ما هو رهاب الأجانب وما الفرق بينه وبين العنصرية

Cover

ميدار.نت - دبي

تحتوي العديد من المجتمعات على حالات متفاوتة من كراهية الأجانب أو الدخلاء على المجتمع، ما اصطُلح على تسميته برهاب الأجانب، أو زينوفوبيا، ورغم احتواء الجملة على كلمة (رهاب)، إلا أنها لا تعد تشخيصاً طبياً أو مرضاً نفسياً، بل تشير إلى مجموعة من معتقدات عدائية خائفة، ناتجة عن ثقافة الشخص نفسه، ونظرته إلى العالم.

 

أعراض رهاب الأجانب

يظهر رهاب الأجانب في شكل عداء تجاه المهاجرين إلى بلد ما، أو كراهية تجاه أفراد ثقافة أو قبيلة أو عرق أو دين آخر، بل تتوسع الأعراض لدى البعض إلى درجة كراهية الآخرين بناء على افتراضات مسبقة حول لهجتهم أو مظهرهم.

بشكل عام تدل الأعراض التالية على أن الشخص مصاب برهاب الأجانب:

_ التعبير عن عدم الثقة أو الاشمئزاز تجاه الأجانب، كطعامهم أو موسيقاهم أو ثقافتهم، رغم الجهل بها في بعض الأحيان.

_ تجنب التعامل مع الأجانب، وإلقاء اللوم عليهم في المشكلات المحلية، كتناقص فرص العمل.

_ اعتبار الأجانب خطرين أو مجرمين دون أي دليل على ذلك.

 

أسباب رهاب الأجانب

تعزو الدراسات الاجتماعية العالمية، لا سيما في البلدان التي شهدت موجات هجرة كثيفة في العقود القليلة الماضية، رهاب الأجانب إلى هذه الأسباب:

_ رغبة البعض في كره الأجانب عمداً لتحقيق مكاسب خاصة، تتعلق بالسلطة مثلاً، كأن يطلق مرشح رئاسي شعارات معادية للأجنبي لاستقطاب شريحة ما، بحجة أن الأجنبي مسؤول عن مشكلات سيتم حلها إذا فاز هذا المرشح.

_ انعدام الأمن الاقتصادي، فعندما تشعر مجموعة أن الموارد غير كافية، قد ترغب في إلقاء اللوم على أجنبي ما. ويتجلى هذا في جنوب أفريقيا.

_ الجشع، فرغم كفاية الموارد، إلا أن اكتشاف ثروة باطنية ما قد يشجع على كراهية الأجانب الموجودين على هذه الأرض، ثم ممارسة العنف ضدهم، ما فعلته الحكومة الأميركية عام 1829 بحق قبائل من الهنود الحمر عند اكتشاف مواقع للذهب، حيث أدى ذلك إلى تشريدهم فيما عُرف باسم (درب الدموع).

_ عدم وجود تنوع، فقد يشعر الأشخاص في مناطق قليلة التنوع بارتياب إزاء الغرباء القادمين، وإحساس بالانتماء للمجموعة ضد المجموعة الوافدة.

_ نقص التعليم والتثقيف حول الأديان والثقافات المختلفة، ووجود مناهج تتعمد تشويه الآخر.

 

أنواع رهاب الأجانب

هناك نوعان عريضان لهذه الحالة الاجتماعية، هما رهاب الأجانب العام، ورهاب الأجانب الثقافي:

_ رهاب الأجانب العام، هو كره أو خوف من المهاجرين أو الذين يُنظر إليهم كأجانب أو غرباء. وتعد السياسات المناهضة للهجرة مثالاً لهذا النوع.

_ رهاب الأجانب الثقافي، يمثل عداءً تجاه الثقافات المختلفة. مثلاً، يعد افتراض أن منتجات أو أطعمة أو أفلام الثقافات الأخرى أقل شأناً من مثيلاتها في ثقافة الشخص المعادي للأجانب.

 

الفرق بين رهاب الأجانب والعنصرية

يفرق علماء الاجتماع بين العنصرية ورهاب الأجانب، فالأولى هي تمييز على أساس عرق الشخص أو إثنيته، والذي يستخدمه الناس أحيانًا كمبرر لكراهية الأجانب تجاه المهاجرين من خلفيات معينة. أما رهاب الأجانب فيتعلق على وجه التحديد بشخص أو مجموعة تتمتع بوضع "غريب" داخل المجتمع.

على سبيل المثال، قد يشعر مواطن أمريكي أبيض بالاستياء تجاه المهاجرين البيض، لاعتقاده أنهم يستولون على فرص العمل. تعبر هذه الحالة عن رهاب الأجانب، لكن إذا شعر المواطن نفسه بالكراهية تجاه جميع المهاجرين بسبب افتراضات مسبقة حول عرقهم ولون بشرتهم وتأثيرهم على الاقتصاد المحلي، فهذا اجتماع لرهاب الأجانب والعنصرية في شخص واحد.

 

كيف يمكن التغلب على رهاب الأجانب؟

يحتاج الشخص الذي يعاني من رهاب الأجانب إلى نوع من الوعي الذاتي، وقيامه بتعديل أفكاره عن هؤلاء تدريجياً من خلال:

_ التعلم، حيث يجب أن يأخذ الشخص وقته في التعرف على رهاب الأجانب وأسبابه، بما في ذلك دور الخرافات والصور النمطية المسبقة التي تؤثر على الوعي الجمعي. يمكن أن تفيد العديد من المقالات في الاطلاع على الأمر.

_ العلاج السلوكي المعرفي، ويساعد في تحدي الافتراضات المسبقة حول الأجانب.

_ تقدير ثقافات الآخرين، وتجربة الاستماع إلى موسيقاهم وتذوق طعامهم وقراءة كتب لأدباءهم على سبيل المثال، سيشجع ذلك على الاختلاط بهم والتعرف إليه عن كثب.

وفي حين تعتبر الخطوات المذكورة فردية، تحتاج الحكومات التي ينتشر في مجتمعاتها رهاب الأجانب إلى محاسبة الجهات الإعلامية التي تغذي الكراهية، ونشر التثقيف السليم حول الأجانب في وسائل الإعلام، وغير ذلك من وسائل الإدماج.

 

أخبار قد تهمك:

رهاب فينوسترافوبيا أو الخوف من الجميلات ما هي اعراضه وأسبابه

لماذا يصاب البعض برهاب الجميلات وما علاقة الإعلام بتعزيز الخوف