خلافات الوالدين حول تربية الأبناء ما أسبابها وكيف يستغلها الطفل

Cover

ميدار.نت – دبي

كثيراً ما تتعارض وجهات نظر الوالدين حول تربية الأبناء، فيقع الأطفال في تناقض محير، وقد يستغلون هذه الخلافات في الحصول على ما يريدون، بغض النظر عن الصواب والخطأ. فلماذا تنشأ خلافات الوالدين حول تربية الأبناء؟ وما أثرها عليهم؟ وكيف يمكن حلها وإدارتها بحكمة؟

 

لماذا تنشأ خلافات الوالدين حول تربية الأبناء؟

تعد خلافات الوالدين حول تربية الأبناء أمراً شائعاً، تعود إلى أسباب بعضها طبيعي، وبعضها طارئ ومتعمد من قبل أحد الوالدين أو كليهما، ومن ذلك:

_ ارتباط التربية بالقيم والبيئة والتجارب التي مر بها كل من الأب والأم، فليس من الضروري أن يتطابق مفهوم التربية والقيم بينهما.

_ يعني قدوم طفل إلى الأسرة أن هناك طرفاً ثالثاً يتطلب رعاية وجهوداً خاصة، فيشعر الوالدان بمسؤولية مضاعفة تصيبهما بالتوتر.

_ محاولة أحد الوالدين أو كليهما إثبات صحة رأيه على حساب الآخر، أو كسب الأب ود الابن من خلال تنفيذ ما يريد، على حساب رغبة الأم، أو بالعكس.

_ قد يعتبر الوالدان أن من السليم تقليد آبائهما في أسلوب التربية، فيسيران على نهج لا يخلو من التضارب والتناقض في أساليب التربية.

_ أكثر ما يختلف الوالدان بشأنه هو تأثر الطفل بالسلوك السيء لأحدهما، فيتبادلان الاتهامات بالمسؤولية عن ذلك.

 

ما هي آثار خلافات الوالدين حول تربية الأبناء؟

تكمن المشكلة الأساسية في خلافات الوالدين حول تربية الأبناء، في أنهما يعلنان خلافاتهما غالباً على مرأى من الأطفال الذين لا يفتقرون إلى الذكاء، حيث بإمكان الطفل البالغ من العمر 3 سنوات ملاحظة التناقض بين أبويه، ما يؤدي إلى الآثار التالية:

_ استغلال الطفل لخلافات أبويه، وانتهازه كون أحدهما أكثر تسامحاً ليأخذ منه ما يريد، سواء على صعيد شراء الألعاب أو السهر إلى وقت يشاء أو عدم أداء واجباته، وغير ذلك، فينشأ الطفل على التلاعب بالآخرين وعدم احترام والديه ومدرسيه وأقرانه.

_ قد يشعر أحد الوالدين بالإحباط، الأب غالباً، بسبب كثرة الخلافات، فيقرر التخلي عن مسؤولياته التربوية، ولا يتدخل حتى عندما يسيء الطفل التصرف أو تتعرض حياته للخطر.

_ إذا لم يستطع الوالدان تجاوز خلافاتهما، قد ينتهي الأمر بالطلاق أو حصول شرخ كبير جراء شعور أحدهما بالتوتر دائماً، على اعتبار أنه الطرف السيء.

_ قد تفضي الخلافات المعلنة إلى شعور الطفل بالذنب، وأنه مسؤول عن التوتر السائد في البيت.

 

كيف يمكن حل خلافات الوالدين حول تربية الأبناء؟

فيما يلي أفضل الطرق لحل وإدارة خلافات الوالدين حول تربية الأبناء:

_ ألا يتمسك الوالدان بالأسلوب الذي تربى عليه كل منهما، فاختلاف الأجيال والزمن يفرض دائماً أساليب جديدة. يمكنهما استشارة متخصصين عند استعصاء أي مشكلة على الحل.

_ ألا يعلن الوالدان خلافاتهما على مرأى من الابن، وألا يدخلا في جدل أمامه، فهذا يحول الاهتمام عن القضية الجوهرية المتعلقة بسوء تصرفه. بدلاً من ذلك، عليهما الطلب من الطفل الذهاب إلى غرفته، أو أن يتجادلا بعيداً عنه، أو تخبر الأم الطفل بأنها ستتفق مع الأب لاحقاً على تأديبه.

_ أن يبين الوالدان للطفل أنهما فريق واحد، وأنه لا يمكنه استغلال أي منهما. هذه الطريقة ضرورية أيضاً في حالات الطلاق والانفصال، بغض النظر عن وجود الطفل مع أي من والديه.

_ أحيانا يكون أحد الوالدين أفضل من الآخر في التعامل مع أوضاع معينة، أو فرض عقوبات معينة، على الوالدين حينها ألا يترددا في تقاسم المسؤوليات، على ألا يحاول أي منهما التدخل في قرارات الطرف الآخر الذي يجب أن يحترمها، كالذهاب إلى السرير في الوقت المحدد أو تناول الطعام أو مشاهدة التلفاز... إلخ

_ إذا كان الطفل بالغاً، يمكن عقد اجتماع عائلي لبحث المشكلة وكيفية حلها بهدوء، والإصغاء إلى الطفل، مع إمكانية الطلب إليه أن يحدد عقابه بنفسه.

_ تحويل النزاع حول التربية إلى اتفاق، يتضمن تحديد الأولويات، وما الأشياء التي يمكن التسامح فيها.

_ على الوالدين أن يؤمنا بأن اختلاف آرائهما طبيعي، وألا يحملا خلافهما أكثر مما يحتمل.

 

أخبار قد تهمك:

دور الأب في رعاية الطفل والأم بعد الولادة وكيف يتجاوز شعوره بالإهمال

التعامل مع الطفل المدلل وهكذا تعلمه تحقيق رغباته بالتدريج