ميدار.نت - دبي
بقدر سعادة المرأة عند ثبوت الحمل، بقدر ما تخوفها المشكلات المرتبطة به، لا سيما خطر التعرض إلى الإجهاض (إنهاء الحمل) الذي يتكرر عند عدد غير قليل من السيدات. فما أسباب إجهاض الحمل، ولماذا يكون ضرورياً في بعض الحالات؟
أسباب إجهاض الحمل
تتخلص العديد من النساء من حملهن عن وعي وقرار مسبق، في حين يحدث إجهاض الحمل لدى أخريات دون قصد، ولكل حالة أسبابها.

إجهاض الحمل المقصود: يُعتبر الحمل المهدد لصحة المرأة الحالة الوحيدة التي يُسمح فيها صحياً وقانونياً في أغلب دول العالم بإجهاض الحمل، حيث قد تشعر المرأة بألم مفاجئ مع نزيف، وقد يحدث الأمر دون ألم حتى، فلا يكون أمام الطبيب إلا تقصي السبب واتخاذ القرار بإجهاض الحمل من أجل حياة وصحة المرأة، بعد استشارتها وزوجها.

ويشمل الإجهاض المقصود أيضاً حالات لا يكون فيها الحمل مهدداً لصحة الأم، بسبب اكتشاف إعاقة ما في الجنين، أولعدم الرغبة في الإنجاب حالياً وتأجيل الأمر، وعندها يكون من الآمن حدوث الإجهاض في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل غالباً، وقد تمتد الفترة الآمنة شهراً رابعاً.

ويلجأ الأطباء إلى وسائل الإجهاض المتمثلة بالإخلاء الرحم آلياً من خلال المهبل، أو تحريض انقباضات الرحم بواسطة الأدوية، أو استئصال الورم الليفي الحميد أو الخبيث في حال وجوده.

إجهاض الحمل غير المقصود: ويحدث نتيجة الإجهاد غير المتوقع، أو اضطراب الكروموزومات، أي الصبغات التي تحمل الصفات الوراثية داخل الخلايا بالتزامن مع عملية انقسام الجنين، فضلاً عن كبر سن الأم، أو إصابتها بأمراض السكري أو فرط ارتفاع الضغط الدم، واضطرابات الغدة الدرقية ونقص هرمونات الغدة الكظرية، وتعرض الحامل لإشعاعات معينة، وصولاً إلى وجود عيب خلقي أو أورام سرطانية أو ليفية في الرحم، فهي تؤدي إلى عدم تعشيش البويضة بشكل صحيح، فيحدث الإجهاض.

وتنصح المرأة بعد الإجهاض بالراحة التامة وتجنب العلاقة الزوجية وأحواض السباحة حتى يتم تنظيف الرحم تماماً.

أعراض إجهاض الحمل

عند حدوث إجهاض الحمل غير المقصود، يكون ذلك قبل الأسبوع الثاني عشر من الحمل، حيث تعاني المرأة من واحد من الأعراض الآتية أو أكثر:

• نزيف المهبل، ولا يكون دوماً مؤشراً على الإجهاض
• خروج أنسجة من المهبل
• ألم البطن وأسفل الظهر
• صداع قوي
• عدم الشعور بحركة الجنين
• حرقة عند التبول

تحتم هذه الأعراض على المرأة زيارة الطبيب، وإحضار الأنسجة التي خرجت منها بعد وضعها في كيس نظيف ليتم تحليلها، حيث يحرص الطبيب على معرفة التفاصيل وفحص دم المريضة للكشف عن حالة هرمون الحمل، والتصوير بجهاز السونار (الموجات فوق الصوتية)، الذي يعتبر آمناً ولم ترصد له مخاطر حتى اليوم.

هل من وسائل لتجنب إجهاض الحمل؟
في حال كانت الحامل مصابة بحالة مرضية من المشار إليها آنفاً، يتوجب خضوعها للعلاج مسبقاً منعاً لإجهاض الحمل غير المخطط له جيداً، وبشكل عام، يوصي الأطباء الحامل بالراحة وعدم حمل الأشياء الثقيلة أو صعود السلالم بسرعة، وبتناول حمض الفوليك الذي يحافظ على نمو صحيح للجنين، علماً أنه لا يجب على الحامل أخذ أي أدوية أو مكملات غذائية دون استشارة الطبيب، مهما كان لهذه المكملات من فوائد.
ومن الإجراءات التي يمكن للحامل اتخاذها دون تردد بغض النظر عن الاستشارة الطبي، إيقاف التدخين وشرب الكحول إذا كانت تفعل ذلك عادة، إذ يؤدي القيام بذلك إلى نمو غير صحي للجنين.
بارقة أمل للمصابات بإجهاض الحمل المتكرر
اظهر بحث علمي وتجارب عملية قامت بها جامعة ليفربول البريطانية أن النساء اللاتي يعانين من إجهاض الحمل المتكرر قد يستطعن الإنجاب بصور طبيعية إذا تناولن نوعاً آمناً من مضادات الالتهاب، يحدده الطبيب.
واعتبر هذا البحث بارقة أمل بعد العديد من التجارب والدراسات التي أظهرت أن خلايا مناعية تسمى بالخلايا القاتلة، توجد بأعداد كبيرة في جذور أرحام النساء المصابات بالإجهاض المتكرر، ما أفقدهن الأمل في إمكانية الإنجاب.