لماذا تخشى المجتمعات متلازمة اللامبالاة وهل تسببها الحرب

Cover

ميدار.نت - دبي

متلازمة اللامبالاة حالة سلوكية وجدانية، لا يعير فيها الشخص اهتماماً لأي شيء في حياته، أو للأحداث التي تدور حوله، حتى لو لم تكن في صالحه. تحدث هذه المتلازمة عند عدم وجود الدافع أو الحماس لتحقيق شيء ما، وغالبا ما تترافق مع حالة يأس، ونقص في المشاعر والمخاوف.

كثر الحديث عن متلازمة اللامبالاة بدءاً من عام 2014، عندما أعلن أطباء سويديون انتشار حالة مرضية من عدم الاكتراث بين شرائح واسعة من الأطفال والمراهقين، لا سيما من اللاجئين إلى السويد بعد تجارب مؤلمة مع الحرب والنزوح والفقدان، ما جعل دراسات جدية تبدأ لتحليل الأسباب، والتوصل إلى حلول خشية تطور الحالة إلى ظاهرة، تضفي طابعاً سلبياً على مجتمعات بأكملها.

فما هي أسباب متلازمة اللامبالاة؟ ولماذا تخشى المجتمعات انتشارها؟

 

أسباب وعوامل ظهور متلازمة اللامبالاة

تتعدد الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى ظهور متلازمة اللامبالاة، وفقدان الاهتمام بأبسط الأشياء، وصولاً إلى قضايا الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن أبرز الأسباب:

_ أسباب بيولوجية، فالأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة مصابون بنقص في هرمون الدوبامين في المخ، المسؤول الرئيسي عن تعزيز الشعور بالسعادة، كما يلعب دوراً هاماً في التحكم بالاستجابة العاطفية والصحة العقلية. كما ترتبط العوامل البيولوجية بالعوامل الوراثية، وتلعب البيئة دوراً مهماً في تغيير دماغ شخص ما.

_أنماط التفكير، أي عندما يكون المصاب بمتلازمة اللامبالاة متشائما بطبعه، وفاقدا للأمل، ودائم القلق حيال المستقبل.

_عوامل بيئية، تتمثل في الضغوط البيئية والمجتمعية والإجهاد الذي يجعل الشخص ينتقل من قمة الضغط إلى كائن غير مكترث لما يحيط به، كنوع من الآليات الدفاعية. وقد تثير بعض العوامل الأخرى متلازمة اللامبالاة، كفقدان شخص مهم، أو تفكك الاسرة، أو الكثير من الإخفاقات المؤلمة، وعدم وجود ما يحرك المشاعر الإيجابية.

_عوامل مرضية، كالأمراض العصبية والنفسية، ومنها الفصام والخرف والاكتئاب.

 

أنواع متلازمة اللامبالاة

تؤثر متلازمة اللامبالاة على حياة الشخص وعلاقته مع محيطه، ما يتجلى في ثلاثة أنواع، هي:

_متلازمة اللامبالاة السلوكية، والتي تظهر من خلال فقدان الشخص الاهتمام بمحيطه، إذ يكاد لا يبذل أي جهد، ولا يثابر لتحقيق أي هدف، ويميل إلى السلوكيات التي لا تتطلب جهداً أو تفكيراً، كمشاهدة بعض محتويات التلفاز أو الإنترنت.

_متلازمة اللامبالاة المعرفية، ويعاني صاحبها من انخفاض في مستوى تفكيره ونشاطه العقلي، ويبدو متشائماً، معتبراً أن الأمور لا تحتاج كل هذا الجهد، وأن تحسين نفسه أمر غير مجدٍ، فلا يشغل نفسه باتخاذ القرارات ولا يرغب في تكرار المحاولات.

_متلازمة اللامبالاة العاطفية، وتظهر بسبب فقدان الاهتمام أو العاطفة من محيطه، فيصبح بدوره غير قادر على إظهارها، وغير مكترث للعواطف السلبية والإيجابية معاً، ما يسمى بالتسطيح العاطفي.

 

خطر متلازمة اللامبالاة

يؤدي انتشار متلازمة اللامبالاة إلى أضرار خطيرة تؤثر على صاحبها ومحيطه، وعلى المجتمع بأسره في حال تحولت إلى ظاهرة عامة، نذكر أهمها:

_انعزال الشخص حتى وإن بمشاعره فقط، ونقل المشاعر السلبية إلى محيطه.

_إذا أصابت شخص مسؤول او قيادي تؤدي إلى إخفاق المجموعة بكاملها.

_فقدان الشهية المؤدي إلى سوء تغذية.

_التجرد من المشاعر وفقدان العلاقة تدريجياُ مع الأصدقاء والعائلة.

_أمراض نفسية خطيرة كالاكتئاب، وخطر الانتحار.

_اندفاع الشخص إلى تعاطي المخدرات وإدمان الكحول.

 

علاج متلازمة اللامبالاة

يحتاج المصاب بمتلازمة اللامبالاة إلى مساعدة من حوله لتخطي حالته، فضلاً عن دعم أخصائيين يرشدونه إلى كيفية مساعدة نفسه. ومن أهم إجراءات العلاج الذي قد تتخلله أدوية ذات صلة:

_ اتباع تقنيات إعادة الهيكلية المعرفية، التي تساعد باسترجاع جزء من الدوافع.

_ كسر الروتين وتغيير ايقاع الحياة وتطوير الاهتمامات.

_تغيير مكان الإقامة أو القيام برحلات ترفيهية.

_اتباع نظام صحي يحفز هرمونات السعادة والطاقة الإيجابية.

_ممارسة الرياضة في الهواء الطلق.

 

أخبار قد تهمك:

أعراض متلازمة استوكهولم وكيف تصيب الزوجات والأطفال نتيجة للتعنيف

ما هو رهاب الأجانب وما الفرق بينه وبين العنصرية