ميدار.نت - دبي

يعرّف رهاب الماء، أو فوبيا الماء، بأنه الخوف الشديد وغير العقلاني من الماء، حيث يشعر الأشخاص الذين يعانون من هذا الرهاب بالتوتر عند الاقتراب من أي مسطح مائي، كالبحر أو النهر، كما يتجنبون أي نشاطات مائية، كالسباحة، أو ركوب الزوارق، أو الغوص، وقد يتطور الأمر لدى البعض إلى الخوف من الاستحمام.

ويستعرض هذا المقال، أسباب وأعراض رهاب الماء، وكيفية العلاج منه.

ما الأسباب التي تؤدي إلى رهاب الماء؟

تشير الدراسات إلى أن رهاب الماء ينشأ غالبا في مرحلة الطفولة، نتيجة تعرض الشخص لحادث متعلق بالماء، كمشاهدة شخص يغرق، أو إصابة مؤلمة أثناء السباحة، أو عند ممارسة نشاط مائي. وقد يحدث نتيجة ملاحظة رد فعل رهابي من أحد الوالدين أو الإخوة أو الأصدقاء تجاه الماء، فيكتسب الخوف والنفور من الماء.

كما يظهر رهاب الماء بكثرة لدى الأشخاص الذين لا يستخدمون المياه، كالذين نشأوا في المناطق الصحراوية الرملية.

الأعراض النفسية لرهاب الماء

تختلف أعراض رهاب الماء النفسية من شخص إلى آخر، فالبعض يشعر بالخوف عند التواجد بالقرب من المياه العميقة أو المتدفقة، بينما يشعر آخرون بالتوتر عند الاقتراب من أي مكان فيه ماء كالبرك أو أحواض السباحة، أو أحواض الاستحمام، وقد يتطور الأمر لدى البعض إلى درجة القلق عند مجرد التفكير بالماء، وتشمل الأعراض:

_ التوتر أو الذعر بمجرد التفكير بالماء.

_ النفور عند الاقتراب من الماء.

_ تأثير الرهاب على ممارسة الحياة اليومية، والتواصل مع الآخرين.

_ الإدراك التام أن الخوف من الماء غير منطقي.

كما قدّر أطباء النفس، أن من يعاني من رهاب الماء أو أي رهاب آخر، يعانون أيضا من اضطرابات نفسية أخرى، مثل اضطراب ثنائي القطب، أو اضطراب السيطرة على الانفعالات، أو اضطراب القلق، أو الاكتئاب.

الأعراض الجسدية التي تحدث بسبب رهاب الماء

قد يعاني الأشخاص المصابون برهاب الماء من أعراض جسدية معينة، منها:

_ اضطراب في ضربات القلب.

_ أنفاس متسرعة وسطحية (خفيفة).

_ ضيق وألم في الحلق أو الصدر.

_ ارتعاش وقشعريرة.

_ تعرق.

_ ارتباك.

_ جفاف في الفم.

_ دوار وغثيان.

رهاب الماء لدى الأطفال

عادة ما يعبر الأطفال الذين يعانون من رهاب الماء بشكل مختلف عن البالغين، فيباشرون بالبكاء عند الاقتراب من الماء، ويرفضون التحرك أو الكلام، بالإضافة لتعرضهم لنوبات غضب، كما يتشبثون جسديا بوالديهم أو بشيء ما بالقرب منهم.

علاج رهاب الماء

يعد رهاب الماء من الأمراض النفسية القابلة للعلاج بشكل كبير، وكخطوة أولى، يقوم المعالج النفسي بمراجعة التاريخ الطبي للمريض، ويطلب منه وصفاً لنوع الأعراض، ومدى شدتها ومدتها، ويساعد إدراك الشخص لمرضه في تسريع التشخيص والعلاج. ثم يتم اتباع أحد أسلوبين:

_ العلاج بالتعرض، من خلال تعريض المريض بشكل متكرر وتدريجي للماء، ويُجرى العلاج في بيئة آمنة ومراقبة، وفي كل جلسة، يتم تسجيل وتحليل ردود أفعال المريض، فإذا أظهر تطورا ينتقل إلى المرحلة التالية، أما إذا أظهر تراجعا يعود إلى مرحلة سابقة.  ويتم العلاج تصاعديا، بدءاً بالتحدث عن الماء، ثم النظر إلى مقاطع فيديو أو صور تحتوي مشاهد للماء، ثم ملامسته، فالوقوف بجانب حوض ماء أو بركة أو بحر، وأخيرا وضع الجسم في الماء.

_ العلاج السلوكي المعرفي، وهو يعالج أنماط التفكير والسلوك لمريض رهاب الماء، ويعمل المعالج النفسي على تغيير هذه الأنماط للتغلب على الرهاب، كما يتضمن تعلم أساليب الاسترخاء المختلفة، وتقنيات التحكم بالقلق والذعر، وآلية السيطرة على ردود الفعل المختلفة.

وقد يقرر الطبيب النفسي إرفاق تناول الأدوية مع هذين العلاجين لتسريع الشفاء، مثل أدوية مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية، وهي تساعد في القضاء على نوبات الذعر، أو التخفيف منها، ويجب الحذر من تناولها لمدة طويلة نظرا لآثارها الدائمة.

أخبار قد تهمك:

تعرف إلى رهاب المرتفعات وهل يهدد المريض بالسقوط فعلاً

ما هو رهاب النساء وماهي علاماته وهل يؤثر في حياة البعض

شارك الخبر