مقال - ميدار.نت.. بقلم: حسين القمزي - خبير اقتصادي إماراتي

بمناسبة اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة، من اللائق أن نحتفل بالإنجازات الاقتصادية الرائعة لدولتنا الرائدة. اقتصاد الإمارات، المعروف بديناميكيته ومرونته، شهد نمواً قوياً في السنوات الأخيرة، مما وضع أساساً متيناً لمستقبل مزدهر.

في عام 2023، من المتوقع أن ينمو اقتصاد الإمارات بنحو 3.0%، بعد زيادة كبيرة بلغت 7.9% في عام 2022. المُدهش ان هذا النمو، على الرغم من التباطؤ الطفيف بسبب العوامل الاقتصادية العالمية، مدفوعٌ من قبل القطاعات غير النفطية مثل العقارات والسياحة واللوجستية والتجارة.

 استراتيجية التنويع التي انتهجتها الإمارات ، الرامية إلى الابتعاد عن اقتصاد يعتمد بشكل أساسي على النفط، ناجحة بشكل ملحوظ، حيث شهد الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي نموًا ملحوظًا بنسبة 4.5%.

في النصف الأول من عام 2023، شهد اقتصاد الدولة نموًا بنسبة 3.7%، وهو شهادة على مرونة البلاد والتزامها بالتنوع والتعاون الدولي. هذا النمو الاقتصادي لم يأت جزافاً ، فهو يمثل سعي الإمارات الدؤوب نحو اقتصاد مستدام وشامل، مدعومًا بسياسات ومبادرات رؤيوية.

واحدة من أبرز جوانب الرحلة الاقتصادية للإمارات هي مرونتها وقدرتها على التكيف. على مدى العقد الماضي، أظهرت الإمارات مرونة ملحوظة في التنقل خلال عدم اليقين الاقتصادي العالمي. تظهر هذه المرونة في تعديل حوالي 15 قانونًا في العامين الماضيين، مما يعرض نهجًا استباقيًا ومتجاوبًا مع التغيرات الديناميكية للأسواق.

قطاع الاقتصاد غير النفطي شهد نموًا مذهلاً بنسبة 5.9% في الأشهر الستة الأولى من العام، ويمثل حوالي 71% من الناتج المحلي الإجمالي للدولة، مما يوضح نجاح مبادرات التنويع في الإمارات. لم تقتصر هذه الإنجازات على الجبهة المحلية فقط؛ فقد شهد التجارة الدولية للإمارات أيضًا نموًا استثنائيًا، حيث تجاوزت التجارة الخارجية غير النفطية 1.239 تريليون درهم في النصف الأول من عام 2023.

 قصة اقتصاد الإمارات هي قصة رؤية ملهمة، ومرونة، وابتكار.

في احتفال الدولة بيومها الوطني، تقف كمثال ساطع للامة العربية على التحول الاقتصادي والتنويع والاستعداد لمواجهة التحديات والفرص المستقبلية بروح العزم والإبداع.