أنواعا معينة من الأدوية، كالمخصصة للصرع أو الاكتئاب، وبعض أمراض القلب، ومستحضرات علاج حب الشباب الحاوية على الكورتيزونات.
_ إصابة الحامل بسكري الدم، أو الحصبة الألمانية خلال الحمل.
_ إصابة الأم بالبدانة المفرطة.
_ سوء التغذية أثناء الحمل، حيث تنقص بعض العناصر الغذائية المهمة، وخاصة حمض الفوليك الضروري لبناء والتحام شفة الجنين في الأسابيع الأولى.
يعاني الطفل المولود بتشوه شفة الأرنب، سواء ترافقت مع الحنك المشقوق أم لا، من مشاكل عديدة، تشمل:
_ صعوبة في الرضاعة الطبيعية، وتناول الأطعمة في سن أكبر.
_ مشاكل في نمو الأسنان، مع احتمالية كبيرة في انحرافها، وتسوسها، وتراكم الجير عليها.
_ أكثر عرضة للعدوى والتهابات الأذن والأنف المتكررة.
_ تأخر في السمع، نتيجة انسداد الأذن بالشمع بسبب التهابها الدائم.
_ صعوبة في نطق الأحرف، بالإضافة للإصابة باللثغة الأنفية عند الكبر.
يتم تشخيص تشوه شفة الأرنب عادة من خلال الفحص بالأمواج فوق الصوتية خلال النصف الثاني من الحمل، أما الحنك المشقوق فقد يتأخر تشخيصه لما بعد الولادة، وخاصة إذا كان في الجزء الداخلي من الحلق.
وتجرى عملية تجميل شفة الأرنب تحت التخدير الكامل عند اكتمال الشهر الثالث بعد الولادة، وقد تتم قبل ذلك بحسب الحالة، حيث يتم بناء الشفة وترميم الجزء الناقص من خلال الغرز. وبالنسبة لعملية الحنك المشقوق يمكن أن تجرى بين الشهر السادس من عمر الرضيع إلى الشهر الثامن عشر. وبعد اكتمال نمو الهيكل العظمي للطفل تجرى عملية تجميلية أخرى للأنف والشفة.
ولا بد من المتابعة الدائمة مع طبيب الأنف والأذن والحنجرة لعلاج التهابات الأذن ومشاكل السمع، وطبيب الأسنان لإصلاح انحراف نمو الأسنان وتسوسها، وأخصائي النطق لتعليم الطفل مخارج الحروف الصحيحة، وتصويب اللثغة الأنفية الموجودة لدى معظم الأطفال الذين عانوا من شفة الأرنب والحنك المشقوق.
أخبار قد تهمك: