ميدار.نت - دبي

يتمثل الهوس الاكتئابي أو اضطراب ثنائي القطب، بحدوث تقلبات حادة في المزاج والتركيز ومستوى الطاقة لدى المريض، ما يمنعه من ممارسة الأنشطة اليومية بفعالية، إذ يتأرجح الفرد بين نوبات الاكتئاب والهوس، أي ينتقل بشكل دوري بين شعور بالحزن والإحباط واللامبالاة، إلى شعور بالنشاط المفرط والانفعال والسعادة.

أنواع الهوس الاكتئابي

يصنف علماء النفس الهوس الاكتئابي في عدة أنوع، وتشمل:

_ الهوس من النوع الأول، حيث يمر المريض بنوبات اكتئاب حادة قد تستدعي دخوله المستشفى، وتستمر كل نوبة من ٧ – ١٤ يوما، ويتصرف المريض خلالها بطريقة تختلف تماما عن سلوكه الطبيعي.

_ الهوس من النوع الثاني، ويتمثل في دخول المريض بنوبات من الاكتئاب الممزوج بنوبات هوس خفيفة.

_ الهوس غير المحدد، ويعاني المريض فيه من تقلبات مزاجية تختلف كلياً عن تصرفاته الطبيعية، ولكنها لا تصنف ضمن المعايير التشخيصية للنوع الأول أو الثاني.

_ الهوس دورويّ المزاج، وهو الأقل حدة، حيث يمر المريض بحالة اكتئاب خفيف ممزوج بنوبات من الهوس لمدة لا تتجاوز العامين.

_ الهوس سريع الدوران، وهو شائع لدى من يتم تشخيصهم بالمرض في سن المراهقة، وعند النساء بنسبة أكبر، إذ يصاب المريض بأربع نوبات أو أكثر من الاكتئاب الحاد والهوس الخفيف في عام واحد.

ما هي أسباب الهوس الاكتئابي؟

لم يعرف السبب الرئيسي للإصابة باضطراب الهوس الاكتئابي، ولكن تلعب عدة عوامل دورا في حدوثه، ومن أبرزها:

_ العامل الوراثي، حيث يرتفع احتمال الإصابة في حال تشخيص المرض لدى أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى.

_ العامل الوظيفي، إذ تختلف معدلات النواقل العصبية الطبيعية في الدماغ لدى المصاب بالهوس الاكتئابي.

_ العامل الاجتماعي، كالتعرض لتجربة قاسية في الطفولة ما شكل صدمة، كوفاة أحد المقربين، أو انفصال الوالدين.

_ العامل البيئي، والذي تلعب فيه بعض المحفزات دورا في الإصابة، كاضطرابات النوم، وسماع الموسيقى الصاخبة باستمرار، والتعرض لإصابة جسدية عنيفة.

_ إدمان الكحول، أو المخدرات، أو بعض الأدوية.

أعراض ومضاعفات الهوس الاكتئابي

تنتاب مريض الهوس الاكتئابي أعراضا تتراوح بين نوبات الهوس، ونوبات الاكتئاب، على الشكل التالي:

_ أعراض نوبات الهوس، حيث ترتفع طاقة الفرد، فيشعر بعدم الحاجة إلى النوم لفترات طويلة، مع الإحساس بالنشوة والسعادة والاندفاع فيمارس أنشطة قد تكون خطيرة، وتنخفض شهيته للطعام، ويتحدث بسرعة عن أفكاره المختلفة والمتتالية، وينتابه جنون العظمة وأهميته الكبيرة في محيطه.

_ أعراض نوبات الاكتئاب، إذ يفقد الشغف والاهتمام بكل شيء، فيتجنب أفراد أسرته وأصدقائه، ويصبح حزينا ومتعبا وقليل الكلام، ويقبل على الطعام بشراهة، وتنخفض قوة تركيزه، ويصاب بفرط النوم أو قلّته.

وينتج عن تفاقم اضطراب الهوس الاكتئابي مضاعفات خطيرة، كالإدمان على الكحول والمخدرات، والمشاكل الأسرية والاجتماعية والاقتصادية، والفشل الدراسي والمهني، والميل إلى العزلة، والأفكار الانتحارية.

علاج الهوس الاكتئابي

يعتبر علاج مريض الهوس الاكتئابي علاجا طويل الأمد، ويختلف حسب نوعه وشدة النوبات والفترات الفاصلة بينها، ويتم بإحدى أو بعض الطرق التالية:

_ العلاج النفسي، حيث يخضع المريض لجلسات عديدة من العلاج السلوكي المعرفي، والذي يقوم على تحديد السلوكيات والمعتقدات السلبية، واستبدالها بأخرى صحية وإيجابية، وتعلم أساليب فعالة للتكيف مع المواقف المزعجة، وإدارة التوتر، بالإضافة للانضمام لمجموعات الدعم النفسي، والدعم الأسري.

_ العلاج الدوائي، إذ يصف الطبيب الأدوية بحذر، نظرا لآثارها الجانبية الشديدة، ولذلك يوصى بالمتابعة الدورية مع الطبيب والمعالج النفسي، ومن هذه الأدوية، مضادات القلق والاكتئاب، ومضادات نوبات الصرع، ومثبتات المزاج.

_ الصدمات الكهربائية، وتخصص للمرضى الذين يعانون من نوبات اكتئابية حادة، والمترافقة مع أفكار انتحارية، حيث يمرر تيار كهربائي بشدة مسيطر عليها عبر دماغ المريض.

_ العلاج بالمشفى، إذ يدخل المريض للمستشفى عند معاناته من نوبات شديدة، تجعله منفصلا تماما عن واقعه، أو في حال محاولته الانتحار، إذ يحقق العلاج النفسي في المشفى بيئة آمنة وهادئة ومستقرة.

أخبار قد تهمك:

هل مجموعات الدعم النفسي مفيدة وكيف تجد أفضلها

السلوك الانتحاري.. 6 أعراض قد تساعد على منع المأساة