أثر الضوء على الصحة... متى يكون مفيداً؟

ميدار.نت - دبي 26 ديسمبر 2022
Cover

ميدار.نت - دبي
يحدد الضوء الذي يدخل العين صباحاً إيقاع الساعة البيولوجية في الجسم، فتنتظم العديد من عملياته الحيوية، وتسير هذه العملية بتفاوت وفقاً لكمية الضوء التي يتعرض لها الجسم خلال النهار والليل.
فما أثر الضوء على الصحة، وكيف يمكن استثماره لتحسين طاقة الجسم والمناعة ضد الأمراض؟
أثر الضوء على الصحة نهاراً
كي يستيقظ الإنسان ويتغلب على النعاس، لا بد له من الاتجاه إلى أكثر المناطق عرضة للضوء داخل منزله، فينضبط الجسم مع التوقيت الطبيعي لليوم، وإذا كان ممن يخرجون من البيت قبل شروق الشمس، فمن الأفضل أن يتجنب ارتداء نظارات شمسية سميكة كي يسمح للضوء الخفيف بالتسلل إلى عينيه.
إليك أثر الضوء على الصحة خلال النهار:
- تحسين التركيز: يعمل ضوء النهار على تفعيل أجزاء الدماغ المسؤولة عن التنبيه والاستيقاظ، ما يعني ضرورة أن يكون مكان العمل مجهزاً بنوافذ تسمح بدخول الشمس دون أن يتعرض لها الشخص مباشرة، فالإضاءة الطبيعية تعزز التركيز والذاكرة قصيرة الأمد. وتشير دراسة أجريت على آلاف الطلبة أن الضفوف المضاءة بالشمس أثرت إيجابياً على قدرة الطلاب على التفاعل مع الرياضيات وحل مسائلها بفعالية أكبر.
- زيادة الطاقة: يتمثل أثر الضوء على الصحة في تحفيز إنتاج هرمون السيروتونين المحسن للمزاج والمانح للطاقة، ما يفسر الاكتئاب الذي ينتاب كثيرين في فصل الشتاء بسبب قلة الضوء، وهي حالة معروفة باسم (اضطراب التأثر الفصلي)، وثمة علاج لهذه الحالة عبر تعريض المريض لضوء خاص أبيض يميل إلى الزرقة.
- التحكم بالشهية: يتحكم الضوء بالشهية منذ الصباح الباكر، وهذا شأن الإنسان منذ القدم، حيث يحتاج الجسم إلى الطاقة التي تعينه على العمل المضني طوال اليوم، وتقل الشهية للطعام كلما اقترب المساء، أي عندما يميل الجسم إلى طلب الراحة.
على أن الضوء الذي نستخدمه في بيوتنا غيّر هذه الطبيعة في الإنسان، فبات يأكل ليلاً ويجد الأمر مرضياً وممتعاً، ويقود الأمر إلى زيادة غير صحية في الوزن ونوم مضطرب، لذا يمكن للإنسان التوقف عن هذه العادة بتناول وجبة إفطار أو غداء جيدة حتى يقلل من استهلاك السعرات الحرارية مساء
محاربة الأمراض: يصنع الجسم فيتامين د الضروري لصحة العظام عند تعرضه لأشعة الشمس، وتتعدى فائدة هذا الفيتامين صحة القلب لتسمل الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والتصلب المتعدد والتهاب المفاصل الروماتيزمي.
وسجلت دراسة ملاحظة تتعلق بزيادة عدد الوفيات جراء سرطان القولون في المناطق التي تضطرب فيها كميات الضوء كالدول الاسكندنافية شمال أوروبا. ويكمن الحل البديل في هذه الحالة بتناول أقراص فيتامينات د، علماً أن التعرض للشمس يومياً لربع ساعة كاف كي يصنع الشمس 4000 وحدة من هذا الفيتامين.
أثر الضوء على الصحة مساءً
عندما يهبط الليل يبدأ الجسم تلقائياً بإفراز الميلاتونين المسؤول عن الشعور بالنعاس والرغبة في النوم، ويعمل هذه الهرمون عند النساء على تنظيم مستوى الأستروجين (هرمون الأنوثة) فيمنع زيادته، ومن المعروف أن زيادة الأستروجين ترفع احتمالات الإصابة بسرطان الثدي، ما يفسر كثرة هذا المرض عند النساء العاملات في مناوبات ليلية. أما عند الرجال، فيزيد العمل الليلي من خطر سرطان المستقيم والبروستات.

ويمكن اتباع ما يلي لتحسين مستوى الميلاتونين في الجسم:
- تخفيف الإضاءة، فالتعرض للضوء القوي ولو لنصف ساعة خلال الليل يوقف إنتاج الغدة الصنوبرية للميلاتونين، لذا ينصح بتخفيف الإضاءة المنزلية ما أمكن خلال الليل.
- تعزيز الظلام في غرفة النوم، أو أن تكون الإضاءة خافتة داخل الغرفة أو الاعتماد على ضوء خافت خارجها.