كيف ينشأ التعلق المرضى وما علاقة هجر الوالدين

Cover

ميدار.نت - دبي

التعلق المرضي اضطراب نفسي، يتعلق فيه الفرد بشخص آخر في محيطه القريب بشكل مبالغ به، سواء كان الأم أو الأب أو الشريك العاطفي، فيكون لديه إحساس دائم بالحاجة للقرب منه، وفي حال الفراق، يشعر بالتوتر والقلق.

 

أنواع التعلق المرضي

يصنف علماء النفس التعلق المرضي إلى عدة أنواع، تشمل:

_ التعلق المستقل أو الآمن، ولا يشكل خوفا من تطوره لمشكلة نفسية كبيرة، حيث يتعلق فيه المريض بمحيطه الذي يبعث الطمأنينة فيه، ما يزيده ثقة بنفسه لوجوده في دائرة الأمان هذه، وكمثال على ذلك، تعلق الطفل بوالديه، ويتطور هذا التعلق دون الخوف من أن يتخلى عنه أحد.

_ التعلق القلق، وهنا يميل المريض إلى قلة الثقة بالآخرين، وعدم الشعور بالأمان، ويكون قلقا دائما خوفا من الهجر، ويبدأ عادة في مرحلة الطفولة ويستمر إلى مرحلة البلوغ، حيث يشعر بأنه غير مرغوب به، ويصعب عليه التواصل والتعامل مع من حوله.

_ التعلق التجنبي، وفيه يعتقد الطفل أنه لا يمكن لمن حوله تلبية رغباته العاطفية، فيشعر بأنه غير مهم، وخاصة في مرحلة البلوغ، ويصعب عليه التعبير عن مشاعره، كما يفضل تجنب العلاقات الحميمة.

_ التعلق غير المنتظم، حيث يتجنب المريض التفكير بطفولته، وتكون مشاعره عشوائية وغير مفهومة، ولا يتقبل التعاطف من أحد، كما يتجنب أي علاقة تذكره بالماضي، وغالبا ما يكون ذا شخصية نرجسية وعدوانية، وقد يسيء معاملة أبنائه، ما يجعلهم يرثون هذا الاضطراب.

 

كيف ينشأ التعلق المرضي؟

ينشأ التعلق المرضي غالبا في مرحلة الطفولة، وللأسباب التالية:

_ عوامل وراثية، حيث تظهر اضطرابات التعلق بالآخرين منذ العام الأول للطفل، إذ تنتقل هذه الجينات بين أفراد العائلة الواحدة.

_ الصدمة، نتيجة الحرمان من أحد الوالدين، أو كثرة تعرضه للعقاب، أو إهماله والاستهزاء بمشاعره، ما يشكل صدمة للطفل تتطور إلى اضطراب التعلق المرضي.

_ الهجر، إذ يميل الطفل للقلق من أن يتم التخلي عنه، نتيجة هجره سابقا، ما يشعره بعدم الأمان في المستقبل، وخاصة مع الشريك العاطفي، ما يجعله يتشبث به لدرجة إزعاج الشريك.

 

أعراض التعلق المرضي

تتضمن أعراض اضطراب التعلق المرضي ما يلي:

_ انعدام الثقة بالنفس، وبالآخرين.

_ تدني احترام الذات.

_ صعوبة في التعبير عن المشاعر.

_ عدم القدرة على اتخاذ القرارات.

_ صعوبة في تكوين علاقات، والتواصل مع الآخرين.

_ الخوف من الهجر، والعدوانية تجاه الآخر في حال التخلي عنه.

_ حب السيطرة على الآخر، وإهمال احتياجاته الشخصية.

_ شعور مستمر بالفراغ والملل.

 

مضاعفات التعلق المرضي

يؤدي إهمال علاج التعلق المرضي إلى المضاعفات التالية:

_ تأخر النمو البدني لدى الطفل.

_ صعوبة التعلم.

_ عدم القدرة على إنشاء علاقات.

_ اضطراب الأكل، كفقدان الشهية أو فرطها.

_ اضطرابات نفسية، كالاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة.

_ اضطرابات سلوكية، كإدمان الكحول، أو المخدرات، أو العلاقات الجنسية غير الآمنة.

 

علاج اضطراب التعلق المرضي

يعالج اضطراب التعلق المرضي بإحدى أو بعض الطرق التالية:

_ العلاج السلوكي المعرفي، حيث يساعد المعالج المريض على اكتشاف الأسباب الكامنة وراء السلوكيات السلبية، ويعمل على تغييرها، بتعلم أنماط السلوك الحيد والإيجابي، واتباعه.

_ الدعم الأسري، ويتعامل هنا المعالج مع المريض وعائلته، لتطوير أساليب صحية للتفاعل والتعامل كل مع الآخر.

_ التعليم الخاص للطفل، من خلال برنامج ممنهج، يتم بالتعاون مع المعالج والمدرسة، بالإضافة للعمل على تنمية مهاراته الاجتماعية، بالاختلاط مع أقرانه، ومشاركتهم في أنشطة تفاعلية، ويمكن للآباء تطوير مهارات أبنائهم المكتسبة، من خلال مساعدتهم على استخدامها في نمط حياتهم.

 

أخبار قد تهمك:

اضطراب الشخصية النرجسية ما أسبابه ولماذا يزداد انتشاراً

4 طرق لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة تعرف عليها