أسباب سلوك الطفل العنيد وكيفية التعامل معه

Cover

ميدار.نت - دبي

يعتبر العناد من اضطرابات السلوك الشائعة لدى الأطفال، وقد يكون سلوك الطفل العنيدمرحلة عابرة، أو سمة من سمات شخصية الطفل، ويتميز الطفل العنيد بشكل عام بالذكاء والإبداع، ويجب على الوالدين عدم التذمر من شخصية طفلهما العنيد، بل إيجاد الحلول والطريقة المناسبة للتعامل معه.

 

أشكال سلوك الطفل العنيد

عادة لا يكون الطفل عنيدا في عمر مبكر، لأنه يعتمد على والديه في توفير احتياجاته فيصبح منقادا لهما نسبيا، وفي السنة الثالثة من عمره يبدأ في تكوين شخصيته المستقلة، وتصبح له رغبات خاصة، فيبدأ بالتصرف بعناد، ولا يستمع لرغبات والديه، ويرفض أي محاولة لتصحيح سلوكه، وعندما يصل  الطفل العنيد لمرحلة المراهقة يصبح العناد أقوى كتعبير عن الانفصال عن الوالدين.

وهناك أشكال عدة لسلوك الطفل العنيد ، منها ما هو إيجابي كعناد الإرادة والتصميم، مثل أن يكون مصرا على تكرار محاولاته لفعل شيء فشل فيه حتى ينجح، كإصلاح لعبة أو إتقان رسمة ما، وهنا يجب أن يشجع الطفل حتى لا ييئس مهما بلغ عدد المحاولات.

في المقابل، ثمة أشكال سلبية للعناد، كأن نرى الطفل مصمما على تنفيذ رغباته حتى لو تسببت له بالضرر، مثل أن يرفض الاستحمام أو تناول الطعام أو النوم مبكرا، فالطفل العنيد هنا يريد فقط أن يقاوم رغبة والدته بدون وعي أو إدراك لمصلحته.

ومن أشكال العناد أيضا ما يكون سببه فيزيولوجياً، كإصابات الدماغ في حالات التخلف العقلي، أو اضطراب سلوكي حيث يكون الطفل عنيدا بطبعه، يرى في معارضة من حوله إرضاء لنفسه وهنا لابد من استشارة المختصين في علاج السلوك.

 

ما أسباب سلوك الطفل العنيد؟

يلجأ الطفل عموماً إلى إثبات ذاته وزيادة ثقته بنفسه، لكن بعض المواقف والأسباب هي ما يجعله طفلاً عنيداً غالباً، ومن هذه الأسباب:

_ تدخل الوالدين المبالغ فيه في شؤون الطفل،  ومحاولة منعه من ممارسات يرغب في فعلها بأسلوب جاف قاس، حيث أن الطفل يفضل اللهجة المرنة اللطيفة.

_ محاولة الطفل التشبه بالكبار،  لتقليد والديه عندما يصران عليه لتنفيذ الأوامر دون إقناعه بالأسباب.

_ اكتشاف الذات، حيث أن الطفل في مراحل نموه يبدأ باكتشاف نفسه وقدراته، فيتصرف بعناد مبالغ فيه لتخبطه في معالجة المواقف التي تواجهه، ومع الخبرة ومرور الوقت سيتعلم أن العناد ليس حلا مناسبا للمشاكل.

_ أسلوب القمع من قبل الوالدين، وإرغام الطفل على تنفيذ أوامر بعيدة عن الواقع، مثل أن يلبس الطفل لباسا غير مناسب للعب مع أصدقائه فيتعرض للسخرية، أو وضع طعام لا يناسب المدرسة فيتعرض للتأنيب من المدرس، فيصبح الطفل عنيدا كأسلوب لرفض أوامر والديه.

_ إهمال الوالدين للطفل بسبب اهتمام أكبر بأحد إخوته ، فيلجأ الطفل للعناد كتعبير عن غضبه وللفت نظر والديه.

 

كيفية التعامل مع سلوك الطفل العنيد

يجب أن يتصرف والدا الطفل العنيد بوعيٍ كافٍ لحل هذه المشكلة عند طفلهما، ما يتطلب الصبر وعدم الاستسلام، ويرى مختصو السلوك والتربية أن لكل مرحلة من عمر الطفل العنيد أسلوب تعامل مختلف، كما يلي:

_  الطفل العنيد في مرحلة الطفولة المبكرة: حيث يجب على الوالدين تجنب قول كلمة (لا) كثيرا، واختيار الموقف المناسب للرفض، وعدم الاستسلام لصراخ الطفل الذي سيثبت على هذا الموقف في حال ضعف والديه تجاه صراخه.

_ الطفل العنيد من عمر خمس لثماني سنوت: على الوالدين إمضاء وقتا أطول مع الطفل لإشعاره  بالاهتمام والحب، وتشجيع الطفل على ممارسة هوايات محببة كالرسم والتلوين والقراءة، والاستماع لمشاكل الطفل و إظهار الاهتمام بالتفاصيل، وضرورة إظهار الحزم عند توجيه الطفل للسلوك الصائب.

_ الطفل العنيد من عمر ثمان لإحدى عشرة سنة: يجب توعية الطفل في هذا العمر للتفريق بين الصواب والخطأ، وعدم مقارنة الطفل بأطفال آخرين حتى لا يفقد الثقة بنفسه، ومشاركة الطفل في أفكاره وآرائه لتعزيز الثقة برأيه.

_ الطفل العنيد في فترة المراهقة: يجب اتباع الحزم والعقاب في حال أخطا الطفل، من خلال حرمانه من أشياء محببة لكن مع تجنب العنف اللفظي والجسدي، ومنح الطفل مساحة من الحرية والسماح له بحل مشاكله مع التوجيه في حال طلب المساعدة، والطلب منه إبداء رأيه في مشاكل العائلة والأخذ بها في حال كانت لا ضرر منها، كما يجب الثناء عليه ومكافأته عند اتباعه السلوك الجيد.

 

أخبار قد تهمك:

طفلي أناني... كيف أجعله يشعر بحاجات الآخرين؟

الغيرة من المولود الجديد كيف يستثمرها الأهل لصالح الطفلين معاً ؟