ميدار.نت - دبي
يمنح التسوق الإنسان شعوراً خاصاً بالسعادة، ويشعره بالأمان والثقة بقدرته على تلبية احتياجاته، كما يعزز لديه الشعور بقيمته، لكن عندما يتحول إلى إدمان وهوس قهري يصبح مشكلة لا بد من علاجها فوراً، لا سيما إذا ترافقت بانفعالات وتوتر تسبق فعل الشراء. فما هو هوس الشراء؟ وما أسبابه النفسية؟ وكيف يمكن علاجه؟
يعتقد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من هوس الشراء يشعرون بالوحدة وعدم الثقة بالنفس، ويستخدمون هذا السلوك الإدماني لملء فراغ عاطفي، وغالبا ما تظهر عليهم الأعراض التالية:
- التسوق بشكل يومي أو أسبوعي، والميل لشراء الأشياء الضرورية وغير الضرورية، ومتابعة التخفيضات والانشغال بتصفح الصفحات التجارية الالكترونية، ما يمنحهم شعوراً بالإثارة والمتعة.
- الغرق في مشاكل مالية وديون بسبب عدم القدرة على ضبط ميزانية الشراء، وصعوبة الادخار.
- اضطرابات وشعور بالإحباط والندم بعد الشراء بسبب عدم القدرة على التحكم بأنفسهم.
يرى الأطباء النفسيون أن هوس الشراء لا يأتي من فراغ، فلهذا الإدمان السلوكي أسباب أبرزها:
- الحرمان الشديد في مرحلة الطفولة والمراهقة، ما يدفع الشخص ليصبح مدمناً على شراء أي شيء لتعويض النقص.
- تعزيز مبدأ (المال مصدر السعادة) عند الطفل.
- خلل في الناقلات العصبية الكيميائية الموجودة في المخ، بما يجعل الشخص غير قادر على التحكم بسلوك معين، وهو الخلل نفسه الموجود لدى المصابين بالوسواس القهري.
- مرض الاكتئاب، الذي قد يدفع الشخص إلى رفع معنوياته من خلال شراء أي شيء.
يصاب البعض بهوس الشراء أكثر من غيرهم بسبب ظروف أو مشاكل خاصة. فيما يلي الأشخاص الأكثر عرضة لهذا الهوس:
-المصابون باضطرابات أو مشاكل عاطفية.
- من يعانون من قلة الثقة بالنفس، وحالة البحث المستمر عن الذات، فيميلون لشراء أشياء لا تلزمهم معتقدين أنها ضرورية، وغالبا ما يشعرون بالندم بعدها.
- أشخاص يفتقرون إلى المعرفة والثقافة والتعليم المتقدم.
- الانفعاليون، ممن يعجزون عن مقاومة العروض التسويقية والتخفيضات.
تؤكد العديد من الدراسات أن نسبة المصابين هوس الشراء تبلغ ذروتها بين سني 18 و20 عاما، في حين أشارت دراسات أخرى ان النسبة تزداد في عمر الثلاثينيات، لكن جميع الدراسات ذات الصلة اتفقت على أن غالبية المصابين بهذا الإدمان هن من النساء.
علاج هوس الشراء
يحدد الأطباء مجموعة من الطرق لعلاج هوس الشراء لما له من مخاطر مالية واجتماعية ومشاعر سلبية على من يعاني منه، أهمها:
_ وضع خطة واستراتيجية تسوق، وتدوين قائمة الاحتياجات اللازمة لشرائها والابتعاد عن التسوق الا عند الضرورة.
_ ضبط استخدام بطاقة الائتمان، فسهولة استخدامها تورط صاحبها في إنفاق الكثير من المال، في حين أن استخدام الأوراق والعملات النقدية تُشعر بالقلق من إنفاقها كلها.
_ تجنب حضور مهرجانات التسوق ومراكز التخفيضات والعروض، وعدم متابعة صفحات التسوق الالكترونية.
_ استثمار وقت الفراغ بأنشطة وهوايات بعيداً عن التسوق.
_ إذا كان هوس الشراء ناجماً عن مرض نفسي معين يجب استشارة الطبيب المختص للخضوع لجلسات العلاج اللازمة.
أخبار قد تهمك: