شعلة النشاط السعودية

مقال - ميدار.نت 26 نوفمبر 2022
Cover

مقال - ميدار.نت

لا يمكن إخفاء إعجابنا بشعلة النشاط والحراك الدبلوماسي والاقتصادي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية، فالحكومة السعودية ممثلة برئيس وزرائها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أصبحت تُسابق نفسها ليس في اقتناص الفرص وحسب، بل وحتى خلقها من العدم، حيث تعتزم استغلال ما يقدر بـ33 تريليون دولار من الثروة الطبيعية في البلاد.
ففي شهر نوفمبر وحده حضر الأمير محمد العديد من القمم وأجرى العديد من الاجتماعات على مستوى عالي جداً.
فبدءًا من قمة المناخ وقمة الشرق الأوسط الأخضر اللتان أقيمتا في جمهورية مصر الشقيقة، إلى قمة العشرين في اندونيسيا، تلاها زيارة رسمية إلى كوريا الجنوبية، ثم قمة مجموعة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في تايلاند، وأخيراً افتتاح كأس العالم 2022 في قطر، نحن نتحدث عن أكثر من 45 دولة جلس الأمير محمد مع مسؤوليها الكبار على طاولة واحدة

20 لقاء مباشر
أنتجت رحلات ولي العهد المكوكية ما يزيد عن 20 لقاء مباشر مع زعماء السياسة والاقتصاد، فقد التقى سموه بشكل مباشر مع كل من زعماء مصر والعراق والكويت وباكستان وتونس والسودان واندونيسيا وفرنسا وتركيا والإمارات وبريطانيا وكوريا الجنوبية وتايلاند وسنغافوره وبروناي والفلبين وقطر، بالإضافة إلى ملك تايلاند ورئيسة البنك الدولي ونخبة من رجال الأعمال الكوريين، أي أن ولي العهد اجتمع مع أكثر من 65٪؜ من الاقتصاد العالمي خلال أسبوعين.
 بالإضافة إلى كون آسيا هي أكبر أسواق السعودية النفطية، التي تُصدر أكثر من 60٪؜ من نفطها الخام إليها، فالمملكة عقدت 26 اتفاقية بقيمة تقارب 30 مليار دولار مع كوريا الجنوبية، وطورت علاقتها المتوقفة مع تايلاند منذ 33 عاماً، وأصبحت أول دولة من الشرق الأوسط تتم دعوتها إلى قمة أبيك، كما أنها تعتبر أحد أكبر المتبرعين للصناديق الأممية، آخرها التبرع بـ50 مليون دولار لصندوق الجائحة، وتكفلها بترميم المركز الإسلامي بجاكرتا،
فالمملكة تمد يديها إلى الجميع، وتعيد توزيع شراكاتها، وتتوسع في تحالفاتها، وتزيد من استثماراتها وتركيزها على ملفها الاقتصادي، لتطبق فعلاً مرحلة إعادة تعريف المصالح التي تتطلبها المرحلة، خصوصاً مع التغييرات الجيوسياسية العالمية، وحالة الشك التي تغشى مواقف الولايات المتحدة الأمريكية، والشيخوخة التي تظهر على محيا الإتحاد الأوروبي، العالم اليوم في مخاض التعددية القطبية.
 كما تترقب المنطقة زيارة استثنائية للرئيس الصيني إلى الرياض، التي سيعقد من خلالها ثلاثة قمم، القمة السعودية الصينية والقمة الخليجية الصينية والقمة العربية الصينية، والتي يعتبرها الخبراء لبنة انطلاق التنين الصيني في المنطقة، وهو ما تحذر منه واشنطن، التي تخشى أن تحل بكين محلها.
 يتهيأ الخليج للتحول من الحليف الأوحد إلى شبكة حلفاء، يزيد من نفوذه، ويعزز شراكاته، ويضمن تأثيره على الاقتصاد العالمي ككل، وبالتالي تزداد أهميته والمحافظة على أمنه.
جهاد العبيد - كاتب سياسي واقتصادي سعودي