انفصام الشخصية (الشيزوفرينيا) والعلاج التدريجي الفعال

Cover

ميدار.نت - دبي

ينتمي مرض انفصام الشخصية (الشيزوفرينيا) إلى نوع الأمراض النفسية الشديدة التي تؤثر بشكل مباشر على حياة الشخص وعمله وعلاقاته بمن حوله، لما يؤدي إليه من أوهام وهلاوس. ورغم عدم تحديد سبب واضح له، يشكل نمط الحياة العصرية المتسارع وعلاقاتها المعقدة سبباً في تفاقم الحالة، حسبما يرى الطب المعاصر، والذي يشير إلى إصابة فرد من بين كل ٣٠٠ شخص في العالم بمرض انفصام الشخصية.

 

أسباب غير واضحة لانفصام الشخصية

يميل الطب النفسي إلى عدم تحديد سبب مباشر لمرض انفصام الشخصية، لكن من خلال مراقبة آلاف الحالات علـى مدى عقود عديدة، تم ترجيح العوامل التالية كمسبب للإصابة أو مفاقم لها:

_ عوامل جينية وراثية، بمعنى وجود تاريخ من الاضطرابات النفسية المشابهة في العائلة.

_ عدم اعتناء الأم الحامل بتغذية جنينها، ما يؤدي إلى قصور في نمو الدماغ يضاعف احتمالات الإصابة باضطرابات نفسية وعقلية عدة، منها انفصام الشخصية.

_ عوامل بيئية، كمواقف سلبية عنيفة تعرض لها الشخص مبكراً أدت إلى فقدان الثقة بنفسه والمحيط.

_ تعاطي بعض المواد المخدرة، أو إساءة استخدام بعض الأدوية وفرط الجرعات على مدى طويل.

 

أعراض انفصام الشخصية

تنتشر علـى كثير من المواقع الإلكترونية اختبارات نفسية تدعوك إلى اكتشاف ما إذا كنت مصاباً بانفصام الشخصية، لكنك إذا كنت مريضاً بالفعل، فقد لا يستوقفك اختبار كهذا، فأنت غالباً لا تعي إصابتك. وعموما، قد تبدأ أعراض انفصام الشخصية مبكرا في سن البلوغ قبل سنوات من بدء نوبات الهلاوس والأوهام.

إليك ابرز أعراض انفصام الشخصية والسلوكيات الشائعة التي يظهرها المريض:

_ أعراض مبكرة، تتمثل في إهمال مظهره وعمله ودراسته وعلاقاته بالناس، والافتقار إلى أي حافز.

_ عدم التركيز في أي حديث قد يبدؤه أو يشارك فيه، حيث يخرج عن الموضوع بسهولة إلى موضوع آخر مختلف.

_ تخيل مشاهد أو أصوات غير موجودة، وإصراره على أنه يراها ويسمعها.

_ التوهم بتعرضه للاضطهاد والمؤامرات، والتمسك بهذه القناعة، وبأي قناعات خاطئة أخرى.

_ عدم القدرة على التحكم بسلوكه وردود أفعاله، والشعور أن شخصاً ما يوجهه فيما يقول أو يفعل.

 

مضاعفات الإصابة بانفصام الشخصية

تمثل خطورة مرض انفصام الشخصية خصوصاً في تأثيره على قدرة الشخص على التعلم واكتساب المهارات، بالتالي تبدو حياته بلا هدف أو معنى، ويكون عالة على من حوله ومصدر حرج وهدفاً سهلاً للإساءة والتنمر، وصولاً إلى احتمال تهديد حياته نفسها إذا لم يُعالج باكراً.

فيما يلي بعض مضاعفات الإصابة بانفصام الشخصية:

_ تعثر عام في الدراسة والعمل والعلاقات الأسرية والاجتماعية عموما.

_ اضطرابات حركية قد تظهر بعد سنوات من العلاج بالأدوية المخصصة لحالته.

_ عزلة اجتماعية متزايدة نتيجة صعوبة التواصل.

_ التعرض للسخرية والإساءة إذا كان المحيطين به قليلو الوعي بجدية حالته.

_ التعرض لاستغلال البعض له وارتكاب اعتداءات متنوعة بحقه يعجز أحياناً عن إثباتها.

_ زيادة العنف في سلوكه.

_ التفكير في الانتحار أو الإقدام عليه.

 

علاج انفصام الشخصية

مما يدعو إلى التفاؤل أن ثلث من مرضى انفصام الشخصية يميلون إلى التعافي كلياً أو جزئياً من أعراض المرض، إذا تلقوا الرعاية اللازمة المتواصلة بإشراف اختصاصيين وتعاون كامل من الأسرة والمحيطين بالمريض، ومن أهم جوانب العلاج التدريجي الفعال:

_ الخضوع إلى برنامج علاجي بالأدوية المضادة للذهان (خلل التفكير والإدراك الحسي)، بهدف التأثر إيجاباً على الناقل العصبي المسمى بالدوبامين، والذي يسرع الاستجابة لمختلف الرسائل العصبية، مع الانتباه إلى حجم الجرعات المطلوبة وإنقاصها في حال بدأت بعض الآثار الجانبية بالظهور، كالحركات اللاإرادية أو خلل الحركة المتأخر.

_ العلاج النفسي الذي يستهدف جوانب الوعي المنطقي لدى المريض ويعززها.

_ إشراك المريض في مجموعات الدعم الاجتماعي لأشخاص في مثل حالته.

 

أخبار قد تهمك:

يحرس ذكرياتنا ويرتبها... هكذا يعمل الدماغ أثناء النوم


- كيف تساعد طفلك على التحكم بمشاعره؟
&nbs