نشاط سعودي

مقال - ميدار.نت 23 نوفمبر 2022
Cover

مقال - ميدار.نت


لا يمكن إخفاء إعجابنا بشعلة النشاط والحراك الدبلوماسي والاقتصادي الذي تقوم به المملكة العربية السعودية، فالحكومة السعودية ممثلة برئيس وزرائها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أصبحت تُسابق نفسها ليس في اقتناص الفرص وحسب، بل وحتى خلقها من العدم، ففي شهر نوفمبر وحده حضر الأمير محمد العديد من القمم وأجرى العديد من الاجتماعات على مستوى عالي جداً، مما أنتج عنها اتفاقيات بمليارات الدولارات.
فبدءاً من قمة المناخ وقمة الشرق الأوسط الأخضر اللتان أقيمتا في جمهورية مصر الشقيقة، إلى قمة العشرين في إندونيسيا، تلاها زيارة رسمية إلى كوريا الجنوبية، ثم قمة مجموعة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في تايلاند، وأخيراً افتتاح كأس العالم 2022 في قطر، كان هناك العشرات من الاجتماعات.
حن نتحدث عن أكثر من 45 دولة جلس الأمير محمد مع مسؤوليها الكبار على طاولة واحدة، وأنتجت رحلات سمو ولي العهد المكوكية ما يزيد عن 20 لقاء مباشر مع زعماء السياسة والاقتصاد.
قد التقى سموه بشكل مباشر مع كل من زعماء مصر والعراق والكويت وباكستان وتونس والسودان واندونيسيا وفرنسا وتركيا والإمارات وبريطانيا وكوريا الجنوبية وتايلاند وسنغافوره وبروناي والفلبين وقطر، بالإضافة إلى ملك تايلاند ورئيسة البنك الدولي ونخبة من رجال الأعمال الكوريين، تخيّل أن كل ذلك تم في أسبوعين!


يد ممدودة
تمد المملكة يديها إلى الجميع، وتعيد توزيع شراكاتها، وتتوسع في تحالفاتها، وتزيد من استثماراتها وتركيزها على ملفها الاقتصادي، لتطبق فعلاً مرحلة إعادة تعريف المصالح التي تتطلبها المرحلة، خصوصاً مع التغييرات الجيوسياسية العالمية، وحالة الشك التي تغشى مواقف الولايات المتحدة الأمريكية، والشيخوخة التي تظهر على محيا الإتحاد الأوروبي، العالم اليوم في مخاض التعددية القطبية، تزيد ذلك قيادتها الناجحة لتحالف أوبك+، والذي أنتج سوقاً للنفط متزنة وأقل تذبذباً من نظرائه، رغم الهجمات الغربية الشرسة التي تحاول تسييس قرارات هذا التحالف.
وفوق كل هذا، فإن المنطقة تترقب زيارة استثنائية للرئيس الصيني إلى الرياض، التي سيعقد من خلالها ثلاثة قمم، القمة السعودية الصينية والقمة الخليجية الصينية والقمة العربية الصينية، والتي يعتبرها الخبراء لبنة انطلاق التنين الصيني في المنطقة، وهو ما تحذر منه واشنطن، التي تخشى أن تحل بكين محلها.
يتهيأ الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية للتحول من الحليف الأوحد إلى شبكة حلفاء، يزيد من نفوذه، ويعزز شراكاته، ويضمن تأثيره على الاقتصاد العالمي ككل، ليكون لاعباً رئيساً في تحديد توجهاته، وبالتالي تزداد أهميته والمحافظة على أمنه، في ظل وجود أنظمة مارقة تحتاج إلى دحر في الوقت القريب.

  جهاد العبيد - كاتب سياسي واقتصادي سعودي